محيط/ زينب مكي: في الوقت الذي تحذر فيه منظمات دولية وخبراء في مجالي الغذاء والبيئة من أن الاعتماد المتزايد على الوقود الحيوي المستخرج من النباتات يساهم بشكل كبير في ارتفاع أسعار المنتجات الغذائية في السوق العالمية ويهدد التوازن البيئي دعا رئيس الإتحاد الأوروبي إلى العمل على خلق الشروط الاقتصادية المناسبة من أجل تعزيز استخدام الوقود الحيوي في قطاع النقل والمواصلات في دول الإتحاد. وقال تقرير لمنظمة الأغذية والزراعة (FAO) التابعة للأمم المتحدة بالتعاون مع منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) إنه ستكون هناك حاجة إلى كميات كبيرة من محاصيل الذرة والقمح وبذرة اللفت وقصب السكر من أجل إنتاج الإيثانول والديزل الحيوي ،الأمر الذي يهدد الأراضي الزراعية ويقود إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية ومشتقاتها في الأسواق العالمية. وأشار التقرير إلى أن هناك أعراض لتغيرات جذرية قد أخذت تظهر على أسواق السلع الزراعية، مما ينبئ بارتفاع أسعار الكثير من المواد الغذائية في الأسواق العالمية في السنوات القادمة. وكما أوردت وكالة الأنباء اٌيطالية (آكي) أقر رئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل باروسو خلال مشاركته أمس في المؤتمر الدولي للوقود الحيوي، المنعقد حاليا في بروكسل، أن اعتماد الإتحاد على الوقود الحيوي قد ازداد خلال العامين الماضيين، إذ بلغ نسبة 1,8% من نسبة الوقود المستخدمة في كافة الدول الأعضاء، إلا أن "هذه النسبة لا تزال ضئيلة نوعاً، ولكنها مشجعة لبلوغ أهدافنا في مجال محاربة التغير المناخي". وذكر رئيس المفوضية الأوروبية بأهداف الإتحاد المعلنة، في قمة مارس الماضي، الاعتماد على 20% من مصادر الطاقة المتجددة بحلول 2020، وقال "إذا أردنا تحقيق هذا الهدف علينا العمل لرفع نسبة استخدام الوقود الحيوي إلى 10% بحلول 2020". وتطرق باروسو إلى الشراكة القائمة بين الإتحاد الأوروبي والبرازيل، حيث يشارك الرئيس البرازيلي في المؤتمر الحالي، في مجال الوقود الحيوي، مشيراً إلى أن "للبرازيل تجربة رائدة في مجال إنتاج واستعمال الوقود الحيوي". ومن جانبه، سلط المفوض التجاري الأوروبي بيتر ماندلسون، الضوء على فوائد تقبل الإتحاد الأوروبي لاستيراد جزء كبير من الوقود الحيوي،مشيرا إلى أن الالتفات إلى البلدان النامية، ذات الطبيعة الزراعية للقيام والتعاون معها في مجال إنتاج الوقود الحيوي سيساهم في العمل الدولي الرامي إلى تخفيف انبعاث الغازات التي تسبب الاحتباس الحراري. فيما رأى تقرير ال (FAO) و (OECD) ارتفاع أسعار المواد الغذائية في الدول الفقيرة التي تعاني في الأصل من زيادة الطلب موضحا ارتفاع أسعار هذه السلع يمثل مصدر قلق للدول المستوردة للغذاء من دول العالم الثالث وسيكون سببا في إطلاق الجدل حول "الغذاء مقابل الوقود". وبالرغم من أن أسعار الوقود ستعود بالفائدة على منتجي المواد الأولية فإنها سوف تؤدي أيضا إلى زيادة أسعار هذه المواد في البلاد المنتجة التي تحتاجها كأعلاف للحيوانات.