ذاكرة الكتب: «هيكل» يكشف الدور الأمريكى والموقف العربى من نكبة فلسطين فى «العروش والجيوش» ذاكرة الكتب«هيكل» يكشف الدور الأمريكى والموقف العربى من نكبة فلسطين فى «العروش والجيوش»    شبورة مائية وأمطار خفيفة.. الأرصاد تكشف أبرز الظواهر الجوية لحالة الطقس اليوم الثلاثاء 7 مايو 2024    ياسمين عبد العزيز تكشف عن سبب طلاقها من أحمد العوضي    3 شهداء في قصف إسرائيلي استهدف منزلًا لعائلة "الدربي" غرب مدينة رفح    ضابط شرطة.. ياسمين عبد العزيز تكشف حلم طفولتها وعلاقته بفيلم «أبو شنب»    صدقي صخر: تعرضت لصدمات في حياتي خلتني أروح لدكتور نفسي    ميلكا لوبيسكا دا سيلفا: بعد خسارة الدوري والكأس أصبح لدينا حماس أكبر للتتويج ببطولة إفريقيا    خبير لوائح: أخشي أن يكون لدى محامي فيتوريا أوراق رسمية بعدم أحقيته في الشرط الجزائي    شبانة ينتقد اتحاد الكرة بسبب استمرار الأزمات    سعر الحديد والأسمنت اليوم في مصر الثلاثاء 7-5-2024 بعد الانخفاض الأخير    مصر تستعد لتجميع سيارات هيونداي النترا AD الأسبوع المقبل    وصول بعض المصابين لمستشفى الكويت جراء استهداف الاحتلال حي التنور شرق رفح    وسائل إعلام أمريكية: القبض على جندي أمريكي في روسيا بتهمة السرقة    رامي صبري يحيي واحدة من أقوى حفلاته في العبور بمناسبة شم النسيم (صور)    كاسونجو يتقدم بشكوى ضد الزمالك.. ما حقيقة الأمر؟    العاهل الأردني: الهجوم الإسرائيلي على رفح يهدد بالتسبب في مجزرة جديدة    كريم شحاتة: كثرة النجوم وراء عدم التوفيق في البنك الأهلي    صدقي صخر يكشف مواصفات فتاة أحلامه: نفسي يبقى عندي عيلة    أمين البحوث الإسلامية: أهل الإيمان محصنون ضد أى دعوة    وكيل صحة قنا يجري جولة موسعة للتأكد من توافر الدم وأمصال التسمم    لا تصالح.. أسرة ضحية عصام صاصا: «عاوزين حقنا بالقانون» (فيديو)    عيار 21 الآن بعد الارتفاع الأخير.. أسعار الذهب والسبائك اليوم الثلاثاء 7 مايو بالصاغة    مصرع سائق «تروسكيل» في تصادم مع «تريلا» ب الصف    صندوق إعانات الطوارئ للعمال تعلن أهم ملفاتها في «الجمهورية الجديدة»    عملت عملية عشان أخلف من العوضي| ياسمين عبد العزيز تفجر مفاجأة.. شاهد    صليت استخارة.. ياسمين عبد العزيز تكشف عن نيتها في الرجوع للعوضي |شاهد    التصالح في البناء.. اليوم بدء استلام أوراق المواطنين    النيابة تصرح بدفن 3 جثامين طلاب توفوا غرقا في ترعة بالغربية    مصرع شخص وإصابة 10 آخرين في حادثين منفصلين بإدفو شمال أسوان    اللواء سيد الجابري: مصر مستمرة في تقديم كل أوجه الدعم الممكنة للفلسطينيين    وفد قطري يتوجه للقاهرة لاستئناف المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس اليوم    الدوري الإنجليزي، مانشستر يونايتد يحقق أكبر عدد هزائم في موسم واحد لأول مرة في تاريخه    برلماني يطالب بإطلاق مبادرة لتعزيز وعي المصريين بالذكاء الاصطناعي    عاجل - تبادل إطلاق نار بين حماس وإسرائيل قرب بوابة معبر رفح    القومية للأنفاق تبرز رحلة بالقطار الكهربائي إلى محطة الفنون والثقافة بالعاصمة الإدارية (فيديو)    "يا ليلة العيد آنستينا وجددتي الأمل فينا".. موعد عيد الأضحى المبارك 2024 وأجمل عبارات التهنئة بالعيد    العمل العربيَّة: ملتزمون بحق العامل في بيئة عمل آمنة وصحية كحق من حقوق الإنسان    سؤالًا برلمانيًا بشأن عدم إنشاء فرع للنيابة الإدارية بمركز دار السلام    إبراهيم عيسى: لو 30 يونيو اتكرر 30 مرة الشعب هيختار