كتب- محمد مهدي: في صحراء سيناء، تركت قوات العدو الإسرائيلي العديد من الأسلحة المُدمرة، بعد سنوات من نصر أكتوبر المجيد في عام 1973، وتسلم مصر لأراضيها المحتلة في الثمانينيات، منها عشرات المركبات القتالية الشاهدة على هزيمتهم، من بينها دبابة مُدمرة عثر عليها المصور الصحفي "حسام دياب" خلال واحدة من جولاته التي اعتاد عليها منذ عودة أراضي سيناء إلى السيادة المصرية، ليوثق بعدسته آثار الانتصار وبطولات القوات المصرية. كان "دياب" في رحلة إلى العريش، عام 1983، يستقل سيارة رباعية الدفع، يتحرك هنا وهناك، قبل أن يستوقفه مشهد من بعيد لمركبة قتالية "قربت منها اكتشفت إنها دبابة إسرائيلية متدمرة" تعوّد المصور الكبير على تلك المشاهد خلال تحركاته "طول ما أنا ماشي بشوف أسلحة خربت ولسه في مكانها"، لكن تلك المرة رأى أمر لا يمكن تفويته "لقيت غراب واقف على مدفع الدبابة" شعر بأنها دلالة على الخراب الذي حل بالعدو الإسرائيلي. اندفع "دياب" ناحية سيارته، التقط كاميرته وعاد سريعًا بالقُرب من الدبابة، كان الغراب لايزال في مكانه، وثق المصور الكبير المشهد بعدد من الصور، قبل أن يغادر المكان ويستمر في طريقه إلى العريش، فيما ظلت الصورة في مخيلته لاتفارقه حتى قام بطباعته، قرر الاحتفاظ بها لكنه علم بعدها بفترة وجيزة عن مسابقة في الهيئة العامة للاستعلامات عن صور مُعبرة عن حرب أكتوبر "ودي من المسابقات القليلة اللي قدمت فيها" كما يؤكد دياب. عدد كبير من المصورين تقدموا إلى المسابقة، بينهم من حضر أجواء حرب أكتوبر نفسها، نسي "دياب" الأمر، انشغل في عمله، لكنه تلقى اتصالًا هاتفيًا بعدها بفوزه بجائزة الهيئة العامة للاستعلامات "حصلت على المركز الثالث"، والمفاجأة أن أصحاب المركز الأول والثاني هم؛ الأساتذة الكبار محمد لطفي ومكرم جاد الكريم "والاتنين كانوا في الحرب وصوروا تفاصيلها، فحسيت إنها حاجة كويسة إني الفايز الوحيد اللي مكنتش في نصر أكتوبر".