تصوير- نادر نبيل: علي بعد 30 كم من محافظة القاهرة وتحديدا في منطقة أبوزعبل بمحافظة القليوبية، تأسست قلعة صناعية كبري عام 1987، هي مصنع إنتاج وإصلاح المدرعات، هو الأكبر في الإنتاج العسكري بمصر والشرق الأوسط. مصنع إنتاج وإصلاح المدرعات، استطاع تصنيع أول مدرعة حربية مصرية "ST-100، ST-500"، التي لاقت إشادات خلال ظهورها الأول بمعرض الدفاع الأول بمصر إيديكس 2018. كما يعد المصنع الوحيد خارج الولاياتالمتحدةالأمريكية التي يتم فيه تصنيع الدبابة الأمريكية M1A1 بأيدي مصرية خالصة، لإضافة إلى عدد من المنتجات المدنية الأخرى. داخل مبنى الإنتاج الرئيسي بالمصنع والذي تبلغ مساحته 84 ألف متر مربع، تجد نفسك داخل أكبر مبنى صناعي مضغوط على مستوى الشرق الأوسط، والذي يتم إخراج العوادم لخارجه ويُمنع دخول الأتربة إليه، وينقسم هذا المبني الضخم إلى منطقة التقطيع، منطقة الدرفلة، منطقة تشغيل المكبس، منطقة دهان الهياكل، وإنتاج الضفائر والكابلات الكهربائية اللازمة لتصنيع المدرعة والدبابة وأيضا تستخدم في صناعات أخرى. يضم المبنى "أوناش" تصل حمولتها إلي 100 طن، وأكبر منظومة صناعية للقطع باللهب، إضافة إلى ماكينات تقطيع الصلب بالليزر، كما توجد أيضًا ماكينة تقطيع باللهب، وماكينة "تناية الفرش" وتصل إلى طول 8 أمتار، وماكينة الدرفلة وتصل إلى وزن 2000 طن. يضم المصنع ما يقرب من 2400 مهندس وعامل وفني، يعملون ليل نهار، لنقل التكنولوجيا الحديثة إلى مصر، بحسب ما قال اللواء مهندس يسري النمر رئيس مجلس إدارة مصنع إنتاج وإصلاح المدرعات، خلال جولة مصراوي. يقول النمر، إنه بالتعاون مع شركة IMUT جرى إعداد تصميم للمدرعتين المصريتين المتكاملتين ST-100 وST-500، مؤكدا أن تلك الشراكة واجهت في البداية تحديات خارجية حاولت عرقلتها إلا أن ادارة الشركة مع قيادات الوزارة نجحوا في تجاوز تلك الصعاب للوصول إلى المنتج العسكري بنسبة مكون محلي تصل إلى 60 %، وأن الدعم المباشر ورغبة الإنتاج الحربي في تطوير المنتج المصري والسعي إلى دعم التصنيع المحلي كانا الأساس الذي نتج عنه شراكة لأول مرة بين القطاع الخاص والإنتاج الحربي لتصنيع مدرعات حربية وعدد من المنتجات الأخرى. وأضاف النمر، أن المدرعتين لاقتا إعجاب الكثير من الجهات سواء القوات المسلحة المصرية أو مختلف الدول العربية والأفريقية، على هامش عرضها في معرض الدفاع إيدكس 2019 في الإمارات، موضحا أن خطة المبيعات والتسويق للمدرعتين تعتمد على أولوية الإنتاج الحربي بتوفير احتياجات القوات المسلحة المصرية أولاً، حيث بدأ الإنتاج الكمي للمدرعة ST-100 والتي تتميز عن مثيلاتها بامتلاكها أعلى المواصفات من حيث السرعة والقدرة على المناورة واجتياز الموانع وحماية طاقمها ضد التفجيرات والأسلحة الصغيرة، حيث تصل إلى المستوى الرابع في المقياس العالمي، وهي درجة متقدمة جدا. وأضاف أن مصنع إنتاج وإصلاح المدرعات يقوم بإنتاج (10) أنواع من العربة المدرعة منها "سيارة إسعاف وناقلة جنود ومركز قيادة وسيطرة وسيارة إزالة ألغام ومركبة قتال وأخرى مزودة بقاذف صاروخي"، أما المدرعة ST-500 فهي أقل حجمًا لكن بها نفس المميزات. وأوضح أن المصنع جاهز لتلبية أي طلبات خارجية للمدرعة في إطار صفقات تبرمها القيادة السياسية للدولة، مشيرا إلى أن دولة الإمارات العربية الشقيقة طلبت إجراء تجارب ميدانية للمدرعة، خاصةً في ظل الأجواء المناخية الحارة بها، وبالفعل جارٍ تحديد موعد توقيع الاتفاق النهائي خلال الفترة المقبلة، كما أن هناك بعض الدول الأفريقية طلبت إجراء مشاورات من أجل الحصول على تلك المدرعة، لكن لابد في البداية أن نبدأ بتلبية الاحتياجات المحلية "مطالب القوات المسلحة المصرية"، ويعقب ذلك التصدير للخارج والذي يوفر العملة الأجنبية ويعطي مصر دوما حرية اتخاذ القرارات. أما عن الدبابة M1A1 والتي يتم تصنيعها داخل مصر في ضوء إتفاقية مع الجانب الأمريكي، أكد رئيس مجلس إدارة المصنع أن معدلات إنتاج الدبابة يترتبط باحتياجات القوات المسلحة المصرية لأننا "نعمل في الأساس لسد احتياجات القوات المسلحة"، ويضيف: "في بعض السنوات كنا ننتج 80 دبابة سنويا وأحيانا أخرى ننتج أعداد أكثر أو أقل حسب احتياج القوات المسلحة، لكن الحقيقة المؤكدة هي أن مصر تمتلك ثاني أكبر أسطول في تصنيع الدبابة M1A1 بعد الولاياتالمتحدةالأمريكية".
