انفض مولد انتخابات مجلس الشعب بمره وحلوه.. بسلبياته وإيجابياته.. بافراحه وأحزانه.. هذا المجلس الذي يعد الأكبر عددا منذ بدء الحياة النيابية في مصر عام 1868 في عهد الخديو إسماعيل والذي زاد عدده بسبب مقاعد المرأة ال64 التي اضيفت للمجلس ليصبح عدد الأعضاء بما فيهم العشرة الذين سيتم تعيينهم 518 نائبا ونائبة. شهدت انتخابات 2010 خروج عدد كبير من النواب المخضرمين وأيضا النواب المشاغبين.. وستغيب بعض الوجوه المألوفة.. وكالعادة حصل الحزب الوطني علي الأغلبية المطلقة مع تمثيل ضعيف للمعارضة وعدد قليل من المستقلين.. وأعتقد أن عمر هذا المجلس قصير.. لأنه الطاعنين في دستوريته كثيرون.. بالإضافة إلي صدور أحكام كثرة من القضاء الإداري.. ببطلان الانتخابات في بعض الدوائر.. وبطلان نتائج بعض الدوائر.. والحكم للبعض بأحقية الترشح بعد إغلاق باب الترشيح.. وغيرها من الأسباب. قبل الانتخابات أعتقدت أن معظم المصريين سيترشحون لهذا المجلس رجالا ونساء.. فقد أعد الجميع العدة منذ زمن طويل.. وأعلنوا عن ذلك في دوائرهم وتصالحوا مع خصومهم وصافحوا من لم يكونوا يعيروه اهتماما.. ووعدوا بتشغيل الشباب المتعطل.. وتوصيل المرافق وإقامة المشروعات.. وحضروا حفلات الزفاف وسرادقات العزاء لمن يعرفونه ومن لا علاقة لهم به.. وظن كل منهم أنه سيكتسح منافسه لأن الناخبين كانوا يعدون كل من طلب منهم تأييده بأنهم معه وأن شعبيته طاغية وشخصيته قوية.. وأنه ابن البلد الخدوم الذي قدم الكثير.. وفجأة خرج الكثيرون من الجولة الأولي يجرون أذيال الهزيمة ويتجرعون مرارة الخيبة.. وعرفوا حجمهم.. وأكملت جولة الإعادة علي البقية الباقية منهم. ولكني أتساءل.. هل عضوية مجلس الشعب تستحق هذا المجهود الضخم والضجة الكبيرة؟ وهذه الأموال الطائلة التي انفقت علي الدعاية وجلب الأنصار وشراء الأصوات وإقامة المؤتمرات والولائم؟.. وتلك الدماء التي سالت والأرواح التي راحت والخصومات والعداوة التي أثارتها الانتخابات؟.. أنا أعرف أشخاصا دخلوا المجلس وخرجوا منه ولم يزد عليهم شيء.. فكل واحد يعود إلي أصله حتي ولو جمع كنوز الدنيا.. فالمال والحصانة لا تصنع مجدا.. ولكن الإنسان بدون عضوية البرلمان قد يكون أنفع لأهله وأقاربه وأبناء بلده.. ولا يخفي علي أحد أن غالبية من يطمع في عضوية البرلمان لهم مصالح شخصية في ذلك.. بل أنهم يغلبون مصلحتهم الشخصية علي مصلحة الناخبين الذين رفعوه إلي هذا المكان.. وهناك من لا يراه أبناء دائرته بعد انتخابه.. ومنهم من لا يرد علي اتصالاتهم.. أو يغلق التليفون في وجوههم.. أو يغير رقم تليفونه.. وأعتقد أن عددا كبيرا ممن دخلوا المجلس لا يعلمون شيئا عن الواجبات الملقاة علي عاتق السلطة التشريعية.. وليس لديهم أية ثقافة نيابية.. وكل ما يريده هو اللقب والحصانة.. عموما مبروك لمن حالفه الحظ.. وحظ اوفر في مرات الانتخابات لمن لم يوفق هذه المرة. مبروك لقطر الشقيقة ألف مبروك للشقيقة قطر فوزها بتنظيم كأس العالم 2022 كأول بلد عربي ينال هذا الشرف متفوقا علي دول كبيرة وعلي رأسها الولاياتالمتحدةالأمريكية.. صحيح أنني كتبت ضد بعض التصرفات التي لم تعجبني من قناة الجزيرة القطرية وبعض المسئولين القطريين.. إلا أن الدم لا يمكن أن يصير ماء.. فكل القطريين أخوتي.. دينهم ديني وبلدهم بلدي.. وتاريخهم تاريخي.. ونجاحهم نجاحي.. وفرحهم فرحي.. وأتمني أن يعطيني الله عمرا لاشاهد ذلك اليوم الذي يقام فيه مونديال 2022 علي أرضنا.. أرض قطر العربية. لقد هزني ذلك المشهد الذي أعلن فيه اسم قطر كفائزة بتنظيم هذه البطولة العالمية المهمة.. وتابعت بفخر الشيخ حمد بن خليفة آل ثان أمير دولة قطر الشقيقة.. وهو يصعد للمنصة ويرفع الكأس ويطلب من الحاضرين التصفيق.. وحقيقة لقد صفقت وأنا أمام شاشة التليفزيون تلبية لمطلبه وفرحة بتشريف قطر للعرب.. وهزتني فرحة الشيخة موزة زوجة أمير قطر وضمها لابنها الأمير.. وبجوارهم الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون وقد علت وجهه آثار خسارة بلده أمام قطر. صراحة كان الموقف كله مفرحا.. والأمير وأسرته وأعضاء ملف قطر كلهم شرفونا.. أقول ذلك من قلبي وليس لمجرد الواجب كعربي ومسلم.. فقبل توجهه إلي سويسرا ارتفع قدر أمير قطر عندي بعدما حضر إلي مصر في زيارة غير رسمية قصيرة.. ليعزي في وفاة معلمه المصري أيام كان تلميذا في المدرسة.. وتلك لفتة كريمة من إنسان كريم ارتفع قدره قدر وفائه واخلاصه لمن علمه في صغره.. فمبروك لأمير قطر الإنسان ولأسرته ولكل قطري وكل عربي وكل مسلم بفوز أول بلد عربي وإسلامي بتنظيم هذه البطولة. وكما تحقق حلم العرب والمسلمين بفوز قطر.. أتمني أن يتحقق حلمي خلال الاثني عشر عاما الباقية علي إقامة هذا العرس العربي.. هذا الحلم أن يتحد العرب ويكون هناك الاتحاد العربي علي غرار الاتحاد الأوروبي وأكثر.. وأن تزال الحدود وتفتح المنافذ وتسهل حركة النقل والانتقال دون قيود وأن توحد العملة وتساعد الاقتادات الكبيرة الصغيرة.. لينعم الإنسان العربي بخيرات وطنه وأرضه.. ويشعر كل عربي أن البطولة تقام في بلده.. ويشارك في هذا الإنجاز الكبير.