نفس القرار    الأوقاف تعلن افتتاح 21 مسجدا الجمعة القادمة    ب800 جنيه بعد الزيادة.. أسعار استمارة بطاقة الرقم القومي الجديدة وكيفية تجديدها من البيت    عملية جراحية في الوجه ل أسامة جلال    فيديوهات متركبة.. ياسمين عبد العزيز تكشف: مشوفتش العوضي في سحور وارحمونا.. فيديو    فرح حبايبك وأصحابك: أروع رسائل التهنئة بمناسبة قدوم عيد الأضحى المبارك 2024    يوسف الحسيني: إبراهيم العرجاني له دور وطني لا ينسى    دعاء في جوف الليل: اللهم اجعل كل قضاء قضيته لنا خيرًا    مصر للطيران تعلن تخفيض 50% على تذاكر الرحلات الدولية (تفاصيل)    في 7 خطوات.. حدد عدد المتصلين بالراوتر We وفودافون    رغم إنشاء مدينة السيسي والاحتفالات باتحاد القبائل… تجديد حبس أهالي سيناء المطالبين بحق العودة    ريمونتادا مثيرة، ليون يفوز على ليل 4-3 في الدوري الفرنسي    هل يحصل الصغار على ثواب العبادة قبل البلوغ؟ دار الإفتاء ترد    بالأسماء، إصابة 16 شخصا في حادث الطريق الصحراوي الغربي بقنا    بعد الفسيخ والرنجة.. 7 مشروبات لتنظيف جسمك من السموم    للحفاظ عليها، نصائح هامة قبل تخزين الملابس الشتوية    كيفية صنع الأرز باللبن.. طريقة سهلة    أستاذ قانون جنائي: ما حدث مع الدكتور حسام موافي مشين    في 6 خطوات.. اعرف كيفية قضاء الصلوات الفائتة    عقوبة التدخل في حياة الآخرين وعدم احترام خصوصيتهم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الشيخ يوسف البدرى: الديمقراطيه فكر وثنى والبرلمان ديكور !! و السادات قتل لأنه أراد تطبيق الشريعة الإسلامية !!
نشر في مصر الجديدة يوم 02 - 11 - 2009

أنا أقوى من أعضاء البرلمان لأننى أغلقت مجلة وهم لم يقدروا
عمل المرأة فى هذه الأيام حرام شرعاً
أنصح الفنانين والمشاهير بالفتوى الصالحة دون أجر
الرقيه الشرعيه لابد أن تكون بأجر

يمكن وصف ما جاء في هذا الحوار ب «الصادم»، فالداعية الإسلامي الشيخ يوسف البدري، الذي اشتهر بإثارته للجدل دائماً، أكد على استحقاقه ذلك الوصف في هذا الحوار بإعلانه رفضه للديمقراطية تماماً باعتبارها فكرة وثنية، ورفضه كذلك عمل المرأة.
وفجر مفاجأة في حواره مع «مصرالجديدة» عندما قال: «الرئيس الراحل أنور السادات أُغتيل لاستعداده تطبيق الشريعة الإسلامية، وأن قاتله خالد الإسلامبولي استخدم كمخلب قط في ذلك». وكشف أن الممثل شريف منير طلب منه التوبة بعد حوار له في أحد البرامج. ودافع البدري بفخر عن مقاضاته للمثقفين والمبدعين قائلاً ان من يقصدهم ليسوا أمناء ولا أدباء ولكنهم منحطون ومنحرفون.
وإلى نص الحوار:
• أنت رجل دين وداعية شهير فلماذا تمارس «الرقية الشرعية» مقابل أجر من المال؟
- ومن قال إن الرقية الشرعية تكون من دون أجر؟ وإن كان ذلك صحيحاً فكيف كان يأخذ النبي «صلى الله عليه وسلم» 40 رأساً من الغنم، وهي تساوي «40» ألفا من الجنيهات المصرية، وأقر الصحابة على هذا، في رقية فعلها النبي «صلى الله عليه وسلم». ومن يقولوا إن الرقية من دون أجر فهم جهلاء لا يفقهون شيئاً وأنا أدلل على كلامي من الكتاب والسنة وعليهم أن يأتوا بأدلتهم، والمذهب الحنفي المتبع في مصر هو المذهب الوحيد الذي أقر بأن تكون الرقية بأجر، وقال إن الرقية الشرعية هي علاج وتطبيب وليست قراءة قرآن فقط، ومن هنا فإن أخذ الأجر عليها واجب، وأنا الآن في آخر عمري ولم يعد لي في الدنيا مطلب، ولا أكتم الحق وعلى استعداد لأن أناقش وأناظر أي شخص في هذا الأمر، حتى انني أجزت رقية «النصراني» للمسلم.
