واقعية فكرها الهندسي حملتها إلي عالم الإبداع منذ دخولها كلية الهندسة بجامعة عين شمس، وتربعها علي عرش دفعتها بقسم الهندسة المدنية، ورغم أنها تميل للهدوء كانت تنبض بالنجاح والتحدي وتحلم بالتفرُّد، لذا فهي تؤكد حتي الآن أن أحلامها بلا نهاية، إنها وكيلة كلية الهندسة بجامعة عين شمس الدكتورة إيمان العزيزي، التي خاضت معركة الحياة العملية في كلية الهندسة، وتباعاً حصلت علي درجة الماجستير ثم الدكتوراه بامتياز من جامعة "برونو" التشيكية وتخطت صعوبات المواقع التي تولت إدارتها سواء كوكيلة لكلية الهندسة لخدمة المجتمع أو وكيلة لشئون التعليم والطلاب بالكلية. هذا بخلاف أن كل مؤلفاتها كانت بمثابة البوصلة التي سار علي هديها الدارسون والمهتمون بالعلوم والمجالات الهندسية، وباتت إيمان العزيزي صاحبة تجربة واقعية جعلت منها شخصية تستحق الثناء والافتخار، لما وصلت إليه من تطوير علومها وذاتها. تقول الدكتورة إيمان: الذكريات بالنسبة لي هي أصعب الأشياء، لأنها الأكثر تأثيراً في النفس، وأحيانا تقترن استعادتها بروعة الأشياء التي تربيت عليها وتعلمتها من والديها، حيث اكتسبت منهما صفات "الشراقوة" بحكم أن مسقط رأسي في مدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية، ومن هذه الصفات الكرم والعطاء بلا حدود وحب الخير والتسامح، وحتي خلال إقامتنا في القاهرة بحي "مصر الجديدة" كان تشجيعهما لي لا يتوقف حتي حصلت علي شهاداتي الدراسية بتفوق وآخرها الثانوية العامة واخترت دخول كلية الهندسة جامعة عين شمس، ونظرا لعشقي لهذا المجال حصلت علي البكالوريوس بدرجة امتياز وكنت الثانية علي دفعتي، وبعدها تم تعييني معيدة بقسم الهندسة المدنية "ري وهيدروليكا". تتابع: تزوجتُ من زميلي الدكتور محمد طه الذي يشغل حالياً منصب أستاذ ميكانيكا التربة والأساسات بكلية الهندسة، لافتة إلي أنه صاحب الفضل الكبير في تشجيعها والوقوف بجانبها في مشوارها التعليمي حتي حصلت علي درجة الماجستير ثم درجة الدكتوراه من جامعة "برونو التكنيكية" في جمهورية التشيك، وبعد عودتها لمصر تمت ترقيتها مرتين حتي وصلت لدرجة أستاذ مساعد ثم درجة أستاذ في قسم "ري وهيدروليكا"، وبخلاف تبوئها منصب وكيلة كلية الهندسة لخدمة المجتمع والبيئة تولت بعدها أيضاً مركز وكيل الكلية لشئون التعليم والطلاب مؤكدة: "سر نجاحي هو إيماني بضرورة الصبر علي قسوة الحياة ومتاعبها". وتستمر في الإشارة إلي أن الحياة منحتها الكثير.. أعطتها زوجها المعروف بالحكمة ورزانة العقل وإبنتيها الكبيرة الدكتورة "رنا" خريجة كلية الطب والصغري "يارا" خريجة كلية الهندسة، والابن "كريم" الطالب بكلية الهندسة في الجامعة الأمريكية، وفوق كل هؤلاء الحفيدة الجميلة "تاليا". وتؤكد أنهم جميعا يمثلون لها "حياة الحياة" وبدورها أعطتهم جميعاً العمر الجميل. ولا تخفي الدكتورة إيمان أنها طباخة ماهرة وتصنع الطعام بنفسها لأن هذا – حسبما تقول - يمنح الأكل مذاقاً خاصاً، مؤكدة أنها تجيد صنع أطيب وأشهي الأطباق، لكنها لا تعد الطعام في أغلب الأحيان لانشغالها في عملها الأكاديمي. أما الأناقة بالنسبة لها فتعني الاحتشام وليس العري، وتقول: كلما تقدمت السيدة أو علا شأنها ومكانتها في العمل عليها أن تدرك أن الأناقة بإطلالات عصرية متميزة بالفساتين أو التايورات البسيطة المحتشمة مستواها رفيع ورائع، وتؤكد أيضا أنها لا تستغني عن اللون الأحمر في مجموعات ملابسها، لأنه لون صعب استعماله ولا يليق إلا إذا كان مدروسا جيداً، وهو لون نادر ويليق بالعديد من المناسبات، بخلاف أنه لون يعلِّم الاتيكيت، إلي جانب عشقها لألوان أخري مثل الأصفر والأزرق والأخضر والجنزاري، في حين تقول إنها تفضل الماكياج الخفيف. في نهاية حديثها قالت إن لها مؤلفات عِدة أحدثها كتاب "تقييم الأثر البيئي في المشروعات"، بالإضافة إلي العديد من البحوث التي أثرت مكتبة الكلية، وعلي الرغم من أن أمنياتها بسيطة، كما هي حياتها، إلا أنها تؤمن بأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا، ولذا استمر حصاد ثمار العطاء باختيارها عضوا باللجنة العلمية لترقية الأساتذة داخل كل الجامعات المصرية في تخصص الموارد المائية.