أعرب القادة العرب عقب ختام القمة الاقتصادية والتنموية والاجتماعية، بعد استعراضهم للوضع العربي العام والتطورات والتحديات المختلفة التي تواجهها المجتمعات العربية داخليا وخارجيا، عن إدانتهم الكاملة لأعمال الإرهاب التي شهدتها مختلف مناطق العالم مؤخرا، بما في ذلك في منطقتنا العربية، والتي اتخذت لنفسها ذرائع طائفية أو مذهبية أو عرقية، مشيرين إلى أن حدوث بعض هذه الأعمال في منطقتنا يتناقض مع التراث الأصيل للمنطقة العربية التي كانت مهدا للحضارات ومهبطا لجميع الرسالات السماوية كما كانت رائدة في إرساء ثقافة التعايش بين أتباع الديانات السماوية لقرون طويلة. وأعرب القادة العرب عن إدانتهم الشديدة لما حدث في كنيسة سيدة النجاة في بغداد وكنيسة القديسين في الإسكندرية مؤكدين أن إستهداف الإرهاب لهذه الفئة من المواطنين، يرمي إلى زرع الفتنة والتحريض والتمييز بين مكونات شعوبنا العربية بهدف إضعافها وتفكيك نسيجها الاجتماعي لتقويض استقرار هذه الأمة التي عاش فيها أتباع الديانات السماوية عيشا مشتركا، في بيئة سادها السلام والوئام وكذلك التماسك والتضامن في مواجهة الأزمات والتحديات، وفي تآلف وطمأنينة وصلات وطيدة، وتمازج روحي كمؤمنين بدياناتهم وقيمهم السامية التي تمثل في جوهرها قيما إنسانية واحدة. وقال بيان صادر عن القمة الاقتصادية بشأن مكافحة الإرهاب المستهدف لفئات من مواطني بعض الدول العربية ورفض التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية في الدول العربية إن إدراك القادة لأبعاد ومرامي هذه المحاولات المريبة، قد عزز إصرارهم على بذل الجهود وطرح مبادرات لترسيخ روح التسامح الديني والحوار بين مختلف المذاهب والديانات والحضارات، والتي كان من بينها مبادرة "كلمة سواء" لجلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين، ومبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لحوار الأديان، واللتان لاقتا ترحيبا دوليا واسعا. وقال القادة في بيانهم انه في الوقت الذي يجدد فيه القادة إدانتهم للإرهاب بكل صوره وأشكاله وذرائعه، وألتزامهم بالقضاء على أي بؤر إرهابية في أي موقع من الوطن العربي، وتجريم دفع الفدية إلى أشخاص أو مجموعات أو تنظيمات إرهابية، فإنهم يعربون عن رفضهم الكامل لمحاولات بعض الدول والأطراف الخارجية، وبشكل خاص بعض الأوساط الغربية، التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، تحت ذرائع شتى بما في ذلك الادعاء بحماية الأقليات، الأمر الذي يعكس تجاهلا لطبيعة الأعمال الإرهابية التي لم تستثن أي منطقة في العالم ولدوافعها وأهدافها. وقال القادة في بيانهم: إن القادة يدركون أبعاد ومرامي هذه التحركات المريبة، ويرفضون اتخاذ الأحداث التي تجري كذريعة لتشويه صورة الإسلام والمسلمين، أو لإثارة الفتنة بين المسلمين والمسيحيين، الذين يمثلون نسيجا واحدا صهرته تجربة تعايش لقرون طويلة في المنطقة العربية. وقال القادة إنه من هنا فإنهم يؤكدون أن الدول العربية هي المسئولة عن حماية مواطنيها جميعا، وأنها قادرة على ذلك، كما يجددون مطالبتهم المجتمع الدولي تجديد ألتزامه بمحاربة الإرهاب وقوى التطرف بمختلف انتماءاتها وخلفياتها، وينبهون إلى خطورة بث الفرقة بين مواطني الدولة الواحدة على أساس ديني أو عرقي، ويهيبون بدول العالم أن تنضم إليهم في الإستجابة للنداء المصري بالدعوة لمؤتمر دولي لمكافحة الإرهاب الذي طال الأبرياء في كافة أنحاء العالم دون أن يفرق بين لون أو جنس أو دين. وعبر القادة عن عزمهم العمل على مواجهة الفتن التي تهدد المنطقة وتوفير البيئة الكفيلة بالتعايش السلمي بين المواطنين في جو من الحرية والمساواة والالتزام بالحقوق والواجبات وبالضوابط السلوكية والأخلاقية والتعامل على أساس مبدأ المواطنة المتساوية دون تمييز بين المواطنين بغض النظر عن عرقهم أو دينهم، مؤكدين أن التنوع الديني والثقافي هو مصدر ثراء للمجتمعات العربية واحد عناصر قوتها وتقدمها.