مصائب قوم عند قوم فوائد.. كان هذا مفاد الحال الذي آلت إليه الأوضاع المشتعلة بالأراضي المحتلة بسبب الحصار الخانق الذي تفرضه قوات الاحتلال الإسرائيلي واشتعال أزمة العالقين على المعابر الفلسطينية . حيث انتعشت مدينة العريش اقتصادياً في الفترة الوجيزة التي كسر فيها الفلسطينيون الحصار الخانق الذي تفرضه دولة الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ عدة أشهر ، ومن المتوقع أن يكون قد دخل خزائن تجار العريش أكثر من 5 مليون دولار كأرباح حين انقض التجار الفلسطينيون على السلع المصرية. وقد أعرب التجار في العريش عن سعادتهم لنفاذ كل بضائعهم بعد شهور طويلة عانت فيها العريش ركوداً اقتصادياً وتفشياً في نسبة البطالة بين شبابها الذين يعتمدون في رزقهم على التجار الفلسطينيين. وأكد أحد كبار التجار في العريش "عبد الكريم الشريف" أن الكثير من التجار المصريين استنفدوا جميع مخزونهم من البضائع والسلع مما اضطرهم إلى استقدام كميات أخرى من البضائع والسلع التي يقبل عليها الفلسطينيون من القاهرة لسد احتياجات السوق من السلع التموينية المختلفة. وأضاف الأغلبية في غزة كانت تتلهف لشراء حاجاتها وأدويتها فغزوا الأسواق المصرية ليشتروا كل ما فيها من بضائع وسلع غذائية ووقود. تحدثت شبكة الأخبار العربية "محيط " عبر الهاتف لبعض الفلسطينيين على الحدود المصرية الفلسطينية فهذا مواطن من وسط قطاع غزة وأولاده عاد محملاً بالسلع، وحين سألناه عن الكميات التي جلبها من العريش قال: اشتريت كمية كبيرة من السلع بهدف تخزينها، وأردف قائلاً " الله اعلم إلى متى سوف يدوم الحصار فقد يطول هذا الحال السيئ لشهور أخرى قادمة ، لأننا وببساطة ممنوعون من الحياة". فيما قال آخر إنه تاجر أتي إلى العريش من أجل جلب بعض السلع التموينية وأكياس الطحين ليبيعها داخل القطاع خاصة وأنه يتوقع مكاسب ضخمة من وراء هذه البضاعة بعد أن خلت الأسواق في بلده من البضائع وبات الفلسطينيون يتلهفون لكيس الطحين. يذكر أن الانتعاش الذي شهدته العريش هو الثاني من نوعه حيث كان الفلسطينيون قد اقتحموا المعبر في وقت سابق بعد تخلي الاحتلال عن التحكم في المعبر منذ نحو عامين. جدير بالذكر أن هناك تقريرا أعدته الأممالمتحدة يقول إن 79 في المائة في غزة يعيشون تحت خط الفقر وأن 34 في المائة من الفلسطينيين يعانون من نقص التغذية وأن معدل الاستهلاك اليومي 1.6 دولار للفرد. وليزداد الوضع تراجيديا في غزة فقد أثرت موجة الصقيع التي تضرب دول الشرق الأوسط على كافة مناحي الحياة في الأراضي الفلسطينية إذ أصابت هذه الموجة الباردة القطاع الزراعي في مقتل. وقال أحد المزارعين لمراسل " محيط" في القطاع إنه يواجه مشكلة كبيرة لتلف مزروعاته وهي مشكلة كبيرة تضاف إلى الحصار والكوارث التي يعاني منها الفلسطينيون. كما أنه عملياً ليس هناك قانون كوارث طبيعية مكتمل يمكن أن يشكل مرجعية لتعويض الخسائر التي لحقت بقطاعات مختلفة. وفي هذا السياق ومثلما حطم البرد الذي أتلف المزروعات في غزة كان الوضع اسوأ في الضفة الغربية حيث خسر العديد من المزارعين حقولهم الزراعية، وحمل البرد أيضا أنباء سيئة للمستهلكين بسبب التوقعات بارتفاع أسعار الخضار إلى مستويات قياسية بسبب قلة العرض. ونشرت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" عن وكيل وزارة الزراعة الفلسطيني عزام طبيلة قوله إن الضفة الغربية أصبحت "منكوبة زراعياً"، نظراً للخسائر الكبيرة التي لحقت بقطاع الزراعة. ومضى يقول إن القطاع الزراعي تعرض لمثل هذه الموجة من البرد قبل سنوات، لكن ليس بمثل هذه الشدة والخسائر التي شملت معظم الضفة الغربية.