كل من يعرفها يؤكد أنها محظوظة فقد جمعت بين الجمال والذكاء العلمي والمستقبل المرموق كان زملاؤها بالكلية يعتقدون عندما رأوها لأول مرة أنها لن تتحمل طويلا الدراسة الشاقة بكلية علمية.. وظهرت نتيجة الامتحان ونجحت بدرجة الامتياز في أصعب كلية عملية علي الإطلاق.. وها هي بعد حصولها علي درجتي الماجستير والدكتوراه تعتبر أحد حراس قلعة الكيمياء الحيوية لامتلاكها مدرسة علمية قوية مختصة في هذا المجال تضم كبار الباحثين، بالإضافة لتمتعها برؤية ومصداقية علمية أهلتها لأن تكون المُقرِّر الأول للجان العلمية الدائمة لترقية مختلف كوادر أساتذة الجامعات بكليات الطب والصيدلة والعلوم والطب البيطري.. إنها الدكتورة شادية عبدالحميد فتحي أستاذة الكيمياء الحيوية بكلية العلوم جامعة عين شمس. الموهبة الإبداعية في مختلف المجالات خصوصا العلمية لا تأتي صدفة أو عن طريق الوراثة بل ترتبط في الغالب بالمؤثرات المكانية والبشرية، وهذا ما أشارت إليه الدكتورة شادية مؤكدة أن الفضل يرجع في تربيتها وتفوقها لوالدتها السيدة "حسنية زيدان" بعد وفاة والدها ضابط الشرطة، وتشير إلي أن ست الحبايب كانت من ضمن هوانم مصر.. جميلة وأنيقة وعضوة في حزب الوفد وجمعية الهلال الأحمر، بجانب أنها كانت من أوائل من اشترت سيارة فورد من الخارج عام 6491 ب 006 جنيه، وبها تليفون خاص. وتؤكد الدكتورة شادية أن أمها اختارت تسميتها بهذا الاسم تيمنا بعشقها للفنانة القديرة شادية التي كانت تلتقي بها مع سيدة الشاشة الراحلة فاتن حمامة خلال التصوير في إحدي فيلات صديقاتها من ولاد الذوات في منطقة الهرم. وتضيف: رغم أن أمي كانت مرتبطة لحد العشق بالعمل الاجتماعي إلا أنني لم أكن أتمتع بنفس طموحاتها حيث كانت تتمني أن تراني "وزيرة"، إلا أنني كنت شخصية منغلقة علي نفسها لكنني كنت أيضاً عاشقة للقراءة والكتابة في المجالات العلمية في سن مبكرة ولذا اخترت دخول كلية العلوم بجامعة عين شمس وتخرجت عام 1968 من قسم الكيمياء الحيوية، وحصلت علي درجتي الماجستير والدكتوراه.. وعلي الجانب الآخر فقد كان لوالدتي الفضل في تخريج شقيقي الأكبر من كلية الطب عام 1959 وبعدها هاجر لأمريكا وأصبح أستاذ تخدير مشهورا هناك، وللعلم هو الصديق "الأنتيم" للدكتور مجدي يعقوب.. وشقيقي الآخر كان ضابطا ولكنه انتقل إلي رحمة الله. وحول اهتمامها بالبعد الفلسفي لدراستها فقد نجحت في الحصول علي درجة أستاذ مساعد عام 86 نتيجة تقديمها ل 13 بحثا علميا جديدا متميزا اندمجت بها في علوم ومعارف المستقبل ومحيط البحث عن مضادات حيوية جديدة من التربة المصرية تدعم الإنتاج المصري كما حصلت د. شادية علي درجة أستاذ عام 89 نتيجة لاستمرارها في تقديم أبحاث علمية جديدة وتلاها إشرافها علي أكثر من 120 رسالة ماجستير ودكتوراه..ونشرها لما يزيد علي 160 بحثا علميا في رسالتها للتغيير نحو الأفضل، وقيامها بتحكيم عدد كبير من رسائل الماجستير والدكتوراه في جميع كليات الطب والصيدلة والعلوم في جميع الجامعات المصرية كما شرفت بالانضمام للجان العلمية الدائمة لترقية أساتذة الجامعات في الكليات التي سبق الإشارة إليها منذ عام 2001 وحتي الآن.. وكان عشقها للعمل الدؤوب هو صاحب الفضل في وصولها لوظيفة المقرر الأول لهذه اللجان العلمية المختصة بترقية أساتذة الجامعات كما أنها تفخر بامتلاكها مدرسة علمية قوية داخل كلية العلوم مختصة بدراسة الجديد في الكيمياء الحيوية وهي تضم 25 باحثا مسجلين بالدرجات العلمية المختلفة. وبروح الحب تقول إنها تعيش ببركة المولي عز وجل ودعاء والدتها رحمها الله وحب نجلها الوحيد د.صيدلي منار أبوالخير وتنعم بالسعادة معه ومع أحفادها سيف 7 سنوات ومازن 3 سنوات.. وتستكمل أيضا فرحتها بالمشاركة في الأعمال التطوعية الخيرية كعضو في جمعيات هنا وهنادي برعاية الأيتام والفقراء وجمعية دراز للمسنين بخلاف عضويتها في لجنة التكامل واللجنة الاجتماعية للرحلات بالكلية وتمتعها بصداقات جميلة مع الجميع بدءا من البواب وحتي عميد الكلية. والدكتورة شادية رياضية وسيدة مجتمع من الطراز الأول، وتطالب المرأة المصرية بأن تهتم بنفسها وبأناقتها وبكل ما يضفي عليها الجاذبية والسحر من أحمر الشفاه وأدوات الماكياج والأزياء الحديثة، ولذا تقول بالرغم من أنها محجبة لكنها تهتم بشعرها ووضع المانيكير والباديكير وتحافظ بشكل محترم علي أنوثتها وشخصيتها في محيط مجتمع الجامعة، مؤكدة: "سعادتي لا توصف بما يقولونه الجميع بأني واجهة مشرفة لكلية العلوم وآخرون يقولون بأني غلطة في كلية العلوم لكوني أذهب لعملي علي سنجة عشرة والخلاصة أني أتمتع بمزاج خاص في ارتداء ما يناسبني من أرقي الموضات لأن ذلك يضفي علي حياتي روعة وبهجة".