بعد انتهاء عمله، المتمثل في جمع الروبابيكيا، والذي يستمر نحو 10 ساعات، في اليوم، من أجل الإنفاق على نفسه بعد أن انفصال والديه، توجه "زياد" ابن ال12 سنة، إلى ترعة قرية "طوة" في مركز المنيا للاستحمام، فلم تمر دقائق حتى فارق الحياة غرقًا في المجرى المائي. "زياد" الطفل الذي لم يكمل عامه ال12 قرر أن يعتمد على نفسه لتدبير مصروفاته واحتياجاته، خاصة بعد انفصال والديه، واختار لنفسه طريق الكفاح في مهنة جمع "الروبابيكيا". خرج الطفل الذي جنت على طفولته الظروف، فجر اليوم من منزله في عزبة أبوعياد، التابعة لقرية صفط الغربية، بمحافظة المنيا ليزاول مهنته، في جمع الخردة، وبيعها للتجار، وبعد مرور نحو 10 ساعات من العمل الشاق، وأثناء مروره بقرية طوة بمركز المنيا، شعر دفعه الإرهاق الشديد، إلى النزول في ترعة "السبخة" للاستحمام، هربًا من الحر، لكن التيار جرفه فلقي مصرعه غرقًا بالترعة. أهالي القرية نجحوا في انتشال جثة الطفل، وأخطروا أجهزة الأمن بالواقعة، وعلى الفور انتقل فريق من وحدة مباحث المركز برئاسة المقدم أحمد صلاح، مفتش مباحث المركز، والرائد أحمد يسري، رئيس وحدة البحث في المركز، وتبين مصرع زياد. م. خ. 12 سنة، ونقلته سيارات الإسعاف إلى مشرحة مستشفى المنيا العام تحت تصرف النيابة. وأفادت تحريات أولية، أن الطفل الغريق يعمل في جمع "الروبابيكيا" من البلاستيك والزجاج والمعدن من أكياس الفضلات، وأكوام القمامة، وأن أبواه منفصلان، وقد توجه للاستحمام بالترعة، بعد مجهود مضني من العمل طوال 8 ساعات. وأكد تقرير الدكتور هاني إسحق شحاتة، مفتش صحة بندر المنيا، أن سبب الوفاة إسفكسيا الغرق، وفشل حاد في التنفس، ولا توجد شبهة جنائية في الوفاة، وتحرر محضر بالواقعة، وتولت النيابة التحقيقات تحت إشراف المستشار أحمد العجوز، رئيس نيابة مركز المنيا.