• هذه الفتوى وغيرها دليل على وجود تخبط بين علماء الإسلام وفقهائه؟
- نعم، ولكن هناك من يريدون إرضاء المجتمع فيعرفون هوى العامة والخاصة ويفتون على أساسه حتى أحل بعضهم الربا والقمار للمسلم في أمريكا وأوروبا، وحرمه في مصر، وقمت بعد تصريحات أحدهم بإبلاغ النائب العام وشيخ الأزهر ضده، ولذلك فأنا متمسك بفتواي حول الرقية. لكن الأجر مقابل تعليم العبادات مثل الصلاة والقرآن باطل ولا يجوز بإجماع الفقهاء.
• هناك فقهاء وعلماء يأخذون أموالاً طائلة لظهورهم كدعاة في الفضائيات؟
- هذا يسمى أجر احتباس وليس أجراً على ما يقوله في البرنامج، فأي فرد يقوم بالصلح بين المسلمين خصهم المولى عز وجل بجزء من الزكاة وسهام الغارمين، وهذه الحالة تسمى أجر احتباس، والأصل أن الأمير هو الذي يتكفل بأجر الإمام، والمؤذن، والمعلم للقرآن والشريعة وهو الذي يتكفل بأجورهم فإذا لم يدفع لهم فمن أين يأكلون؟ ومن هنا إذا ذهب فليأخذ أجراً على احتباسه ووقته، وتعليم الدين عبادة والأجر فيه من عند الله على عكس الرقية التي يكون الأجر لها لأنها تطبيب وعلاج.
• إزاء كل هذا الكم من الفتاوى على من تقع مسؤولية الإفتاء؟
- النبي «صلى الله عليه وسلم» قال: «بلغوا عني ولو آية» وعلى من يتعلم شيئاً أن يفتي به ولا يزيد عليه، وهذه أمانة بين الإنسان وربه «فأجرؤكم على الفتوى أجرؤكم على النار». ولذلك أطالب أن يكون من يقدم الفتاوى دارساً فقيهاً، ومتعلماً، ومجازاً دينياً، فالفتوى تنزيل العلم على واقعه وهذا العلم قد يأخذ شيئاً من القرآن الكريم ومن الحديث الشريف، وأشياء من السنن والقواعد الفقهية وينزلها على القاعدة وهذا لا يجوز إلا بعد دراسة، ولذلك لا يجوز أن يكون الفقيه مفتياً إلا بعلم والفتوى تحتاج إلى مواصفات خاصة.
• وما رأيك في فتاوى تصدر حسب الطلب الخاص؟
- ابتعد عن مفتي السلطة وعن علمائه ولعل الذي يفتيك من بعضهم متخصص على حق ولكنني لا أدري لماذا يفعل هؤلاء ذلك وهناك من لا يستحي فيفعل ما يشاء كمن أفتى بأن الربا والقمار حلال بالخارج حرام بالداخل.
• هذا يطرح إشكالية ما يتردد من أن عمل الفقيه بالسياسة يفسده؟
- لا أستطيع أن أقول نعم أو لا، فهناك حالات فردية وفروق فردية من شخص إلى آخر فمثلاً العالم الجليل الشيخ جاد الحق علي جاد الحق رحمه الله لم يتغير منذ أن كان قاضياً إلى أن أصبح مفتياً ثم إماماً أكبر وشيخاً للأزهر الشريف، في المقابل هناك من تغيره المناصب.
