يتناول كتاب "الرق تحت مسمى آخر" الحاصل على جائزة بوليتزر لمؤلفه دوجلاس بلاكمون حقبة وحشية في تاريخ الولاياتالمتحدة الضوء من جديد على الماضي العنصري للبلاد. يروي الكتاب أن بعد عقود من الزمان من إعلان التحرير الذي أصدره الرئيس الأمريكي إبراهام لينكولن عام 1863 ويقضي بمنع الرق في الولاياتالمتحدة عاد مئات الآلاف من الأمريكيين الأفارقة إلى الرق من خلال تشغيل السجناء منهم في أعمال شاقة. وقال مؤلف الكتاب كما نقلت عنه صحيفة "العرب اللندنية" إن هذه الرواية "ضرورية تماما" لفهم سبب استمرار بقاء الانقسام العرقي بالولاياتالمتحدة وسبب تراجع الأقلية من السود وراء بقية سكان الولاياتالمتحدة فيما يتعلق ببرامج الرعاية الاقتصادية والاجتماعية. ويشير الكتاب إلى أن هؤلاء السجناء يلقى القبض عليهم تماشيا مع قوانين مثل قانون مكافحة التشرد والتي وضعت للايقاع بهم. وبعد ذلك ينقلون للعمل في مناجم الفحم ومصانع الصلب وصناعات أخرى مزدهرة في الجنوب. ويقيد كثير منهم كما يذكر الكتاب أمثلة لعودة بعض مظاهر الرق من جديد مثل الأوضاع المروعة لهؤلاء السجناء وتعرضهم للضرب واستخدام الكلاب في ملاحقة الهاربين وجرائم قتل في حقهم دون معاقبة المسئولين. ومعظم من ألقي القبض عليهم وفقا لهذا النظام من الرجال السود غير أن بعضا منهم من البيض أو نساء من السود. والفصل العنصري والاعدام دون محاكمة من مظاهر الحياة التي أصبحت معروفة نسبيا في جنوبالولاياتالمتحدة بعد الحرب الأهلية إلا أن بلاكمون قال إنه جرى تجاهل بشكل كبير "الرق الجديد". وقال بلاكمون مؤلف الكتاب أنه منذ نشر الكتاب تقدم كثيرون من الأمريكيين الأفارقة بروايات عن أجدادهم الذين أدينوا ثم طبق عليهم نظام الرق من جديد بعد انتهاء الحرب الأهلية. وتابع "أطلق الكتاب حوارا بين الأمريكيين الأفارقة المتعطشين لمعرفة سبب استمرار معاناة عشرة ملايين أمريكي أسود من الفقر والاستعباد طول هذه الفترة". وفاز كتاب آخر يتناول الماضي العنصري للولايات المتحدة بجائزة بوليتزر الأسبوع الماضي وهو كتاب "همينجز من مونتيتشلو.. عائلة أمريكية" للكاتبة أنيت جوردون ريد والذي يتناول عائلة من الرقيق تربطها قرابة بثالث رئيس للولايات المتحدة وهو توماس جيفرسون. وقال بلاكمون إن الكتابين أوضحا تجدد الرغبة في التعامل من جديد مع عناصر منسية في ماضي الولاياتالمتحدة في ظل أجواء جديدة انتخب من خلالها باراك أوباما رئيسا للولايات المتحدة العام الماضي.