صدر مؤخرا عن نادي دبي للصحافة تقرير "نظرة على الإعلام العربي 2008 - 2012 " لمجموعة من المختصين، ويقع في 97 صفحة من القطع الكبير. يكشف التقرير أن الإعلام الرقمي، والاعتماد المتزايد على الانترنت والهواتف المتحركة بات محركاً أساسياً لمستهلكي وسائل الإعلام، نظراً لأنه يلبي رغبة الناس في الحصول على أخبار فورية ومحدثة باستمرار. ووفقا لعمر كوش بصحيفة "البيان" الإماراتية يتضمن التقرير توقعات مستقبلية وتحليلات لواقع وآفاق الإعلام التقليدي والرقمي في العالم العربي، حيث قام واضعو التقرير بتوسيع مجال تحليل الإعلام في المنطقة العربية، لتشمل اثنتي عشرة دولة عربية رصدت فيها أبرز مؤشرات نمو الإعلام الرقمي بالتعاون مع شخصيات بارزة في قطاع الإعلام حاولوا بالاعتماد على خبراتهم استشراف المستقبل. ويرصد التقرير أبرز المؤشرات في الدول التي شملتها، ويأتي تأكيداً على التزام نادي دبي للصحافة والشركاء في توفير تقييم دقيق للتوجهات الإعلامية في المنطقة، من خلال عرض التطورات الحاصلة في مجال الإعلام الرقمي، وظهور الإنترنت وتليفزيون الهاتف المتحرك والتوقعات حول عائدات الإعلانات في كل دولة على مدى السنوات الخمس المقبلة. ولا شك في أن التطورات الجديدة في مجال الإعلام الرقمي وخدمات الإنترنت تمنح فرصا هائلة لشركات الإعلام العربية، إذ أن هناك عدة عوامل تسهم في توفير الفرص الجديدة والمتميزة لشركات الإعلام في العالم العربي، من ضمنها ازدهار صناعة المحتوى الرقمي على نطاق واسع، وبما يفضي إلى فتح أسواق جديدة لمنتجي وموزعي المحتوى في كافة أنحاء المنطقة. وتكمن الفرصة الأكثر تميزاً في إيصال هذا المحتوى عبر الأجهزة النقالة المرتبطة بالإنترنت إلى الجيل الجديد من المستهلكين الذين نشأوا مع الإنترنت، والذين يعتبرون الهواتف النقالة جزءا أساسيا من حياتهم، حيث يكتسب هذا الجيل من المستهلكين ممن تتراوح أعمارهم بين 15- 25 أهمية خاصة، نظراً لارتفاع نسبة الشباب في معظم أنحاء المنطقة. وتؤمن هذه التطورات فرصا كبيرة، إلى جانب بعض التحديات أمام شركات الإعلام التقليدي من صحف وتليفزيونات ومحطات إذاعية، فضلاً عن شركات الإعلام الجديدة المتخصصة في إنتاج وتوزيع الإعلام الرقمي. مع العلم أن الأزمة المالية والاقتصادية العالمية الراهنة تؤثر في دول الشرق الأوسط وجميع مناطق العالم الأخرى، وتترك آثارها وتداعياتها على كافة قطاعات الاقتصاد فيها بما فيها الإعلام. ويؤكد التقرير على أن الإعلام الرقمي أصبح فرصة مهمة أمام وسائل الإعلام العربية لدمج هذه التكنولوجيا بالوسائل التقليدية، من أجل الوصول إلى شريحة أوسع من الناس، لاسيما الجيل الشاب منهم، الذي يشكل 50 في المئة من نسبة السكان في الدول العربية. ويعتبر أن نشوء جيل جديد مرتبط بالانترنت منذ الصغر في المنطقة يشكل الفرصة الأساسية في إيصال المحتوى الإعلامي عبر الأجهزة النقالة والانترنت، باعتبارها جزءا أساسيا من حياتهم، خاصة وأن الناس، اليوم، ولاسيما الأصغر سناً، يتوجهون نحو فكرة تلقي المعلومات في أي وقت وفي أي مكان.