قامت الثورة المصرية لتخلص المواطن من حالة اللامبالاة بالوطن التى كان المواطن المصرى يعيش فيها وفى نفس الوقت تجعله يفيق من حالة الغيبوبة التى القى فيها عمدا بفعل إعلامه الذى دائما ما كان يعرض الصورة الخيالية للمواطن المصرى وبعد الثورة ظن الجميع ان الشكل الإعلامى سيصبح ثورى أيضا ولكن على العكس واصل الإعلام سياسيته التضليلية والتى توحشت بعد الصورة فالكل الان يضلل المواطن لمصلحة شخص ما او شئ ما وللأسف ساعد فى ذلك عدم تغيير القيادات الرئيسية والشكل الإعلامى الواحد الموجود عليه منذ العهد البائد. وفى مساحتنا للإختلاف أردنا أن نوضح ونستوعب أن الإعلام المصرى لم يعرف معنى الثورة وأن بوابة التليفزيون وقفت أمامها الثورة عاجزة ان تقتحمها لأن اللغة الإعلامية الموجودة بالداخل من غير المستطاع أو من المستحيل تغييرها . يقول جمال زهران رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة بورسعيد، والنائب السابق بمجلس الشعب، إن الإعلام الرسمي أو الحكومي بمصر، كان فاسدا ومشبوها وأداة من أدوات النظام السابق لخدمة أهدافه، حيث تعمد إغفال ما يدور من حقائق في البلاد، وما يحدث من احتجاجات ضده أثناء الثورة. وأشار زهران إلى أن الإعلام الرسمي لم يتغير سوى بنسبة 50 في المائة فقط، فعلى الرغم من ثورة عدد من موظفي التليفزيون ضد القيادات القديمة بعهد الرئيس المخلوع، ضمنهم عبد اللطيف المناوي رئيس قطاع الأخبار، إان المجلس العسكري الحاكم مازال يتحكم به كما تخضع هيئة الاستعلامات كاملة له. ولفت إلى وجود عودة لمن وصفهم بالفلول بالإعلام الرسمي المصري والصحف القومية في ظل ما اعتبره انكماش للثورة، وأيضا منع الضيوف بالبرامج التليفزيونية والتشويش عليهم عند انتقاد السلطة الحاكمة، إضافة إلي تواجد بعض مؤيدي النظام السابق وتحكمهم أيضا بالصحف القومية. واتهم السلطة الحاكمة أيضا بالسماح بفتح قنوات فضائية في مواجهة الإعلام الثوري، وقال "إن هذا الأمر ظهر واضحا عند احتفاء عددا من الفضائيات بترشيح نائب الرئيس المخلوع عمر سليمان للرئاسة، ووجود مدفعين عن المجلس العسكري ببرامج مؤثرة مثل توفيق عكاشة وغيره." من جانبه أشار سعيد اللاوندي الباحث بمركز الأهرام للدراسات، إلى وجود تحولات كثيرة بالإعلام الرسمي المصري منذ قيام الثورة من خلال بث ومتابعة ما يدور بالبلاد من قضايا لم تكن موجودة قبل سقوط نظام حسني مبارك على الرغم من وجود عدد من الانتقادات وتغيير ببعض وزراء الإعلام و قيادات التليفزيون." كما انتقد اللاوندي الإعلام الرسمي الحكومي ، وقال إنه كان قريبا من النظم التي انقلبت عليها الشعوب العربية وبخاصة رأس النظام، مشيرا إلى أن نقل الخبر كان يتم بشكل يمثل تضليل للحقائق وما يدور بالبلاد في ظل الظروف الحرجة التي تمر بها هذه الدول.