القاهرة: صدر عن دار الشروق كتاب "على طريق تحالف الحضارات" للدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "إيسيسكو"، ويقع فى 196 صفحة من الحجم الكبير. يضم الكتاب مدخلاً عن التأصيل النظرى لتحالف الحضارات، وفصولاً تتناول الرصيد الثقافى المشترك وتحالف الحضارات، ومسؤولية العالم الإسلامى إزاء تحالف الحضارات، والتحالف داخل حضارة واحدة: محاولات الوحدة فى العصر الحاضر ونتائجها، وجسور التحالف: العالم الإسلامى والغرب، والعالم الإسلامى أمام ازدواجية المعايير فى المواقف الدولية، والعالم الإسلامى والغرب: التحدّيات الحضارية وآفاق المستقبل، والرؤية الثقافية لمشكلات العصر، والحضارة الإسلامية وحوار الحضارات: تعايش لا صراع، وثقافة السلم والتعايش من خلال رؤية حضارية إسلامية، ورؤية حضارية إلى التسامح ونبذ العنف فى الإسلام، وجذور الخلاف بين العالم الإسلامى والغرب، ونظرات فى محاضرة البابا بينيدكت السادس عشر، وواقع الأمة: جوانب القوّة وجوانب الضّعف، والتغيير الحضاري: فى سبيل الخروج من الأزمة، وظاهرة التطرّف والعنف: من مواجهة الآثار إلى معالجة الأسباب. وأوردت صحيفة "العرب" اللندنية قول المؤلف فى مقدمة الكتاب: "إنَّ الحوار مرحلةٌ أولى على الطريق إلى التحالف، كما أن التفاهم سبيلٌ إلى التعايش، وهما معاً الأساس الراسخ الذى يقوم عليه التحالف بين الحضارات والثقافات، الذى من طبيعته أنه يفتح الآفاق أمام التعاون لما فيه الخير للبشرية جمعاء، لأن من الخصائص الذاتية لأيّ حضارة، القابليةَ للتناغم والتفاعل والتقارب مع الحضارات الأخرى ؛ فالحضارة أيّاً كانت عناصرها ومكوّناتها، تنطوى على المقوّمات التى تساعد على التقارب مع حضارات أخرى، مهما تكن طبيعتها". ويرى التويجرى أن تحالف الحضارات هو فى العمق والجوهر، خلاصة نظرية الحوار بين الحضارات التى تبلورت، وتعمقت، واستقرت، ليس فقط منذ أن تبنتها الجمعية العامة للأمم المتحدة فى قرار لها، وإنما قبل ذلك، حيث كان العالم الإسلامى سبّاقاً إلى طرح هذه النظرية، كما كان مساهماً فاعلاً فى العمل بها لنشر ثقافة الحوار، وفى تعزيز الجهود الدولية من أجل إشاعة مفاهيم الحوار، وأخلاقيات الحوار. ويقول المؤلف فى مقدمة الكتاب أيضاً: "إذا كانت الأممالمتحدة قد تبنّت أخيراً الفكرة التى طرحها رئيس الحكومة الإسبانية من فوق منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة حول التحالف بين الحضارات، فإنَّ هذه الفكرة لم تكن جديدة علينا، فقد تطرّق إليها مفكرون وكتاب من العالم الإسلامي، كما أنِّى تناولت هذه الفكرة فى بعض كتاباتى من نواحٍ شتَّى، هذا فضلاً عن أن المشتغلين بالحوار بين الحضارات، لم تكن فكرة التحالف لتغيب عن أذهانهم، بسبب من أن الحوار ليس غاية فى حدّ ذاته، وإنما هو وسيلة إلى صيغة للتعايش والتفاهم والتعاون الإنساني، وهذه الصيغة هى "التحالف الحضاري"، الذى يبثّ الحياة فى الحوار، ويجعله ذا فعالية ومردودية".