كل من يعرفها يؤكد أنها فتاة ذكية وطموح منذ الصغر.. لاتطيق الحياة بلا هدف وتسعي لتحقيقه مهما كانت الصعوبات .. ورغم أنها أحبت الرسم منذ نعومة أظافرها وباتت لا تقدر علي الابتعاد عن خربشات القلم الرصاص وإبداعات الفرشاة والألوان، إلا أنها تؤكد أن والدها لواء الشرطة الكبير هو الذي شجعها علي الالتحاق بكلية الألسن. وساعدتها إجادتها لأكثر من لغة للاتجاه للعمل الحر بعد رفضها إغراءات مسئولي القنوات الفضائية للعمل مذيعة، واختارت العمل في مجالات السياحة والتسويق العقاري، ومع قناعتها أنها لن تضيف لها الكثير، استثمرت وقتها في الدراسة وحصدت الثمار بحصولها علي دبلومة في الإنثربولوجيا السياسية والاجتماعية، وهي التي أهلتها للحصول علي ماجستير في اللغة الأفريقية (الهوسا) من معهد البحوث والدراسات الأفريقية – جامعة القاهرة، كما أنها نجحت بروح التحدي بعد انتهائها من فعاليات دورتها الهامة "استراتيجية أمن قومي" من أكاديمية ناصر العسكرية في الفوز بمنصب مديرة العلاقات العامة للمكتب الإعلامي بالمركز المصري للبحوث والدراسات الأمنية.. إنها الطموحة دينا محمد سيد عبد اللطيف التي تحقق نجاحا يستحق التسجيل في نهج الإنجاز والعطاء.. لا يكفي أن تحس بالميل نحو حقل ما لم تكن في يوم من الأيام أحد المميزين فيه وربما اسم من الأسماء اللامعة في رحابه، وإنما الميل لا يعدو كونه بطاقة العبور نحو عوالم إبداعية تتطلب الصبر والاجتهاد والحلم بالتميز والبحث عن سبل ترك بصمة دالة عليك.. كلمات تنطبق تماما علي تجربة دينا في عوالم كثيرة مبهرة.. تجربة وُلدت من رحم محاولات متأرجحة بين النجاح والغوص نحو الإبداع، لكنها اليوم بدأت تضع خطواتها الأولي علي طريق البحث عن التميز في نهاية المطاف.. بهذه الكلمات بدأت دينا حديثها وأكملت وقالت: منذ صغري وأنا أحب الرسم بقلم الرصاص والألوان كثيرا، وكان لديّ بعض المحاولات في الرسم علي الورق، ومع مرور الزمن وجدت نفسي أبدع في ممارسة هواية طالما أحببتها حتي وقتنا هذا خصوصا في رسم الوجوه بخربشات القلم وفرشاة الألوان الزيتية، وبجانب تفوقي في الرسم تفوقت في كل مراحل تعليمي والتحقت بعد الثانوية العامة بكلية الألسن – جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، وتباعا كان هناك من يرصد نجاحاتي بالكلية، وفي السنة الأخيرة سعي كثيرون بالمجال الإعلامي لإقناعي بالعمل مذيعة في برامج المرأة والسياحة. وتكمل دينا وتقول: إلا أن طموحي ظل يدفعني للبحث عن مجال عمل مختلف له مذاق آخر في النجاحات، ولذا اخترت مناخ العمل الحر في عدة مجالات منها الإرشاد السياحي والتسويق العقاري، والتدريس والترجمة. لكني اقتنعت أن كلها لن تضيف لي مكانة متميزة. واستثمرت وقتي في الفوز بقسط وافر وجديد في بحر العلم وحصلت علي دبلومة في الأنثربولوجيا السياسية والاجتماعية وهي ما أهلتني علي للحصول علي رسالة الماجستير في اللغة الأفريقية (الهوسا) من معهد البحوث والدراسات الأفريقية من جامعة القاهرة. وتتذكر دينا نشأتها وتقول: إنها تدين لوالدتها الإعلامية (ست الحبايب) ووالدها لواء الشرطة الكبير محمد سيد عبداللطيف بكل الفضل في تربيتها مع شقيقيها علي القيم والأخلاق والتفوق في الدراسة والعمل وأصبح كلاهما ضابطي شرطة أحدهما بمباحث الوزارة والآخر ضابط طبيب وزارة الداخلية.. وأضافت دينا: أنه بالرغم من كون والدها أحد أبطال مصر وأفريقيا في المصارعة الحرة ومشهور عنه الصرامة والانضباط إلا أنه كان أيضا رقيقا ولطيفا في معاملتي لكوني ابنته الوحيدة، وبالفعل تأثرت بتربيته الدينية المبنية علي غرس القيم النبيلة بداخلي التي من خلالها عشقت تقديم أجمل معاني الوفاء والعطاء في مضمار حياتي. والشيء اللافت عند دينا أنها قررت الاستفادة من كون مصر الجديدة أصبحت واحة إعمار وتنمية حقيقية، ولذا سارعت مع قرب انتهائها من حضور دورتها الهامة بعنوان استراتيجية أمن قومي من أكاديمية ناصر العسكرية .. قامت باستكمال دراستها للحقوق التي حققت فيها تميزا ملحوظا في التقديرات السنوية بخلاف أن لديها أمنيات وثقة بحصولها علي درجة الامتياز في ليسانس الحقوق الذي ستخوض غماره بعد انتهائها من دراستها الحالية للسنة الثالثة بكلية الحقوق جامعة القاهرة. ولا يخفي علي أحد أن كفاءة دينا وتركيزها الشديد في حياتها.. كان جواز مرورها للعمل مديرة للعلاقات العامة للمكتب الإعلامي للمركز المصري للبحوث والدراسات الأمنية تحت رئاسة اللواء الكبير الخبير الأمني عبدالحميد خيرت نائب رئيس جهاز أمن الدولة السابق.. ومازالت أيضا لا تتوقف عن حصاد الثمار من إبحارها في دراسة مادة المهارات القانونية، والقانون الدولي خاصة أن علاقة المجتمع اليوم للقوانين تعيش حالة من التصادم والأزمات والتباينات في المصالح والأفكار.. الأمر الذي أوجب وجود معايير ومبادئ لتنظيم السلوك الاجتماعي.. والحفاظ علي الحقوق المشروعة لكل فرد بهدف إقامة العدل والاستقرار.. وهي لا تنكر جهود خطيبها رامي الجندي رئيس مباحث مرسي علم في تحفيزها المستمر لاستيعاب كل ما يتعلق بدراستها للقانون بروح الحب، وبالفعل حصدت ثمارا أخري من التفوق لا تقارن.. ودينا عاشقة للرياضة والموسيقي وخصوصا العزف علي البيانو.. وكتابة المقالات الاجتماعية خصوصا الساخرة.. وبالنسبة للموضة فهي تحب الموضات الكلاسيك الشيك التي تحفظ وقار المرأة وتعشق الألوان الأبيض والكحلي.. وفي ذات الوقت هي ترفض موضات الشباب الصارخة مثل البنطلونات الممزقة وبها (رقعة).. كما أنها ليست من أنصار وضع الماكياج إلا في حالة الضرورة حيث الطبيعة أجمل في كل شيء.. وأكدت دينا أنها طباخة ماهرة وأكلاتها مميزة في كل الأصناف.. وتفصح أيضا عن عشقها لقراءة أعمال إحسان عبدالقدوس ونجيب محفوظ.. توفيق الحكيم.. وتختتم حديثها بإيمانها بالحكمة قائلة (أهلك لا تهلك).