قبل أن تكون أستاذة أمراض النساء وطب المجتمع الدكتورة حنان لبيب، طبيبة ناجحة، فإنها شخصية اجتماعية دؤوبة سجلت تجربتها في البحث وقراءة كل ما يتعلق بعالم الطب وتقنياته الحديثة في مذكراتها بعنوان "رأيت كفاحي"، ونتيجة تفوقها في البحث والدراسة حظيت بدخولها كلية الطب جامعة عين شمس، واستمرت تحصد أعلي الدرجات العلمية في الدبلوم والماجستير والدكتوراه ونهلت الكثير من العلوم والمعارف الحديثة، فأضحت طبيبة متميزة زاولت مهنتها لأكثر من 20 عاماً. ومن خلال كفاءتها بعد حصولها علي دبلوم جودة من كندا، سارع مسئولو مستشفي الملك خالد بجامعة الملك سعود، بالتعاقد معها وها هي قد عادت لمصر بعد انتهاء إعارتها إلي السعودية، وتستعد لاستكمال رسالتها الإنسانية العظيمة وكتابة سطور جديدة في موكب التقدم العلمي في مجال الطب. تعود الدكتورة حنان بذاكرتها إلي حقبة الستينيات وتتذكر كيف رسمت لنفسها نافذة تطل منها علي عالم التفوق في دراستها، وكانت تطمح في الغوص في كل ما له علاقة بعالم الطب والتقنيات الحديثة في كل مجالاته، والفوز بثقافة علمية اجتماعية ذات فائدة للجميع كالخبز والماء والهواء. وكان لطفولتها وأجواء محيطها الذي عاشت فيه مع والدها خبير اللغة العربية ووالدتها المدير العام بوزارة الثقافة وأشقائها التأثير العميق في الإحساس بالألفة والمحبة في حياتها، واكتسبت من هذه الأجواء مهارة الاجتهاد والنجاح، ما أهلها للنجاح في كل مراحلها الدراسية وحصولها علي الثانوية العامة بتفوق ودخولها كلية الطب، وبعد تخرجها استمرت في حصاد الدرجات العلمية منها دبلوم في أمراض النساء والولادة وكانت الأولي علي الدفعة في أبريل 2006، ثم ماجستير في نفس المجال ثم الزمالة والدكتوراه في طب الأسرة، بالإضافة لحصولها علي دبلوم جودة من كندا وكان لتفوقها خلال فترة عملها بمستشفيات الدمرداش التابعة لكلية الطب الفضل في اختيارها للعمل بمستشفي الملك خالد التابعة لجامعة الملك سعود بن عبدالعزيز في السعودية. وتجيب الدكتورة حنان عقب عودتها لمزاولة عملها في مصر عن الفارق بين طب الأمس وطب اليوم وتقول: الفارق شاسع وسأتحدث عن ثلاث مراحل أولها كان الطب الشعبي شائعا، وهناك مرضي استفادوا من معطيات هذا النوع من العلاج البدائي الذي يعتمد علي الأدوية الشعبية سواء شرب الأدوية المكونة من الأعشاب أو العلاج بالكي أو التجبير المحلي.. أما الثانية فهي بدايات الطب الحديث حيث كانت الوصفات الطبية لا تتعدي الحبوب والحقن والجراحات البدائية أما المرحلة الثالثة وأعني طب اليوم فقد أصبح حديثا في تقنياته وأسلوب تقديمه مدعما بالمعرفة ومتفرعا إلي تخصصات دقيقة ومعقدة ومقننا بالمعايير الدولية التي تضبط تقديم الخدمة الطبية. وتري أن مصر ستستكمل تميزها الطبي في التخصصات النادرة والفرعية والدقيقة في المجال الصحي والطبي، حيث إن هناك أعداداً كبيرة من الأطباء الذين مازالوا يدرسون في التخصصات النادرة وسيعودون قريباً ليلبوا نداء الوطن في تلك التخصصات الدقيقة ومنها أمراض القلب والعظام وجراحة الأطفال والعيون والأشعة وأمراض الدم والتخصصات النوعية في الجراحة والأمراض الباطنة بفروعها المختلفة والتخصصات النادرة في أمراض النساء والولادة، لافتة إلي أن مهنة الطب تعتمد بدرجة كبيرة علي الثقة بين المريض وطبيبه. وتشير إلي أنها تعشق الفخامة في عالم الموضة خصوصاً في البدل أو التايورات الحشمة والبنطلونات الواسعة، ولا تميل للموضات الأوروبية القصيرة أو العارية بل تميل في اختيارات البدل أو التايورات الجديدة لسطوة اللون الأسود إلي جانب الأبيض والكحلي، وبالنسبة للماكياج فهي تتبع أسلوبا أنيقا وكلاسيكياً خالياً من العيوب وتميل للماكياج البسيط. ورغم انشغالها الدائم، تقتنص الوقت لزيارة حبيب عمرها "المطبخ" فهي تعشق تحضير مختلف الأصناف لمدة أسبوع كامل يتم تنفيذها يومياً حسب طلب أولادها وتشير إلي أن هناك أشياء كثيرة تشعرها بالسعادة علي المستوي الشخصي، حيث تقول: سعادتي تكمن في العطاء والتخفيف من معاناة كل متألم أستطيع أن أساعده، أما علي المستوي العائلي فسعادتي مقترنة بنجاح أفراد عائلتي بدءاً من زوجي الدكتور حسام الدين حسن المدير الطبي واستشاري طب الطوارئ في مستشفي الملك خالد بالسعودية، وأبنائي هايدي ونادين وكلاهما في كلية الطب ويوسف ومازن، وتقول إن عائلتها هي حياتها وسعادتها ومستقبلها. وبعيداً عن أنها تقول إن العمل مفتاح النجاح وأجمل شيء في الدنيا أن نعمل بإخلاص إلا أنها تؤمن بالمثل القائل "وراء كل امرأة ناجحة رجل واعِ وذواق" في إشارة إلي زوجها الذي دعمها طوال مشوارها العلمي، الذي حصلت فيه علي شهادات تفوق وأوسمة من الجامعة والمراكز العلمية وتعتبر أهم وسام حصلت عليه حصولها علي لقب سفيرة المبادرات الإنسانية لطب النساء والمجتمع في الرياض بالسعودية.