في قرية هادئة على أطراف مدينة المنصورة، لم يكن أحد من الأهالي يتخيل أن لهو الأطفال سيشعل شرارة جريمة بشعة تنتهي بجريمة قتل مروعة وصدور حكم بالإعدام. ليلة باردة تحولت فيها مشادة كلامية بين الجيران إلى مشهد دموي، بعدما انهال ثلاثة شباب على جارهم بائع الألبان بطعنات متتالية بلغ عددها 21 طعنة، لتسقط جثته غارقة في دمائها وسط صرخات المارة وذهول الأهالي. وبعد عامين من الألم وانتظار كلمة العدالة، جاء حكم محكمة جنايات المنصورة قاطعًا وواضحًا: الإعدام شنقًا للمتهمين الثلاثة، ليكتب الفصل الأخير في قضية هزت القرية بأكملها وأصبحت عبرة لكل من يستهين بخلافات الجيرة. صدر الحكم برئاسة المستشار حسين عبد الكريم قنديل، وعضوية المستشارين محمد أحمد عبدالعزيز البهنساوي، وعمرو عبده طه شاهين، وياسر عبد القادر إسماعيل. وجاء الحكم بعد أن أحالت المحكمة أوراق القضية في يوليو الماضي إلى فضيلة مفتي الجمهورية، الذي صدّق على الإعدام بحق المتهمين الثلاثة. - بداية المأساة تعود وقائع الجريمة إلى مساء 20 نوفمبر 2023، حين تلقى مدير أمن الدقهلية إخطارًا من مستشفى المنصورة الدولي يفيد بوصول المجني عليه غانم الشحات محمد، 41 عامًا، بائع ألبان، جثة هامدة مصابًا بجروح قطعية غائرة ومتفرقة في جسده. وكشفت التحريات أن المجني عليه تعرض لهجوم عنيف من جيرانه بعد مشادة كلامية بسبب لعب الأطفال أمام المنزل. - تفاصيل التحقيقات التحقيقات بينت أن المتهم الأول السيد.ر.م (25 عامًا – عامل) استعان بنجل شقيقته مصطفى.م.م (24 عامًا – عامل)، ونجل ابنة عمه عبدالرحمن.ص.ع (25 عامًا)، حيث تربصوا بالمجني عليه وأشهروا في وجهه أسلحة بيضاء، مسددين له طعنات متتالية بلغت 21 طعنة، اخترقت صدره وبطنه وأجزاء متفرقة من جسده، ليسقط غارقًا في دمائه أمام منزله، وسط ذهول أهالي القرية. - القبض على الجناة على الفور كثفت الأجهزة الأمنية من تحرياتها، وتمكنت من ضبط المتهمين الثلاثة بعد ساعات من وقوع الجريمة، واعترفوا بارتكاب الواقعة بدافع الانتقام بسبب خلافات الجيرة، مؤكدين أن الحادث كان نتيجة "لهو الأطفال" الذي تحول إلى شجار عائلي ثم جريمة قتل مكتملة الأركان. - كلمة العدالة بعد جلسات استماع مطولة ومرافعات النيابة والدفاع، وجدت المحكمة أن الأدلة والشهادات والتقارير الفنية قاطعة في إدانة المتهمين، لتصدر حكمها النهائي بالإعدام شنقًا، لتطوى صفحة جريمة مأساوية لم يكن سببها سوى خلافات تافهة دفع ثمنها إنسان بريء، وتركت وراءها أسرة مكلومة وقرية بأكملها في صدمة.