أكد د. مصطفى عثمان إسماعيل مستشار الرئيس السوداني أن صعود التيار الاسلامي في مصر ومنح الشعب المصري التفويض له في الانتخابات يدعم جهود السودان لوقف الهيمنة الاستعمارية للدول الغربية واوضح انها تصب في مساعي تعديل السياسة الدولية نحو قضايا الشرق الاوسط . واشار الى ان المؤتمر الوطني يسعى لمنح تجربته الى مصر والاستفادة منها للتعامل مع الاقباط والكيانات المختلفة لقطع الطريق امام مخطط الثورة المضادة الذي تقوده الولاياتالمتحدةالامريكية لاحتواء الثورة المصرية عبر اتباع اساليب الفتن داخل المجتمع المصري . وأكد خلال مخاطبته محاضرة امام وفد يمثل الجالية السودانية بالقاهرة يزور الخرطوم انه متفائل بنجاح الثورة المصرية باعتبار ان الشعب المصري كسر حاجز الخوف مشيرا الى حرص السودان على تمتين علاقاته مع مصر . ولفت الى ان وفد الخرطوم وقع على اتفاق الحريات الاربعة مع الحكومة المصرية في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك على الرغم من عدم رضاء الاخير بسبب الضغوط الامريكية، لكنه قطع بان تلك الاسباب قد زالت الان وانه لا مجال امام الحكومة المصرية الا تنفيذ اتفاق الحريات مع السودان، ووصف عثمان مشروع التكامل الليبي السوداني المصري المقترح بالطموح. وأكد أنهم يسعون بقوة لتطبيقه في المستقبل القريب. من جانبها حددت دولة جنوب السودان مطلع الأسبوع الأول من أبريل المقبل للقمة الثنائية بين الرئيس السوداني عمر البشير والفريق سلفاكير رئيس حكومة جنوب السودان .. ويصل الخرطوم الأسبوع الجارى وفد من دولة جنوب السودان حاملاً الدعوة من الرئيس سلفاكير ميارديت للرئيس عمر البشير لعقد القمة المرتقبة بينهما، مطلع أبريل المقبل بجوبا، وتستهدف القمة تعزيز الاستقرار وتجاوز الخلافات بين البلدين. وقال وزير الإعلام، الناطق الرسمى باسم حكومة جنوب السودان د. برنابا بنيامين، امس، إن مجلس وزراء حكومته أجاز الاتفاق الذى تم التوصل إليه مؤخرا فى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا بين البلدين، والمتعلق بالحدود وأوضاع المواطنين فى الدولتين. وأضاف أن مجلس حكومة الجنوب وجه بوقف التصريحات الإعلامية السلبية، والتى تعكر علاقات البلدين. من ناحيتها، قالت وزيرة الدولة بوزارة الإعلام السودانية سناء حمد، فى تصريح مماثل، إنه تمت تهيئة الأجواء لإنجاح ما اتفق عليه مؤخراً بأديس أبابا بشأن الحدود وأوضاع المواطنين فى البلدين. في الأثناء قال علي أحمد كرتي وزير الخارجية السوداني، إنّه سيتم خلال القمة الرئاسية بين الرئيسين عمر البشير وسلفا كير في جوبا التوقيع على الاتفاقيتين اللتين تم التوصل إليهما في مفاوضات أديس أبابا الأخيرة. وأضاف: لكننا علمنا بأن باقان أموم رئيس وفد جنوب السودان ونيال دينج وزير خارجيتها سيحملان دعوة الرئيس سلفا كير إلى الرئيس البشير. وقال كرتي أمس: لم يصلنا ما يفيد بتحديد التاريخ الزمني للقمة. وأضاف أنه بعد أن أجاز مجلسا وزراء البلدين الاتفاقيتين، أصبح الطريق مُمهداً للتوقيع النهائي عليهما من قبل الرئيسين، وأضاف: نأمل بهذه الروح الجديدة أن يتم بحث القضايا العالقة الأخرى، خاصةً القضايا الأمنية التي ستسرع في تحسين علاقات البلدين ومن ثم يتحقق الاستقرار في البلدين، وأشار كرتي لضرورة تكثيف لقاءات اللجان الأمنية قبل انعقاد القمة الرئاسية للوصول إلى اتفاق حولها، باعتبار أنها ستسهم بقدر فعّال في معالجة القضايا الأخرى كقضايا الاقتصاد والنفط، لأنّ التوتر الأمني يؤثر سلباً على القضايا الاقتصادية، وأكّد كرتي أنه حال توافر الإرادة السياسية يمكن أن تنجح القمة في معالجة القضايا العالقة كافة بين البلدين، وأوضح وزير الخارجية أنّ وجود جميع حركات دارفور المسلحة في الجنوب، إضافةً إلى دعم حكومة الجنوب للمتمردين في جنوب كردفان والنيل الأزرق يلقي بظلاله على علاقات البلدين، ويزيد في حدة التوتر الأمني بينهما. وقال: لذلك من المؤمل أن تبذل اللجان الأمنية، مستفيدة من الأجواء الإيجابية التي تحلت بها مفاوضات أديس أبابا، جهوداً مكثفة للوصول إلى اتفاقيات وتقديمها إلى قمة الرئيسين البشير وسلفا كير المرتقبة في جوبا .