طالعتنا الصحف بنبأ اختطاف سبعة من الجنود ,في منطقة الحدود الفلسطينية بينهم جنود للقوات المسلحة والشرطة , وقبلها أغسطس قتل 16 جندي علي الدود مع رفح في نفس المنطقة , ومع البدايات الأولي لثورة يناير 2011تم اختطاف عدد 3 ضباط وأمين شرطة . المهم ان قيادات الدولة قد استنفرت , وقت أن حدثت عملية قتل الجنود , وطالبت كافة الهيئات الشعبية والرسمية بضرورة التحرك , وكان رد فعل القيادة السياسية وقتها رائعا , وتحركت القوات المسلحة فيما يعرف بعملية النسر , وقيل أن فواتنا المسلحة لن تترك الجناه , وأنها ستتعرف عليهم , وستعاقبهم . وتحرك أكثر من 3500 جندي وأكثر من 150 مدرعة وآليات أخري ,وقيل أن أكثر من 1600 من أعضاء التنظيمات المتطرفة مسلحون , وهم من المصريين ودول عربية أخري . ثم نشرت صحيفة الأهرام أن القوات المسلحة نجحت تحديد شخصية قائد الجماعة التي هاجمت الجنود في رفع . وقد نشر الكاتب مصطفي بكري مؤخرا كتبا قيما عن الجيش والإخوان , ذكر فيه معلومات في منتهي , والغريب أن أحدا لم يتحرك للرد علي ما ذكره مصطفي بكري . فقد جاء بالكتاب أن أنه نسب تصريح إلي القوات المسلحة توصلت إلي عن قتلة المصريين كان من المفترض أن تعلن أسماءهم وجنسياتهم وأشياء أخري يوم الخميس 9 أغسطس 2012. وأنه من حق الشعب أن أن يعرف كل المعلومات , وانه تمت سرقة طابعة من طابعات الرقم القومي من سيناء , وتم تهريبها إلي غزة واستخدامها بطريقة غير شرعية . وذكر بكري أنه في يوم 6نوفمبر 2012 أعلن إسماعيل هنية رئيس الحكومة الفلسطينية أنه إذا عادت مصر إلي هدم الأنفاق , فيجب أن نعتبر الضباط المخطوفين في ذمة الله . ويذكر بكري أنه لم يصدر رد واحد من القوات المسلحة أو الأجهزة المخابراتية علي ما ذكره إسماعيل هنيه وتهديده بقتل الضباط المصريين لو نفذت مصر تهديداتها بغلق الأنفاق . كتاب مصطفي بكري يطرح أسئلة , ويصرح أن هناك صمت متعمد من جانب الأجهزة الحكومة والمسئولين في الدولة عما يحدث في سيناء , وأن هناك ضغوط علي تلك الأجهزة للالتزام الصمت . . وتجيئ عملية اليوم من خطف الجنود , مما يدعم ما يراه مصطفي بكري . والغريب أن بعض قادة التنظيمات الجهادية صرح ذات مرة باتهام الموساد الإسرائيلي باختطاف الضباط المصريين , وان الموساد وراء عملية قتل الجنود في رفح , من أجل أن تقوم باتهام الفلسطينيين . ونري هذا كلام فيه استخفاف كبير بعقلية المصريين . والحقيقة أننا حتى الآن لم نسمع رأي الأحزاب الدينية الشرعية فيما حدث للمصريين , ولا حتى أدانت ما حدث , وخيمت حالة من الصمت علي الجميع , وكأن الجنود الذين اختطفوا مصريين , سواء من اختطفوا اليوم ,والضباط الذين اختطفوا بالأمس ولا من قتلوا في رفح .
ولا تلك الشخصيات التي تطالب بالجهاد والتطوع في الميليشيات التي ستحل محل الشرطة . والتي ملأت الدنيا ضجيجا , ولا تلك التي هددت القوات . ولا التنظيمات التي أعلنت رغبتها في الوساطة بين الأجهزة الرسمية والتنظيمات العاملة في سيناء . والخوف كل الخوف ، أن تفقد القوات المسلحة وأجهزة الشرطة السيطرة علي سيناء , تصبح معقلا للقوات المتطرفة . وخصوصا مع قرب موعد حل قضية سوريا , وبعدها ستعود كل التنظيمات المتطرفة المسلحة الي سيناء مرة أخري , وتصبح سيناء بؤرة للتطرف مما يستدعي تدخلا دوليا , أو قيام إسرائيل بضربات وقائية , وقتها سيصفق لها العالم . الحقيقة نحن نحتاج في هذا الوقت بالذات الي الوقوف خلف القوات المسلحة والأجهزة المصرية لتأييدها , وأن تعلن الأحزاب الدينية إدانتها لما حدث . ومن ناحيتنا فإننا نطالب بدعم شعبي للقوات المسلحة والأجهزة الإستخباراتية وكل الأجهزة العاملة في سيناء ومساندتها .