أكد الخبير الفلسطيني في شئون الاستيطان الإسرائيلي خليل تفكجي أن اللحظة التي يعلن فيها عن توقف الاستيطان الإسرائيلي تعني انهيار كامل للحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة، مستبعدا إقدام رئيس الوزراء الإسرائيلي على تجميد جديد للاستيطان في أي حال من الأحوال. وأكد تفكجي في تصريح خاص ل"مصر الجديدة" أن الاستيطان الإسرائيلي لم يتوقف في لحظة من اللحظات –حتى في لحظة التجميد المعلنة خلال الشهور العشرة الماضية-. وانتهت في 26 من سبتمبر الماضي فترة تجميد الاستيطان التي أعلنتها حكومة "إسرائيل" من أجل إعطاء فرصة للمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، التي بقيت متعثرة حتى مطلع أيلول الماضي. ولا زال البناء الإسرائيلي في المستوطنات يشكل عقبة كبيرة أمام استئناف مسيرة المفاوضات المباشرة التي ابتدأت في أيلول برعاية أمريكية، حيث تريد السلطة وقفا تاما للاستيطان مقابل استئناف المفاوضات، الأمر الذي ترفضه "إسرائيل". وأضاف تفكجي "إسرائيل تعترف أن عدد المستوطنين اليوم ارتفع إلى 320 ألف مستوطن، وأنها استكملت بناء 3000 وحدة استيطانية في فترة التجميد. وتابع "اعتقادي أن إسرائيل في لحظة إيقاف الاستيطان ستنهار لحكومتها، فالحكومة مؤلفة من يمين إسرائيلي يربطه أمرين، الاستيطان في الضفة الغربية، وقضية القدس كعاصمة موحدة لإسرائيل لا نقاش حولها". وأوضح أن الاستيطان الآن يتركز في المجمعات الكبرى من ناحية، وفي غور الأردن من ناحية أخرى، وذلك لقطع أوصال أي دولة فلسطينية مرتقبة، مستذكرا أن وزير الجيش الإسرائيلي الأسبق شاؤول موفاز طرح أن يبقى غور الأردن تحت سيطرة إسرائيل لمنع أي تواصل فلسطيني جغرافي مستقبلا مع المحيط. أما الجديد، حسب تفكجي، فهو الاستيطان المكثف شرق الجدار في المناطق المعزولة حول مدن الخليل نابلس ورام الله، وقال: "إسرائيل تريد أن تقول أن الاستيطان موجود وأن المستوطنين هم أسياد البلاد، وأن أي دولة فلسطينية يجب أن تبنى تحت رؤيتنا". أهداف خمسة وعن أهداف الاستيطان الإستراتيجية في الضفة الغربية، أشار تفكجي إلى أن الاستيطان يرمي للسيطرة على المياه الفلسطينية، وعدم إقامة دولة ذات تواصل جغرافي مع أحد، ورسم حدود الكيان الفلسطيني بحث يحيط بها الإسرائيليون من جميع الجهات. ولفت إلى أن عمليات تطهير البدو في غور الأردن وهدم المنازل الذي يحدث مؤخرا، دليل أن إسرائيل ترسم الحدود الشرقية للدولة العبرية، وقال: "إسرائيل تسعى لخلق دولة مستوطنات في الضفة بينها تواصل جغرافي، بينما الدولة الفلسطينية المرتقبة عبارة عن كنتونات مرتبطة عبر الأنفاق. كما نوه إلى أن الاستيطان يرمي لرسم الحدود من الناحية الغربية للجدار حسب الرؤية الإسرائيلية، وذلك لحماية خاصرة الدولة العبرية في مناطق طولكرم ومحيطها. أما القدس، فذكر الخبير في شئون الاستيطان أن البناء فيها لم يتوقف في لحظة من اللحظات، واستذكر حديث نتنياهو الذي قال فيه "أن القدس كتل أبيب وهي عاصمة دولة إسرائيل". واستبعد أن يوافق نتنياهو على أي تجميد جديد للاستيطان، قائلا: "نتنياهو هذا يقول ولا يفعل، على الأرض البناء متواصل، ولاستيطان جزء من سياسته وسياسة اليمين، والاستيطان لن يتوقف". وأضاف "نتنياهو يريد كسب بعض المواقف السياسية مقابل ألا يعطي شيء على أرض الواقع".