شقّت فتاة بملامح شرقية طريقها من بين الحضور في حفل تخرج في إحدى الجامعات الأمريكية، لتنطلق في إتجاه المنصة لتتسلم شهادة تخرجها، وتبدأ مرحلة مختلفة من حياتها، وتنال لقب أول مصرية تتخرج حاملة شهادتي البكالوريوس والماجستير معًا، محققة إنجاز فريد في مجال يُقال عليه "ذكوري"، وهو هندسة الكومبيوتر. دينا أيمن، فتاة عشرينية مصرية أمريكية، جذبت إنتباه الشركات العالمية بعدما حققت "المعادلة الصعبة" وعرضوا عليها للنضمام إليهم، وحول حياتها ودراستها وشغفها بهندسة الكومبيوتر وأمور أخرى، تتحدث "دينا" لمصرواي. - عرفينا عن نفسك أنا دينا أيمن زين العابدين مصرية أمريكية تعيش في ولاية نيوچرسي في الولاياتالمتحدةالأمريكية. عمري 24 سنة درست هندسة كمبيوتر في جامعة New Jersey Institute of Technology للهندسة في ولاية نيو چرسي، تفوقت في مجالي رغم عدم وجود دعم للفتيات فى هذا المجال لقولهم إنه "مجال ذكوري" بحت باعتبارهم النسبة الأقل جدًا. لماذا اخترت مجال هندسة الكومبيوتر؟ في حياتي العملية، كوني فتاة بين الكثير والكثير من الرجال وقول الكثير من الناس إنه ليس مجال لفتاة بالخاصة في أمريكا كان من أكثر الصعوبات لي عندما بدأت دخول الجامعة واختياري لمجال هندسة الكمبيوتر وهو الأصعب بين أقسام هندسة، وإصرار أبي لدخول مجال الطب وليس الهندسة ولكن هذا سرعان ما تحول إلى دافع ذاتي داخلي لإثبات نفسي بين الجميع و برهان للكل أنني تم اختياري للمجال الذى احبه وسوف أجيده للغاية. - كيف بدأتي تحضير الماجيستر قبل حصولك على البكالوريوس؟ تم اختياري أن أبدء بتحضر الماجستير أو الدكتوراة قبل حصولي على درجة البكالوريوس، ثم قبلت عرض الماجستير وبدأت في تحضيره في نفس الوقت، وتخرجت بالبكالوريوس والماجستير، بدرجة امتياز، وهو ما جذب شكرات عالمية لي واهتمامهم بي، وحاولوا أن يضموني للعمل لديهم. - ما سبب اختيارك أخذ درجة الماجستير بجانب البكالوريوس؟ رغم صعوبة تحضير الاثنين معًا وفي نفس الوقت رغم إصراري على تكملتهم معًا لأخذ قدر ما أستطيع من العلم والمعرفة في مجالي فقررت أن اتحدى نفسي بثقتي في الله، لأن في حياتي أثق أن المعرفة هي ما يدفعني إلى تحقيق أحلامي. وأخذ درجة الماجستير بجانب البكالوريوس أتاح لي الغوص في الحد الأكبر من المعلومات في أقصر وقت. - ما سبب رفضك لعرض الجامعة لأخذك إلى درجة الدكتوراة وقبولك لأخذ عرض درجة الماجستير؟ رسمت لحياتي طريق آخر، أحببت أن أنضم لشركة للحصول على خبرة بنفسي في أسرع وقت أولًا بدل من أن أمضي سنين أكثر وعلمي على الورق وليس لي خبرة في مجال دراستي في المجال العملي وبعد اكتسابي للخبرة يمكنني الدراسة مع العمل للاستفادة الأكبر والصحيحة والعودة للدراسة في أي وقت. - ما أبرز التحديات والصعوبات التي واجهتها أثناء فترة دراستك؟ في حياتي الشخصية، إقامة أمي بعيدًا عن، حيث أنها مقيمة في مصر، وفي الولاياتالمتحدة متواجدة مع أخوتي للدراسة،. كوني الأكبر بين أخوتي وضع على تولي دور الأم الثانية في البيت وتحمل المسؤولية مما يأخذ الكثير من وقتي لدعم أخوتي من أكبر لأصغر الأمور. على الرغم من كل ذلك كانت الأم هي البطلة الحقيقية في حياتي وحولتلي صعوبات حياتي إلى إلهامات ودوافع جميلة وقوية، كانت تؤمن بي وتدعمني و تحولني من شابة صغيرة تحمل على عاتقها أحلام كبيرة إلى شابة تقاتل لتحقق أحلامها بيديها. - ما دور الأهل والمصريين في دعمك؟ كان لأهلي الدور الأول والأخير في نجاحي وإصرارهم بوصولي إلى أعلى المناصب العلمية وثقتهم بي لكوني مصرية في بلد غربي، احرص على موافقة أبي وأمي لقرار إتخاذي المجال الذي أحبه أكثر رغم حبهم لمجال الطب أكثر من الهندسةلكونه مجال لائق أكثر للبنات، ولكنهم يثقون في تفكيري واتخاذي القرارات بشكل صحيح، ويدعموني منذ صغري والحمد لله كنت دائمًا عند ثقتهم بي. - ما خططك بعد التخرج؟ من قبل تخرجي وصار هناك اهتمام كبير من أكبر الشركات الأمريكية و العالمية وهو كيف أتاحت لي الفرصة بأخذ الماجستير في نفس الوقت معًا، وبدرجة امتياز في وقت قصير، وعرضهم علي للنضمام إليهم. عرضت عليَ أكثر من 10 شركات كبرى عالمية للعمل فورًا بعد انتهائي من الدراسة، وبعد تفكير عميق تم موافقتي لعرض شركة Intel Corporation للعمل as a Software Engineer لأنها الأكثر علاقة بموضوع الماجستير الخاص بي، وأنا متأكدة من أنه يمكنني إضافة شيء إليه، وإضافة الكثير إلى الشركة في مجال تخرجي. - ما الهدف الذين تسعين إليه؟ أسعى لوضع المصريين في القمة بين العالم وخصوصًا أمريكا، وأثبت للعالم أن المصريين بإمكانهم التقدم في الكثير من المجالات والعلم والرقي بالتكنولوجيا بين كافة المجالات وأن المصريين لايعرفوا المستحيل وأن العقل المصري من العقول المتفوقة والأعلى على مستوى العالم، وأحمل الكثير من الأحلام التي لم أحققها بعد. كما أني أحلم بنجاح مصر وتقدمها ورفع مستوها وأن أكون من أسباب إدراجها بين الدول المتقدمة وليست النامية بين دول العالم الحديث، لأن مصر تستحق أكثر من ذلك والمصريين في تقدم داخل وخارج البلاد ودائمًا يسعون إلى رفع اسم مصر عاليًا بين دول العالم، وأسعى لتحفيز الفتيات لطلب العلم بكل المجالات حتى بالمجالات التي تُوصف بأنها "ذكورية".