"فاينانشيال تايمز" ترصد المخاوف الإفريقية لتوقف التلقيح ضد كورونا

أفادت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية في عددها الصادر اليوم الثلاثاء، أنه بينما تكافح الهند موجة ثانية "كارثية" من موجات جائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، يراقب مسئولو الصحة في إفريقيا بقلق توقف حملات التلقيح التي تعتمد بشكل كبير على واردات اللقاح القادمة من شبه القارة الهندية.
وقالت الدكتور أيواد ألاكيجا، الرئيس المشارك لتحالف الاتحاد الأفريقي لإيصال لقاحات كوفيد–19 وتنسيق توزيعها - في تصريحات نقلتها الصحيفة في سياق تقرير نشرته على موقعها الالكتروني - قبل شهرين كانت الهند تقوم برقصة النصر وتوزع اللقاحات في جميع أنحاء العالم مثل الحلوى. وكانوا يتباهون بكم العمل الرائع الذي حققوه فيما يخص مناعة سكانهم وشبابهم .. واليوم انظر إلى أين أصبحت الهند!".
جادلت ألاكيجا وآخرون بأن الأزمة في الهند - حيث يموت حوالي 3 آلاف شخص يوميًا - قدمت دليلاً على ما يمكن أن يحدث في إفريقيا إذا لم يتم تسريع حملات التطعيم بما قد يسمح للفيروس بالانتشار والتحور.
وقالت ترودي لانج، مديرة شبكة الصحة العالمية في جامعة أكسفورد:" إن إفريقيا وأجزاء أخرى من العالم غير الملقحة في حاجة ماسة إلى اللحاق بالركب"، واعتبرت أن "الهند تدق ناقوس الخطر بشكل مروع بشأن مخاطر التراخي".
من جانبها، ذكرت "فاينانشيال تايمز" أن مسئولي الصحة الأفارقة يهدفون إلى تطعيم ما لا يقل عن 30 % من السكان البالغ عددهم 1.2 مليار نسمة بحلول نهاية العام، لترتفع النسبة إلى 60 % أو أكثر بعد ذلك .. غير أن قيود الإمداد والمشاكل اللوجستية وتردد المجتمع في الإقبال على اللقاحات تكشف جميعها بأن حملات التحصين في القارة السمراء لازالت غير منتظمة.
وإجمالاً، أشارت الصحيفة إلى أن إفريقيا تلقت 32 مليون جرعة فقط من اللقاح، منها 18 مليون جرعة وصلت إلى الناس.. فيما تشكل جرعات أكسفورد / أسترازينيكا القادمة من مبادرة كوفاكس الدولية متعدد الأطراف الجزء الأكبر من اللقاحات التي تم نشرها حتى الآن، غير أن الإمدادات جفت بعد أن منعت نيودلهي الصادرات من قبل معهد سيروم لتصنيع الأمصال في الهند، والذي يعد أكبر شركة في العالم لتصنيع اللقاحات.
وقالت ألاكيجا في هذا الشأن:"لا توجد لقاحات لدينا .. ومن الصعب القول بإن هناك مشكلة في الطرح عندما لا يكون لديك أي شيء لطرحه في الأساس"، وأضافت بأنه من غير المتوقع وصول إمدادات جديدة من كوفاكس حتى يونيو المقبل.
كما أبرزت الصحيفة البريطانية أن تلك الدول التي وزعت إمداداتها المحدودة بكفاءة، بما في ذلك رواندا والسنغال وغانا وبوتسوانا، استهلكت بالفعل جرعات كوفاكس، التي بدأت في الوصول الشهر الماضي فقط .. ومع ذلك، تمكنت رواندا وغانا، وهما من بين أفضل الدول الأفريقية أداءً في هذا الشأن، من إعطاء أقل من ثلاث جرعات لكل 100 نسمة.
وأخيرا، أوضحت الصحيفة البريطانية أن عدد السكان الشباب في القارة، بمتوسط عمر يبلغ 19 عامًا، وعدد وفيات كورونا المنخفض نسبيًا حتى الآن، دفع البعض إلى القول بأن إفريقيا قد لا تحتاج إلى تطعيم نسبة كبيرة من السكان للسيطرة على الوباء مثل بعض الأجزاء الأخرى من العالم .. حيث توفي رسمياً حوالي 120 ألف شخص فقط بسبب كوفيد في إفريقيا، أي أقل من 4 % من الإجمالي العالمي، على الرغم من أن هذا قد يقلل بشكل كبير من العدد الحقيقي .. مع ذلك، أكدت "فاينانشيال تايمز" أن أحد المخاوف الكبيرة المتعلقة بالأمر تتمثل في أنه إذا فشلت جهود اسئناف التطعيم في إفريقيا، فقد تظهر طفرات فيروسية أكثر خطورة على السكان الأفارقة من السلالات الحالية، وهو السيناريو الذي تخشى السلطات الصحية في القارة السمراء وقوعه!.