هناك " طرفة " مشهورة تقول أن من يستيقظ مبكراً فى السودان يستولى على الحكم، ويبدو أن الرئيس السودانى الراحل محمد جعفر النميرى، قد أستيقظ مبكراً فى أحد الأيام منذ 40 عاماً فحمل مسدسه، وذهب إلى قصر الرئاسة فى الخرطوم وجلس على كرسى الرئيس السودانى الأسبق إسماعيل الأزهرى، ومضت الأيام وبعد 16 عاماً من الحكم فعل معه الضابط العسكري سوار الذهب نفس الشئ قبل أن يترك منصبه طوعاً بعد فترة إنتقالية على غير عادة العسكريين فى دول العالم الثالث. وعقب محاولة الاغتيال الفاشلة التى تعرض لها الرئيس مبارك فى أديس أبابا عام 1995، بحثت عن جعفر النميرى اللاجئ السياسى فى مصر وطلبت منه لقاءاً صحفياً فضرب لى موعداً فى الشقة التى كانت يتخذ منها مكتباً فى حى الظاهر (هذا غير الفيلا التى كان يسكنها فى ضاحية مصر الجديدة) وذهبت إليه متأخراً ساعتين لكنه استقبلنى بشئ من التبرم زال سريعاً، وبدأ بعدها فى الإجابة عن أسئلتى، وعندما انتهيت من حوارى معه ، سيطر على ذهنى سؤالاً محدداً: كيف كان هذا الرجل رئيس دولة ؟!.. ليس هذا انتقاصاً من قدر المرحوم لا سمح الله ، لكنه انطباع يمكن أن تخرج به إذا جلست إلى أمثال الأخ الراحل من العسكريين الذين يصلون إلى كرسى الحكم عن طريق الدبابة أو المدفع.. فجأة وبدون مقدمات أو استعداد أو قدرة تؤهلهم لهذا المنصب الحساس والخطير فى كل دول العالم... فليتغمد الله الراحل وإيانا برحمته.