القدس- خاص ل"مصر الجديدة"- أفادت وكالات أنباء أجنبية بأن الريال الإيراني يعاني من هبوط حاد، وأشارت مواقع دولية تعرض أسعار صرف العملات إلى أن الريال سجل رقما قياسيا مقابل الدولار. ويعتبر محللون انخفاض العملة المحلية مؤشرا لتراجع التعاملات الاقتصادية وتدهور الاقتصاد في الجمهورية الإسلامية، وأن العقوبات المفروضة على الجمهورية الإسلامية بدأت تظهر ملامحها، خاصة العقوبات التي تقصد البنك المركزي في إيران. ووصف رئيس البنك المركزي الإيراني بأن الدولة في حالة حرب مع العالم وقال: "البنك المركزي لا يستطيع ان يخفض من سعر الصرف بشكل منهجي، ولكننا نحاول السيطرة على الانخفاض"، وأضاف "اننا في وضع حرب. إننا نواجه حربا اقتصادية مع العالم". وشوهد التجار الايرانيون يصرفون الدولار الواحد مقابل 24000 ريال إيراني. وأصبح سعر الريال غير الرسمي ضعف السعر الرسمي الثابت، قيمته 12260 ريال إيراني، وهو السعر الذي تتعامل به المؤسسات الحكومية في مجالات حيوية مثل: الدواء، وبعض الشركات الخاصة المميزة لدى السطلة المركزية في طهران. وبلغ هذا التراجع في قيمة الريال 5 بالمئة منذ يوم السبت، وحوالي 10 بالمئة منذ الأربعاء الماضي، حينها اعترف الرئيس محمود احمدي نجاد بأن بلاده تواجه "صعوبات" في تصدير النفط وانتقالات الأموال، جراء العقوبات الدولية المفروضة. وفقد الريال الإيراني بالمجمل نصف قيمته خلال العام الجاري. إذ بدأ انخفاض قيمة الريال مطلع يناير، بعد عقوبات قاسية فرضتها الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي ضد إيران، والتي دخلت حيز التنفيذ في شهر يوليو. ورغم محاولة السلطات في إيران حماية العملة المحلية، من خلال وضع سقف لسعره، إلا ان الريال ما زال يفقد من قيمته. ويزيد الهبوط في قيمة العملة من التضخم، ويزعم البنك المركزي في إيران بأنه وصل معدل 23.5 في المئة في حين يقدره مراقبون خارجيون بأنه أكثر بكثير. وأصبح شراء الغذاء والسلع مكلف أكثر للمواطن الإيراني. بالإضافة، تواجه إيران تدهورا في علاقاتها الديبلوماسية مع دول العالم، إذ طردت كندا الدبلوماسيين الإيرانيين من أراضيها وقطعت العلاقة مع الجمهورية الإسلامية. وبررت كندا قرارها بأن إيران تدعم نظام الاسد، الذي يذبح شعبه، وتتميز إيران كذلك بسجل حافل بانتهاك حقوق الانسان. وردّت إيران على قرار كندا واصفة الأخيرة بأنها تحمل افكارا مطابقة للأفكار "الصهيونية" (وكالة مهر). ورغم تدهور البلاد اقتصاديا، صرحت السلطات الإيرانية بأنها لن ترضخ للعقوبات، وانها لن تتنازل عن نشاطاتها النووية رغم الخناق الاقتصادي الذي يزداد يوما بعد يوم. ويدرس الاتحاد الاوروبي فرض المزيد من العقوبات على إيران، في حال لم تتعاون إيران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن برنامجها النووي.