علي الصعيد القديم كنا نري منهج الإمام حسن البنا وتداوله مع الأسرة الملكية وكيفه التعامل مع النظام الحاكم بطريقة تنحدر إلي نوع من المكر والخبث من جانب الطرفين فلن ننكر بأن كان هناك دعوة من الإخوان المسلمين لجذب الناس إليهم عن طريق الدين حتى يعلنوا عن المبايعة كما كان هناك العديد من الاغتيالات سواء للرجال القضاء أو السياسيين ومن جانب أخر لم تصمت حكومة النقراشي بل اتخذت العديد من الإجراءات التى تقوم علي حركة اعتقالات موسعة لأفراد الجماعة . والان نري بعد عهد جديد مرورا بمهدي عاكف حتى نصل إلي محمد بديع المرشد العام للإخوان المسلمين ونري ما يريدون ترسيخه من الظاهر بإقامة دولة مدنية ترسخ لقواعد الدين وما يرفضه الحزب الوطني ويقوم بشطب أي محاولة للإخوان في ترسيخ هذا المنهج . وتأتي التصريحات النارية التي تطلقها كل من الجبهتين علي الأخرى، حيث صرح الحزب الوطني أن جماعة الأخوان المسلمين تخوض الانتخابات بهدف خلق الفوضى وإثارة البلبلة وإعطاء الانطباع بأن الانتخابات تتم في جو غير سلمى، بينما تصرح الجماعة المحظورة إلي أن تعرض الأمن وفض العديد من الندوات التي تلقيها الجماعة بالإضافة إلي الاعتقالات الأمنية التي تعرض إليها الإخوان منذ الفترة السابقة ما هي إلا لإسقاط الحق وصمت أفواه الأخوان حتى لا تفضح النظام وصفقاته . وصرح المرشد محمد بديع أن هناك تقرير حقوقي رصد اعتقال المئات من أنصار مرشحي الإخوان بالمحافظات، وفي تقريرٍ آخر أكدت الجمعية المصرية للنهوض بالمشاركة المجتمعية أن أعمال الدعاية شهدت خرقًا واضحًا من قبل مرشحي الحزب الوطني للقواعد التي أصدرتها اللجنة العليا للانتخابات بعدم استخدام المرشحين للمنشآت العامة المملوكة للدولة؛ حيث غطت لافتات تأييد مرشحي الحزب تلك المنشآت من مدارس ومستشفيات ومراكز شباب. ويرد الحزب الوطني بأن هناك تجاوزات من قبل الجماعة تدعو إلي أثارة البلبلة وانقلاب سياسيات الحكم وهذا يعد دعوة لقلب نظام الحكم وترسيخ أيادي خارجية في شئون مصر الداخلية . ومن جانب أخر صرح المهندس أحمد عز، أمين التنظيم بالحزب الوطني المرشح على مقعد الفئات بدائرة منوف إلى أنه من أكثر أمناء التنظيم للحزب الوطني الذين يرصدون ويتابعون أفكار جماعة الإخوان قائلاً «لقد تعلمت 3 دروس مستفادة من خلال رصدي لهم، أولها نظرتهم إلى مصر على أنها مجرد إمارة ضمن مشروعهم الأكبر، ولا تهمهم، وخير دليل على ذلك ما قاله مرشدهم السابق (طظ في مصر) والدرس الثاني أن نواب الجماعة يقولون ما لا يفعلون ويدعون أنهم أهل الفضيلة، والدرس الثالث هو خلط الدين بالسياسة من أجل وصولهم للحكم بينما رد المرشد بديع هذا لم يحدث مطلقا وكل هذه ادعاءات تحاول تشويه فكرة الجماعة في مصر وأخيرا كل منهم يختم تصريحاتة قبل 48 ساعة علي الانتخابات الاخوان سنحارب التزوير ونفضح الوطني وستطبق الشريعة الاسلامية أما الوطني الأمر محكم ولن تحصل الإخوان علي 88 مقعد كما حدث في الماضي ولن تختلط السياسة بالدين . ونحن الان نتسأل هل الحزب الوطني يحارب الإخوان بسبب شعاراتهم الدينية أم لتهدئة الوضع السياسي في مصر أم كما يقال من الإخوان عدم فضح الصفقات الصفراء داخل أجواء الوطني ، وهل هذه التداعيات الأمنية المشددة سوف تنجح بالفعل في قطع اللسان المحارب لها وما هو حال المواطن المصري في كل هذه المشاحنات .