• وماذا عن فتاوى التكفير التي تتوالى في الظهور؟
- فتاوى التكفير يمكن فهمها في ضوء ما قاله النبي «صلى الله عليه وسلم»: «من قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما». فهي خطيرة قد ترد إلى القائل وترجع إليه دون أن يدري، ومن هنا فإنها مسألة تحتاج إلى ورع شديد فلا يجوز أن يكفر أحد أحداً آخر إلا بعد هذه الخطوات: لابد أن يكون الذي يحكم عالماً ثم أن يكون ورعاً، وأن يأتي بذلك الذي سيكفره ويناقشه في الأمر ثم يرفض مناقشته بعدما يتبين له الحق. وأخيراً بعد هذا يفتي بأنه كافر ويترك للسلطان أمر تنفيذ الحكم، وأنا هنا أذكر أن الممثل شريف منير منذ أيام قال لمذيعة في أحد البرامج «أنا لا أحب كلمة قدر» وعندما عرفت ما قاله أفتيت بأنه إذا لم يرجع يعتبر كافر ولابد أن يأتي ونعلمه ونبين له الحق فإذا لم يرجع فإنه لا يمكن إلا أن نلجأ إلى المحكمة ونرفع عليه دعوى «ازدراء الأديان»، ولكنه اتصل بي واعتذر وقال: «كنت أقصد الحظ وليس القدر». وقال استغفر الله وردد التوبة وانتهى الأمر ولم أكفره.
• ومن يستفتيك ويستشيرك من أهل الفن ونجومه؟
- أنا لا أستطيع أن أذكر أحداً منهم لأن كثيرين منهم يأتمنونني على أسرارهم وأنا أفتيهم بالحلال والحرام والذي يستمع لكلامي أستمر معه، والذي يخالف أقطع علاقتي به تماماً، وكثيراً ما أنصحهم بترك العمل وغيره وإن سمعوا فأهلاً بهم وهم أولادي وبناتي، وإن لم يستمعوا فأقطع علاقتي بهم.
• ومن يستفتيك من أهل السياسة؟
- أنا أتعامل مع الجميع على حد سواء وليست لي «شلة» أذهب إليها، أنا مع كل الناس كأي مواطن وإذا استفتيت... أفتيت، وإذا دعيت... ذهبت، وإن استنطقت... نطقت، أما عدا ذلك مثل أن أرفع سماعة التلفون وأهنئ وأعزي فهذا ليس من طبعي منذ تركت مجلس الشعب في العام 1990.
• كيف تنتقد العمل السياسي وتمارسه في الوقت نفسه؟
- كان رأيي منذ البداية هو أنه يجب ترك العمل السياسي من الجماعات الإسلامية ولكنهم أرغموني على دخول المجلس وخشيت إن تركتهم بأن يقولوا خرج عن الإجماع، وقلت للجميع يجب أن نترك الأحزاب والتنظيمات ونربي الشعب وسنصل في يوم ما من الأيام إلى الحكم، ولما خالفوا رأيي في العام 1975 خسروا. وقلت هذا في الصحف بأن هناك حزبين... حزب الله، وحزب الشيطان. ودفعني الشيخ صلاح أبوإسماعيل إلى دخول المجلس فزدنا قناعة بما كنا نقوله من قبل.
وقد شكلت حزب «الصحوة» الإسلامي حتى قال لي الدكتور صوفي أبوطالب رئيس البرلمان الأسبق رحمه الله... كل ما يقال بيننا لا تقله إلا بعد أن أموت، وأنا أقول على لسانه بعد أن توفاه الله بأنه نصحني بأن آتي بكتاب لأحد وزراء الأوقاف السابقين وهو مجرد أقوال دينية وأعتبره برنامجاً سياسياً وبالتالي أضمن الموافقة عليه، وجئت بالكتاب بالفعل بعدها، ولكن يدي لم تطاوعني على كتابته كبرنامج أو أن أغير حرفاً مما كتبت، وهذا الحزب كان بمثابة أول حزب ديني وقد أخذت فكرته جماعة «الإخوان المسلمين» وقد جاءني محمد مهدي عاكف المرشد الحالي منذ عشرين عاماً إلى بيتي وأخذ مني نسخة من برنامج حزبي، والذي تقدمت به إلى لجنة شؤون الأحزاب لمدة ثلاثة أعوام من المرافعة أمام المحاكم ولم أحصل على الإشهار.
• ولماذا لم تأخذ بنصيحة الدكتور صوفي أبوطالب؟
- لأن ما جاء بكتاب الوزير الأسبق كلام إنشائي لا معنى له. وقلت له راجع أنت برنامجي وبعد أن قرأه رفض، وقال لا يصلح هذا في مصر ولو بعد مئتي عام وهو كان يريد تطبيق الشريعة الإسلامية وله رسالة دكتوراه في هذا الأمر ورسالة ماجستير باللغة الفرنسية. ولديّ نسخة واحدة أصلية للتفسير الذي لخص فيه الشريعة الإسلامية ولا يوجد هذا التفسير في أي مكان بالعالم إلا في مكان سري أعلمه أنا فقط لأن هذه النسخة هي الوحيدة المتبقية في مصر.
