عشقها لوطنها ودراستها منذ الصغر، وامتشاقها سلاح العلم جعلها تتقلب في معتركات الحياة وتنهل من مشاربها معاني وقيما جميلة نجحت من خلالها في التغلغل داخل أقسام كلية الطب، وكانت نموذجا لطبيبة مصرية تحلت بالصبر والإيمان والذكاء لتحديد الهدف الذي تكافح لتصل إليه مهما كانت الظروف والعقبات.. خاصة أنها تسكنها فلسفة خاصة تحرك تفكيرها إيجابياً لصناعة التفوق في حياتها خلال دراستها لعلوم الطب الحديثة منذ أن نجح شقيقها الكبير والأب الروحي لها ولأشقائها في شطب أي معني لكلمات "لا أعرف ولا أستطيع، ومستحيل" من قاموس حياتها.. وها هي نجحت في جني الثمار وكونت عائلة ناجحة.. إنها الدكتورة سامية حمد أستاذة طب المجتمع والصحة العامة بكلية طب بنات الأزهر. تتذكر الدكتورة سامية نشأتها داخل أسرة متدينة ومترابطة بفضل والدها أحد كبار أساتذة التربية والتعليم في محافظة الشرقية، ووالدتها الحاجة فريدة السعيد ابنة عمدة "كفر أبوبري" وتقول إنها كانت تقيم معهما وباقي الأسرة المكونة من 7 بنات، وكانت أيضاً شديدة الارتباط بأشقائها وفي مرحلة الثانوية العامة وكانت من المتفوقين وضمن أوائل الثانوية علي مستوي الجمهورية، بمجموع نسبته 87 ٪ حيث كانت المجاميع وقتذاك لا تتجاوز هذه النسبة إلا قليلاً. تواصل: نظرا لأن جامعة الأزهر كانت تقبل وقتها الثانوية العامة، فقد التحقت بكلية طب بنات الأزهر، ومنذ الوهلة الأولي شهد لي أساتذتي بالتفوق والذكاء، ما دفعني للتألق والحصول علي تقدير جيد جدا مع مرتبة الشرف، وكان ترتيبي متقدماً بين أوائل دفعتي عام 1980 وعُينت نائب باطنة بمستشفي الزهراء الجامعي، وبعدها تزوجت من زميلي الدكتور سيد عبدالرحمن، وكان أيضاً من أوائل دفعته وحصل علي نيابة المسالك البولية من مستشفي الحسين الجامعي، وتدرج في السلك الجامعي، حتي وصل لدرجة أستاذ ورئيس قسم المسالك البولية بكلية الطب جامعة الأزهر. تتابع: اضطرتني ظروف الزواج والأعباء الحياتية للانتقال من قسم الباطنة إلي قسم طب المجتمع والصحة العامة، ووقتها كان شقيقي المستشار طلعت حمد يقول لي إن النجاح ليس معجزة تهبط من السماء، إنه بين يديك ابحثي عنه واحصلي عليه بالجهد والعطاء، وبالفعل نجحت في الوصول إليه، بفضل تشجيعه وتشجيع أساتذتي من الدكاترة الكبار، وحصلت علي درجة الماجستير بتقدير امتياز عام 1985 ثم الدكتوراه في طب المجتمع والصحة العامة 1989 وبعدها تدرجت في ترقياتي ووصلت لدرجة أستاذ ومستمرة في عملي الأكاديمي بكلية الطب، إلي جانب حصولي في ذات الوقت علي ماجيستير في "النساء والولادة". الدكتورة سامية تهتم أيضاً بإطلالتها الخاصة، حيث تقول إنها تعشق البساطة في كل شيء، ولذا لا تضع الماكياج سوي وقت اللزوم وبشكل بسيط ودون تكلف، وفي ملابسها تهتم باللمسة الجمالية في الموضة، فتخرج أزياؤها وأكسسوارتها من حقائب وغيرها معبرة بصورة كبيرة عن الوقار والحشمة والأناقة أيضاً. وعلي مستوي حياتها الأسرية، تؤكد سعادتها مع زوجها وابنتها الدكتورة شيماء خريجة صيدلة القاهرة، وابنها الدكتور محمد خريج صيدلة القاهرة وزوجته هبة الله، وكذلك ابنتها سلمي التي تدرس في مرحلة الامتياز بكلية طب "عين شمس"، إلي جانب الأحفاد نور وعلياء وليلي ويارا وهؤلاء في الحقيقة هن أجمل زهور حياتي وعمري.