رحبت الحكومة السودانية بنتائج جولة المفاوضات الثالثة بين السودان وجنوب السودان في أديس أبابا حول قضايا ما بعد اتفاقية السلام، وأشادتب جهود المفاوضين واللجنة الأفريقية رفيعة المستوى برئاسة تامبو أمبيكي وجهود الحكومة الأثيوبية ورعايتها للمفاوضات والعون الذي ظلت تقدمه للأطراف من أجل التوصل إلى اتفاق في جولات التفاوض . وقال وزير الاعلام والناطق الرسمي باسم الحكومة السودانية المهندس عبد الله علي مسار في تصريح صحفي امس بالقصر الجمهوري إن الرئيس السوداني عمر البشير عقد ، اجتماعاً مطولاً مع وفد السودان المفاوض بحضور نائبه وعددٍ من الوزراء واطلع على مخرجات مفاوضات أديس أبابا حول قضايا ما بعد اتفاقية السلام بين السودان وجنوب السودان، وأوضح أن الحكومة رحبت بما توصلت له المفاوضات حول الترتيبات الأولى والمواطنة بين الطرفين ، وقرر الاجتماع انخراط اللجان التي اقترحتها نتائج المفاوضات حول الترتيبات الأمنية وأوضاع المواطنين في الدولتين وترتيبات عقد قمة بين البشير وسلفاكير في اجتماعات فورية لبحث التفاصيل والتوصل إلى اتفاقات نهائية بشأن القضايا المطروحة . وأضاف، إنّ اللقاء طرح مقترحات إيجابية - لم يفصح عنها - قال إنها ستقود لمزيد من النجاحات خلال الفترة المقبلة، وأشار إلى أن لجنة توفيق أوضاع المواطنين في البلدين ستنعقد فوراً برئاسة وزيري الداخلية في البلدين لإجراء الترتيبات اللازمة، فيما تعقد لجنة الترتيبات الأمنية برئاسة وزيري الدفاع اجتماعها بالسرعة المطلوبة للاتفاق على الأمن المتبادل بين الدولتين وبحث الوضع الأمني بوضوح وصولاً لاتفاق حول قضايا الاختلاف. وأكّد مسار أنّ لجنة عليا مشتركة من البلدين سيتم تكوينها للتحضير للقمة المرتقبة بين البشير وسلفا كير، قال إنها لم تحدد بعد، حتى تؤدي القمة إلى نتائج إيجابية، وأوضح أن الاجتماع رحّب بنتائج الجولة وبالروح التي سادتها، كما أشاد بدور لجنة ثابو امبيكي والجهد الذي بُذل في أديس ونيويورك، إضافةً إلى الدور الكبير للحكومة الأثيوبية والأطراف الأخرى التي جعلت من الجولة ذات قيمة، ولفت مسار إلى أنه تم تأجيل ملف النفط إلى ما بعد الاتفاق على الملف الأمني وتوفيق أوضاع المواطنين، إضافةً إلى تهيئة المناخ وإعادة الثقة بين البلدين، وتوقع مسار مزيداً من الروح الإيجابية عقب عقد القمة، وطالب وسائل الإعلام بالاتجاه نحو الإعلام الإيجابي وبناء الثقة بين الدولتين، وقال: الذي يهمنا هو استمرار السلام وأن تكون العلاقات جيدة، وأشار إلى أن الحدود الكبيرة بين البلدين يجب أن تكون لتبادل المنافع, ونبّه إلى أن السودان يسعى لجوار إيجابي مع دولة الجنوب. وفي السياق، أكد د. إدريس عبد القادر رئيس الوفد المفاوض بأديس أبابا عقب وصول الوفد مطار الخرطوم أمس، أن الاتفاق شمل الحريات الأربع والنقل والحركة والتمليك والعمل، واوضح أن الثامن من أبريل المقبل يتعلق بتوفيق الأوضاع وليس لعملية البقاء أو عدمه . وفي السياق، أعلن السفيرالعبيد مروّح الناطق باسم الخارجية السودانية في تصريحات أمس، أنه تم الاتفاق خلال المفاوضات على توجه الرئيس البشير إلى جوبا بعد تلقي دعوة خطية في هذا الصدد، وقال: أتفق في مباحثات أديس أبابا أن يزور الرئيس البشير جوبا بعد أن يتلقى دعوة مكتوبة منها يحدد فيها تاريخ الزيارة. وفي السياق، كشف سلفا كير ميارديت رئيس الجنوب بواو أمس، عن تكريس جهوده لبناء علاقات حُسن جوار مع السودان، ووجّه بحماية أرواح وممتلكات السودانيين وعدم الاعتداء عليهم. من جانبه، وصف باقان أموم رئيس وفد الجنوب للتفاوض، لقاء القمة بين البشير وسلفا كير بأنه من شأنه حل القضايا العالقة كافة، وأكد في تصريحات صحفية عقب وصول وفده لجوبا قيام القمة بجوبا في الأسبوع الأول من أبريل ليتسنى للوفدين رفع تقاريرهما لرئيسي الدولتين، واتخاذ الإجراءات الدبلوماسية اللازمة للقمة، وأضاف: الاتحاد الأفريقي أيضاً سيحضر لرفع تقريره ولتحديد اليوم لاجتماع الرئيسين، وأشار باقان لأهمية نزع فتيل التوتر بين الطرفين.