تحتل قضية تطبيع العلاقات الايرانية المصرية حيزا كبيرا من اهتمام المفكرين والسياسيين اليوم في مصر ، وذلك لانها تقع في مقابل الكفة الاخرى الخاصة بالعلاقات المصرية مع دول مجلس التعاون الخليجي التي ترفض التقارب المصري الايراني وتعتبره تهديدا لمصالحها وامنها ، وخاصة دولة الامارات التي لديها علاقات متميزة مع ايران . ان العلاقات الاماراتيةالايرانية تتميز بالحساسية فمنذ عام 1971 وحتى الآن قامت ايران باحتلال ثلاث جزر اماراتية هي " طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى " حيث قامت ايران بفرض سياسة الامر الواقع في الجزر الثلاث حيث قامت بإنشاء مكتبين رسميين تابعين لها في جزيرة أبو موسى أحدهما للإنقاذ البحري والآخر لتسجيل السفن والملاحين. والجزر الثلاث ( طنب الكبرى والصغرى وأبو موسى ) تبعد عن الإمارات حوالي 23 ميلاً تقريبًا بينما تبعد عن إيران 43 ميلاً, وقد استقرت القوات الإيرانية في هذه الجزر بعد خروج القوات البريطانية في عام 1971 وجزر طنب الكبرى والصغرى تقريبًا غير مسكونة. وتقع هذه الجزر في طريق عبور السفن العالمية وكانت موضعًا لادعاءات ( أمير رأس الخيمة ) أما جزيرة ( أبو موسى ) فكانت ذات موقع استراتيجي إذ من خلالها يمكن التحكم في مضيق هرمز وكانت أيضًا موضع ادعاءات ( أمير الشارقة ), وعلى الرغم من ذلك بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ نحو 12 مليار دولار في عام 2010 وطبقًا لآحد التقارير التي نشرها مركز إيران للإحصاءات، فان نسبة واردات إيران من الإمارات 8% من كل الواردات الإيرانية وكان نصيب الإمارت 1.8% من كل الصادارت الإيرانية للخارج. وتعد الإمارات ثاني دولة مصدرة للسلع إلى إيران بعد ألمانيا وأول مستورد للسلع الإيرانية، وتأتي إيران في المرتبة الخامسة بين المستوردين للمنتجات الإماراتية. ومن جانبه وصف وزير المالية الاماراتي « الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم » العلاقات الاقتصادية والتجارية القائمة بين بلاده والجمهورية الاسلامية الايرانية ووصفها بأنها جيدة ، اما السفير الايراني في الامارات محمد رضا فياض فاكد ان بلاده تعتبر اكبر شريك اقتصادي للامارات وبعد تحسن العلاقات الإيرانية السعودية بدأت الرياض مساعيها بهدف عمل توازن للعلاقات بين إيران ودول مجلس التعاون وأصبح دعم السعودية لتحسين العلاقات بين إيران ودول مجلس التعاون سببًا لظهور الخلاف بين السعودية والإمارات وعلى الفور بدأت حرب ( التصريحات والادعاءات ) بين الرياض وأبو ظبي، وحتى تنجح الإمارات في هذه الأمر هددت بتعليق عضويتها في مجلس التعاون وانتقد وزير خارجية الإمارات في حديث تليفزيوني في شبكة ( الجزيرة ) القطرية سياسية الرياض بشدة خاصة فيما يتعلق بتقاربها مع النظام الايراني حيث قال الامير سلطان بن عبدالعزيز في حديث صحفي أنه يتعجب كثيرًا من أن يعتبر التقارب الإيراني السعودي موضع انتقاد للآخرين, فالإمارات نفسها لها علاقات اقتصادية مع إيران، فرغم وجود خلافات حول الجزر الاماراتية فإن نصف المعاملات التجارية تقريبًا تتم مع طهران كما أن الإمارات نفسها يقطنها عدد كبير من الإيرانيين