• وماذا في هذا التفسير؟
- فيه تلخيص وتنقيح لمسألة تطبيق الشريعة الإسلامية وقال لي الدكتور صوفي أبوطالب أن الرئيس السابق السادات لم يقتل إلا لأنه كان يستعد لتطبيق الشريعة الإسلامية وأن قاتله خالد الإسلامبولي كان مخلب قط واستخدم لقتل السادات، ولو أنه كان يعلم الحق ما فعل، وأن السادات خسر جميع التيارات إلا أن التيار الإسلامي هو الذي خسر السادات. وهذا الكلام قاله أبوطالب في بيته بجاردن سيتي، وقال لي إن السادات دعاه يوم 5 سبتمبر 1981 في استراحة القناطر وكان السادات نائماً على الأريكة يدخن الشيشة ولما علم بمجيء الدكتور صوفي أبوطالب اعتدل في جلسته ورحب به ثم سأله: أين الصغار يا صوفي، أين هؤلاء الذين يتهمونني بالكفر ويقولون إنني لست مؤمناً، فهل أنا بالفعل كافر يا صوفي؟ فرد عليه: لا ياريس أنت مازلت مؤمناً. وسأله متى يخرج الإسرائيليون من سيناء يا صوفي؟ فقال: يوم 24 أبريل يا ريس وسيرفع العلم يوم 26 على سيناء. فقال السادات: يوم 26 تعقد جلسة طارئة لمجلس الشعب بعد أن تكون قد انتهيت من تقنين الشريعة الإسلامية.
وقال له: آخر موعد لك يا صوفي هو آخر ديسمبر لتعرضه على رجال القانون، وأعضاء السلطة القضائية في ثلاثة أشهر هي يناير وفبراير ومارس. ثم تجمع ملاحظاتهم عليها، وفي أبريل تضاف الملاحظات ويتم الطبع، ثم تعقد جلسة طارئة للمجلس لإعلان تطبيق الشريعة الإسلامية وبعدها أعلن استقالتي من رئاسة الجمهورية وأبقى شهرين إلى أن يتم تدبير قدوم رئيس آخر، ويتمكن القضاة من فهم وتطبيق القوانين وبعد ذلك أشرف على انتخابات رئيس الجمهورية، ثم أبقى في بلدي «ميت أبوالكوم» بمحافظة المنوفية «دلتا مصر»، ثم أفرج عن هؤلاء المعتقلين الذين سبوني وأساءوا إليّ.
وهكذا أساء أبناء التيار الإسلامي إلى الرجل الذي أحسن إليهم وأخرجهم من بطون الأرض بعدما فعل بهم الكثير في العهد السابق له، والسادات كان بالفعل قد خطط لذلك والدكتور صوفي أبوطالب سلمني جميع القوانين التي تخص الشريعة بعد تقنينها وقال لي خذها وحاول أن تصوغ منها حزب «الصحوة» وهو ما حدث بالفعل حيث إنني وضعت أفكار الحزب منها.
• لم تتم الموافقة على حزبك لكن لأي حد ترى نجاح التجارب الحزبية الإسلامية؟
- لا يمكن أن تنجح أي إرهاصات لتجربة إسلامية، فعندما تم حل مجلس الشعب ورفض «الإخوان» خوض الانتخابات قلت: خيبكم الله لماذا فعلتم هذا؟
فجاءني إلى بيتي «جيرارد سمبرانا» وهو الملحق الثقافي لسفارة فرنسا، وكان يزورني ويدعوني إلى حفلات في منزله في ضاحية المعادي «جنوب القاهرة»، فجاء قبل الانتخابات التي تلت اغتيال الدكتور رفعت المحجوب رئيس البرلمان الأسبق. وقال لي: لماذا ترشح نفسك؟ قلت له: نعم سأنجح. فقال: لا لن تنجح أبداً ولا تظن أن اسم الشريعة الإسلامية سيذكر في مصر لمدة مئة عام على الأقل.
وفوجئت بأن «الإخوان» لم يدخلوا الانتخابات، وبعد ذلك ترشحت وعمل «الإخوان» على رسوبي ومزقوا لوحاتي ولافتاتي الانتخابية، وبالفعل رسبت في الانتخابات، وأنا قلت لأبناء الحركة الإسلامية علينا أن نهادن السلطة ونحاول بناء المجتمع الإسلامي أولاً ثم نحاول تطبيق الشريعة الإسلامية بعد أن تكون مطلباً جماهيرياً لدى الناس.
