كتب : السيد سالم برحيل شيخ الأزهر فقدت المؤسسة الدينية في مصر والعالم الإسلامي واحداً من أبرز علمائها الأجلاء وعرف بشدة تبحره واطلاعه على كتب الفقه والتفسير، وأثار الراحل الكثير من الجدل في الشارع الإسلامي طوال وجوده في منصبه الديني شديد الأهمية للعالم الإسلامي كله وليس لمصر فحسب. ودفعت آرائه واجتهاداته البعض لأن يطالب بعزله نظراً لتوظيفه الدين لصالح السياسات التي يتبعها الحزب الوطني، واعتبره مراقبون سياسيون أحد الأركان الأساسية المكونة لنظام الرئيس مبارك ولد د. محمد سيد طنطاوي عام 1928 في قرية سليم الشرقية التابعة لمركز طما بمحافظة سوهاج حصل على الدكتوراة في الحديث والتفسير العام 1966 بتقدير ممتاز، ثم عمل كمدرس في كلية أصول الدين، قبل أن يتم انتدابه للتدريس في ليبيا لمدة 4 سنوات، ثم عمل في المدينةالمنورة كعميد لكلية الدراسات العليا بالجامعة الإسلامية وفي أكتوبر عام 1986 صدر قرار جمهوريا بتعيينه مفتيا للديار المصرية، وله العديد من الكتب أهمها "التفسير الوسيط للقرآن الكريم" و"بني إسرائيل في القرآن الكريم"، و"معاملات البنوك وأحكامها في الشريعة" وعلي مدار مناصبه الرسمية التي تقلدها الشيخ الراحل كون له أعداء ورافضون لأرائه بدءا من فتواه عام 1989 التي حرم فيها التعامل مع فوائد البنوك باعتباره "ربا صريح"، لكنه عاد بعد ذلك في عام 2003، ليقر بأن فوائد البنوك مباحة شرعا ولا تعد ربا" وعلي طول الخط تعددت تصريحاته برفضه التدخل في الشئون السياسية للدول مادفعه لإقاله الشيخ علي أبو الحسن رئيس لجنة الفتوى بالأزهر بعدما أصدر فتوى وجوب قتال القوات الأمريكية في العراق وشهدت السنوات الأخيرة معارك كثيرة ضده انتصر فيها معارضوه بما أثاروه حوله من شائعات وصوره علي أنه انتصر للنظام علي طول الخط واشتعلت المعركة بعد فتواه بأن الممتنعون عن التصويت لتعديل بعض المواد الدستورية "آثم قلبهم" ودخل بعدها في أزمة مع الصحفيين بعد مطالبته ب"جلد الصحفيين" الذين كتبوا "كذبا" عن صحة الرئيس مبارك التي تحدثت وقتها عن تعرضه للمرض الشديد وهو مالم يكن صحيحا تكرر الأمر عندما قام بمصافحة الرئيس الإسرائيلي "شيمون بيريز" في أحد مؤتمرات حوار الأديان بالولايات المتحدة، وهو مازاد من حدة الهجوم علىه بعد ليخرج بعدها ويؤكد انه لم يكن يعرف أنه يصافح رئيس إسرائيل واستنكر كثير من معارضو الرجل موقفه في أزمة الحجاب في فرنسا بعدما أجاز للمرأة المسلمة في فرنسا عدم الالتزام بارتداء الحجاب تقيدا بقواعد دولتهم وكانت آخر معاركه اعتباره الحجاب "عادة" و ليس من الإسلام في شئ، وصدور قراره بحظر ارتداء النقاب في المعاهد الأزهرية وإلزامه لإحدى الفتيات على خلع النقاب، بزعم أنه "عادة" وليس فريضة، وهو القرار الذي دفع معارضوه للهجوم عليه للحد الذي وصل لرفع دعاوي قضائية ضده .