- تكوين دولة قبطية فى مصر نوع من التهريج السياسي - " أنا مسيحى و هفضل مسيحى لأخر يوم فى عمرى رغم كتاباتى عن الإسلام - البابا شنودة حبيبى و لا يهمنى رأى المتعصبين المسيحيين " إلى متى سنقطع و نشتم فى بعضننا البعض سواء مسلمين أو أقباط و إلى متى سيظل المسيحى يستشعر بأن المسلم كافر و إلى متى سيظل المسلم شاعرا بأن المسيحي كافر ،لابد أن نقف وقفه محبة مع الذات فالمسيحى يؤمن بمسيحيته لأخر يوم فى عمره و المسلم أيضا يؤمن بعقيدته كما يريد كل ذلك مع نشر مبدأ المحبة بيننا ، فالمحبة تبنى و الكراهية تهد والتعصب يحرق و الإعتدال يزرع . كل هذه الأقاويل و التساؤلات كانت تشغل بال اللواء الدكتور نبيل لوقا حينما حاورناه لمعرفة أرائه حول أحداث الأسكندرية الأخيرة . * من وجهة نظر سيادتكم من هو المتسبب فى أحداث الأسكندرية الأخيرة ؟ ما حدث فى الأسكندرية حادثة إرهابية المتسبب فيه جهات خارجية هدفها هز الاستقرار داخل مصر وخلق وقيعة بين المسلمين والمسيحيين . و أي كلام الآن عن تحديد هوية الجناه سيكون سابق لأوانه فالأمور مازالت غير واضحة و يمكن تحديد المتسبب فى هذه الأزمة بعد أن يتم القبض على الجناة ومعرفه الدولة التي ينتمي لها أو الفكر السياسي الذي ينتمي له . هناك أقاويل بأن مرتكب حادثة الأسكندرية باكستانى و مازالت الإجراءات مستمرة للتأكد من مرتكب الحادث * بعد ما حدث فى الأسكندرية ما الشئ الذي تتوقعه في الأيام القادمة ؟ من المتوقع ضرب مسجد فى الأيام القادمة كما تم ضرب الكنيسة و ذلك لتزويد الفجوة بين المسلمين والمسيحيين ومن ثم فيجب على الجانبين المسلم و المسيحي و ضع أيديهم فى أيدى بعض ومعرفة أن طوق النجاة هو الوحدة الوطنية فلا بد أن يقف الأثنين في صف واحد ضد الجهات الخارجية لتحقيق الاستقرار فى مصر . * هل ترى أن هناك أرتباط بين أحداث نجع حمادى و أحداث العمرانية و الإسكندرية ؟ لا أرى هناك أي أرتباط لأن الثلاث وقائع مختلفة تماما فأحداث نجع حمادى مرتبطة بأفراد مجرمين ، وأحداث العمرانية حدثت بدون قصد لأن المسيحيين في ذلك الحين كانوا منفعلين بل يدافعون عن شعورهم المؤلم الذى نشب بعد قرار هدم الكنيسة ، أما أحداث الإسكندرية فهى عبارة عن حادثة إرهابية غرضها حلق وقيعة بين المسلمين و المسيحيين لهدم استقرار مصر لأنها مستهدفه من دول خارجية كثيرة أو من أفراد داخل مصر لا تبغى الاستقرار لنا . * من وجهه نظركم ما هو الحل الأمثل للبت فى القضايا المتعلقة بالوحدة الوطنية ؟ أي واقعة تهدد أمن واستقرار مصر في منطقة الوحدة الوطنية و تسعى لزيادة الفرقة بين المسلمين والمسيحيين لابد من تصعيديها - طبقا لقانون الطوارئ و المادة 179 من الدستور والمادة 6 فقرة 2 من قانون القضاء العسكرى - للمحكمة العسكرية بحيث أن المحكمة العسكرية تحكم فى قضايا قليلة فى حين أن المحاكم الأخرى لديها العديد من القضايا التى تشغلها ، فاليوم مر على قضية نجع حمادى سنة و لم يتم الحكم فيها حتى الآن و قد يأخذ الأمر سنة أخرى أو سنتان والقضاة معذورون لأنهم يحكمون فى ذات الوقت فى ما يقرب من 30 أو 40 قضية بعكس القضاء العسكرى الذى قد يملك قضية واحدة أو اثنين . * ما رأي سيادتكم في الطريقة التي يتم بها فض الخلافات بين المسلمين و المسيحيين ؟ قضية الإسكندرية ستدخل من ضمن قائمة القضايا المعروضة على القضاء العسكرى ، و طريقة فض المنازعات بين المسلمين والمسيحيين طريقة خاطئة و لا تصلح فى تلك الأيام ذلك لأنها مبنية على موروث ثقافى خاطئ و هو ظهور الشيخ و هو يقبل القسيس فى وسائل الإعلام بحضور المحافظ وهذا ليس حلا للقضاء على المشاكل المتواجدة بين المسلم و المسيحى لأن هذا الأمر جريمة جنائية لا بد من التحقيق فيها وتحويلها للمخابرات المصرية . * هناك إشاعات بأن سوريا لها يد فى هذا الأمر بسبب نقل الجاسوس المصري الملف النووي الخاص بسوريا لإسرائيل ؟ أي إتهامات لسوريا أو لإسرائيل أو اليابان ، إيران ، السلفيين ، كلها اتهامات لا نستطيع أن نقول أنها صحيحة أو خاطئة و ذلك لحين القبض على المتهمين وسماع أقوالهم . * هناك بعض الآراء التى تشير إلى أن أحداث الأسكندرية أحداث مفتعلة من جانب الأقباط لتكوين دولة قبطية فى مصر ؟ هذا الكلام تهريج سياسي صعب تنفيذه على أرض الواقع حتى وإن كان له إعتبار في الاجندتات الغربية ذلك لأن النسيج المصري يتكون من المسلمين والأقباط فلن يأت اليوم الذى يتم تجميع الأقباط فيه فى مكان واحد والمسلمين في مكان آخر . * هناك تصريحات من القاعدة تهدد بهدم مجموعه من الكنائس المصرية فى المرحلة القادمة ما رأيك فى تلك التصريحات ؟ لن أستطيع أن أقول أن تلك التصريحات موضوعة في موقف التنفيذ إلا بعد القبض على المتهمين فكل التحليلات الموجودة الآن مبنية على وقائع و أقوال وأراء لكن الحقيقة قد تكون غير ذلك تماما . * لقد قمت بكتابة 50 كتاب 25 منهم عن الإسلام و ال 25 الآخرين عن المسيحية ما سر ذلك ؟ كتاب العقاد " عبقرية المسيح " أثر فى بشكل كبير فكون بداخلى ثقافة السعى وراء المعيشة فى سلام " وتحدث عنى جيدا و بخير وأنا سأتحدث عنك بكل الخير " كل كتبى تنصب فى وعاء الوحدة الوطنية وفي مقوله " أحبك كى تحبنى " * من وجهه نظرك من الذى يرفض كتاباتك التى تكتبها عن الإسلام والرسول محمد ؟ المتعصبين من المسيحيين هم من يرفضون كتاباتى عن الإسلام و لم يهمنى رأيهم بل يهمنى رأى المعتدلين من المسيحيين و عموما لن أجد مشكلة فى كتاباتى عن الإسلام فأنا مسيحى مؤمن بمسيحيتى و لكننى أتكلم بكل الخير عن الإسلام ، لابد أن نخلق ثقافة الحوار والتحدث بيننا يكون في المسائل الاتفاقية ونترك المسائل الإختلافية فالمسلم لن يستطيع تغيير قرآنه والمسيحي أيضا لن يستطيع تغيير إنجيله هناك 99% من القضايا المتفقة و 1 % من القضايا الخلافية فلماذا نتشبث بالقليل و نترك الكثير . ليس لى علاقة بالمتعصبين من المسيحيين لأنهم معجونون بمياه الشيطان ومن الصعب إرضائهم ، مصطفى الفقى وأحمد جمال * بدوى يكتبون عن الأقباط جيدا فهل معنى ذلك انه فى يوم من الأيام سيأتي المسلمين ويعتدوا عليهم ؟ بعض الأقباط يشككون فى قبطيتك بسبب كتابا * تك الإسلامية فما تعليقك على ذلك ؟ " أنا مسيحى و هفضل مسيحى لأخر يوم فى عمرى و أنا أبرء إعترافى بقداسة البابا شنودة فعلاقتى به علاقة أبن بأب و عندما ناقشت رسالة الدكتوراه الخاصة بى عن الإرهاب مع الدكتور فتحى سرور قام البابا شنودة من سريره لأنه كان مريضا وقتها و حضر مناقشة الرسالة لمده 4 ساعات و الآن أقوم برسالة دكتوراه عن الشريعة المسيحية عن موضوع الزواج والطلاق عند الأقباط والذي سيناقشها لي البابا شنودة و هو حبيبى * لم تخف في يوم من الأيام من تعدى المتعصبين المسيحيين عليك أو محاولة قتلك ؟ لم أخف من شئ لأننى صاحب رسالة أؤديها في سبيل الوطن و نشر أمن و استقرار البلد ، و أنا لا أنظر للمتعصبين وعندما نحكم العقل سنجد أن من الأفضل أن نعش مع بعضنا البعض فى أمان و استقرار بدلا من الخلافات والمشاجرات ، المتعصبين يرغبون فى خلق خلافات بين المسلمين و المسيحيين ولن نستطيع أن نقول إلا ربنا يهديهم و يسامحهم . * كيف يتم حل مشكلة الأقباط والمسلمين في مصر ؟ الحكومة عليها أن تحل مشاكل الأقباط فلا يصلح أن تأتى كل حكومة لتؤجل قضايا الأقباط للحكومة التى تليها ومن ثم يشعر الأقباط فى مصر بأنهم مضطهدين والحل أن تغير الحكومة مشروع قانون دور العبادة الموحد- المعلق منذ 150 عام – و مشكلة قانون الأحوال الشخصية و خاصة قانون الزواج والطلاق الذي لا يتعلق بالمسيحيين لأنه لا يطابق الإنجيل ذلك لأن المناخ العام لا يسمح بتواجد هذا القانون الآن . * هل تعرضت مسبقا لحادث إعتداء أما الكاتدرائية قبل ذلك ؟ لم أتعرض لذلك ، وكانت هذه إشاعة مغرضة أطلقها البعض لتسويق الجريدة الخاصة بهم وحقيقة الأمر أنني كنت ذاهب للكاتدرائية لتسليم رسالة الدكتوراه للبابا و نشبت مشادة كلامية بين السائق وأحد المشتركين في المظاهرة التي كانت موجودة فى ذلك الوقت مما أدى إلى تعرضهم للسيارة الخاصة بى . * هل ترى هناك فعلا احتقان طائفي في مصر ؟ حقا هناك احتقان طائفي في مصر ، وللقضاء عليه لابد من تكاتف المجتمع المصري مع الجهات الحكومية والمساجد و الكنائس والإعلام ومنظمات المجتمع المدني والأحزاب و الأسرة والمدرسة . * هل سيتم القضاء على الاحتقان الطائفي في مصر و هل هناك احتمال بأن يتفاقم ؟ سيتفاقم الاحتقان الطائفي في مصر إن لم يضع المسلمين و المسيحيين يديهم فى أيدى بعض و الاحتقان من المحتمل القضاء عليه بعد ما يتم التخلص من المتعصبين المغرضين . * من خلال حصيلة مشواركم العلمى ما هو الحل الأمثل للقضاء على الاحتقان الطائفي بين المسلمين والمسيحيين في مصر ؟ إن أتبع المسلمين صحيح دينهم و المسيحيين أتبعوا صحيح دينهم سنعيش ملائكة ، والوسطية و الأعتدال في الإسلام أو فى المسيحية يجب أن يكون هذا هو المنهج المتبع . وطوق النجاة للأمة المصرية هو شعور الأقباط و المسلمين بالوحدة الوطنية والإتحاد و التلاحم وقيام مشاريع مشتركة بينهم ، ذلك لأن ،الأمة ستصبح فى خطر إن لم يتم خلق ثقافة المحبة بين المسلم و المسيحى ، وإنشاء لجنة للمواطنة تضم حكماء الأمة من المسلمين والمسيحيين والمعتدلين من رجال الدين لتفعيل مبدأ المواطنة الذى نشر بالدستور ووضع آليات قابلة للتنفيذ على أرض الواقع ، فالمحبة تبنى والكراهية تهد والتعصب يحرق و الاعتدال يزرع .
محررة مصر الجديدة فى حوارها مع الدكتور نبيل لوقا بباوى