• هناك نقطة أخرى كيف ترى المخاوف من انتشار المذهب الشيعي في المجتمعات السنية؟
- دعني أذكّر الناس بعهد المعز لدين الله الفاطمي حيث مكث الفاطميون في مصر ثلاثة قرون وأنشأوا الجامع الأزهر، واستخدموا السيف والذهب وظهر المثل الشهير «سيف المعز وذهبه» ورغم ذلك عجزوا عن تحويل الشعب المصري من سني إلى شيعي. وأنا أؤكد على أنهم إخواننا في الإسلام ولكن لديهم عقائد تخالف عقيدة أهل السنة والجماعة، ونحن لا نكفرهم ونعتبر أن الشيعة جناح من جناحي الأمة وكانت هناك حروب كبيرة بين الدولتين الصفوية الشيعية بإيران والعثمانية السنية بتركيا، ولم يفز هذا ولا ذاك وانتهت بالصلح، وأنا أقول لقيادات إيران أنه لا داعي لتصدير الثورة لأنه لن يفلح أبداً ولكن عليكم أن تتعاونوا معنا على مواجهة أهل الكفر.
• وكيف ترى التجارب الديمقراطية في الدول العربية؟
- أنا أرى ديموقراطية ولكنني لا أرتضيها، وأرفض الديموقراطية تماماً وهذا الرأي يمكن أن يغضب البعض ولكنني مقتنع به، فالديموقراطية كمسمى تعتبر فكراً وثنياً رومانياً معناه حكم الأغلبية، ومعنى هذا أن الأقلية مظلومون، ويسمونها في الغرب «اللعبة القذرة» بينما الحكم في الإسلام يقوم على الشورى، ومجموع الأغلبية خطأ والمؤمن هو الذي يحكم.
فمثلاً ما الذي يربط بائع «الكوسة» أو «البطاطس» برجل مثلي لكي أذهب إليه واقنعه بأن ينتخبني، وهم لهم احترامهم في عملهم ولكنهم لا يصلحون لاختيار الحاكم. نعم هناك ديموقراطية، ولكنني لا أرضى بتطبيقها في أي بلد عربي.
• ولكن هناك تيارات إسلامية في كثير من الدول العربية تمارسها؟
- دعني أتساءل: ماذا قدم نواب «الإخوان» في مجلس الشعب وعددهم 88 نائباً؟ أعتقد أنهم لم يقدموا فضيلة واحدة، هم لم يفعلوا شيئاً، بينما قمت وحدي بإغلاق مجلة وسحبت جائزة من شخص وهم عجزوا في البرلمان عن أن يسحبوها أو يفعلوا مثلما أفعل، فهذه المجالس مجرد ديكور ومساعد للفكرة الوثنية.
• وكيف ترى عمل المرأة في السياسة والعمل العام بالدول العربية؟
- عمل المرأة وإن كان مباحاً في زمننا هذا إلا أن ظروف المجتمعات الآن تغيرت من انحرافات ومخالفات شرعية وعري فاضح، وعملها الآن حرام مع هذه الظروف الجديدة، وكيف تركب المواصلات وتتزاحم بين الرجال وكيف تجلس في مكتب من غرفة واحدة مع الرجال!
• أنت تستحق لقب شيخ الحسبة السياسية؟
- أهلاً وسهلاً ومرحباً، أنا سعيد بذلك.
• ولماذا تعادي المثقفين والمبدعين؟
- أنا لست ضد أحد ولكنني ضد المنحرفين بدليل أن البلاد بها حوالى 20 ألف مثقف فعندما أرفع قضية على ثلاثة أو أربعة منهم فإن هذه الاتهامات تكون مغرضة.
• ولماذا ترفع قضايا بهذا الشكل؟
- أنا لا أرفع قضايا إلا في حالات معينة، عند المساس بالذات الإلهية، والدين الإسلامي، وإذا مس المجتمع المسلم والتاريخ الإسلامي والصحابة، وأخيراً إذا مسست في عرضي كأن يقول أحدهم إنني أقوم بسكب ماء النار على وجوه العاريات ولو حدث هذا لكنت في السجن الآن، فهؤلاء غير أمناء ولا أدباء وهم منحطون ومنحرفون .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.