تعد أسرة الداعية الإسلامية الدكتورة آمنة نصير الشهيرة ب "فيلسوفة الداعيات" والعميدة السابقة لكلية الدراسات الإسلامية بالإسكندرية جامعة الأزهر نموذجاً للتنوع الفكري والانفتاح علي الثقافات والحضارات.. رفضت بأن تكون بناتها الثلاث وابنها تقليديين وإنما أعطتهم الفرصة للانفتاح علي العالم والحصول علي أعلي الدرجات العلمية من مصر والخارج التقتهم "عقيدتي" وتعرفت عليهم في البداية سألنا الدكتورة آمنة نصير: هل حرصت علي أن تسلك إحدي بناتك مجال الدعوة مثلك؟. أجابت: أنا لم أمنعهن وفي نفس الوقت لم أجبرهن علي الالتحاق بالأزهر وإنما تركت لهم حرية الاختيار فكان قرارهن دراسة العلوم العصرية المدنية والتفوق فيها حتي حصلن علي الدكتوراة في تخصصاتهن وكل واحدة منهن أخذت صفة من صفاتي فمثلاً الدكتورة "ابتهال" الأستاذ بكلية الصيدلة جامعة عين شمس تعشق التدريس بالجامعة أما ابنتي الدكتورة "الشيماء" الحاصلة علي الدكتوراة في الفلسفة من الجامعة فهي عاشقة للفلسفة والتنظير مثلي حيث انني أستاذ للفلسفة الإسلامية بجامعة الأزهر وابنتي الثالثة "دعاء" عاشقة للقانون للدفاع عن الحق وتأثرت كذلك بتخصص والدها المستشار الدمرداش العقالي وكذلك أخيها المستشار الدكتور محمد الدمرداش نائب أول رئيس مجلس الدولة. وقد حصلت "دعاء" علي الدكتوراة في القانون من جامعة أدنبره وتعيش مع زوجها الدكتور محمد عبدالحي أستاذ طب العيون في بريطانيا. وكشفت الدكتورة آمنة مفاجأة انها رغم وصولها إلي منصب عميدة كلية الدراسات الإسلامية جامعة الأزهر إلا انها لم تكن أزهرية أصلاً إنما التحقت بمدارس التعليم الفرنسية رغم انها ولدتت في قرية "موشة" التابعة لمركز أسيوط. بقلب صعيد مصر إلا أن والدها كان من الأعيان وكان يحرص علي تجميع رجال الفكر والثقافة والسياسة والعلم والدين ويجعلها تجلس معهم منذ طفولتهم وتسمعهم وهم يتبادلون الأحاديث في السياسة والشئون العامة ثم التحقت بكلية البنات جامعة عين شمس وتتلمذت علي يد كبار الفلاسفة في الوطن العربي ثم بعد تخرجها التحقت بجامعة الأزهر للتدريس بها وليس للدراسة بها. وأشارت الدكتورة آمنة نصير إلي انها حرصت علي تربية بناتها الثلاث علي الحوار مع الآخر والاستناد إلي الحجة القوية وعدم الخروج عن لباقة وأدب الحوار مهما كانت سخونته وكذلك احترام كل الأديان السماوية والحضارات الإنسانية والتواصل مع أتباعها وهذا يفسر كثرة حضوري المؤتمرات العالمية وكذلك قيامي بالتدريس في الجامعات العالمية مثل جامعة "ليدن" الهولندية. قالت الدكتورة ابتهال الدمرداش العقالي: تؤمن والدتي أن كل عصر له نجومه ومستجداته ولهذا لم تمنعنا من دراسة ما نحب وأن نكون من نجوم عصرنا بمستجداته وأن ندرس ما نريد لهذا التحقت كنت بالتعليم العام والتحقن بكلية الصيدلة جامعة القاهرة وقمن بالتدريس في كلية صيدلة الأزهر للبنات في بدايتها ثم انتقلت إلي صيدلة عين شمس وحصلت منها علي درجة الدكتوراه وأقوم بالتدريس فيها حاليا. وأشارت إلي أنها ورثت من والدتها تقديس وعشق المدرج الدراسي والوقوف أمام الطلبة والطالبات والدخول معهم في مناقشة علمية؟. كما أعطتنا والدتي الحرية في الزواج بمن نحب لهذا تزوجت من الدكتور تامر أحمد إبراهيم الأستاذ بكلية طب عين شمس. أنهت الدكتورة ابتهال كلامها بالتأكيد علي أن الدكتورة آمنة تقول لها ولأخواتها:: أنا كنت بنت عصري وأنتن بنات عصركن ويمكن أن يجمع الإطار الإسلامي الجميل المتحضر كل العصور. والتقطت خيط الحديث منها الدكتورة "الشيماء" وتقول: حصلت علي الماجستير في الدراسات الإسلامية والشرق أوسطية من جامعة أدنبره وأتممت الدكتوراه بين مصر وبريطانيا وحصلت عليها من كلية آداب عين شمس وأعمل حاليا في مكتبة الإسكندرية وعشقت السلك الأكاديمي ولكن بشكل مختلف. وأشارت إلي أن والدتها غرست فيها أن الإسلام لا يكون بالدراسة في الأزهر فقط بل إن إسلامهن وتحضرهن لم ينل من أناقتهن أو عقليتهن أو جذورهن الثقافية العربية والإسلامية في داخلهن رغم سفرهن للغرب واستقرارهن به سنوات طويلة ومهما سافرنا لم نغترب عن ديننا وعقيدتنا وكذلك لا نغترب عن مستجدات عصرنا. وقد تزوجت من الدكتور محمد عبدالكريم الأستاذ بكلية الهندسة عين شمس. أما الابن الوحيد للدكتورة آمنة نصير فهو المستشار محمد الدمرداش العقالي الذي يشغل العديد من المناصب أهمها: وكيل مجلس الدولة المصري رئيس المحكمة الإدارية لجامعة الدول العربية ويعد أول مصري ينتخب لرئاسة المحكمة بعد 46 عاماً من غياب هذا المنصب عن مصر. عضو مجلس تأديب نقابة الصحفيين المستشار القانوني لوزارة التضامن الاجتماعي. عضو مجلس إدارة نادي الزهور ومحاضر في الشريعة الإسلامية ومن مؤلفات المستشار محمد الدمرداش كتاب "تنزيه القرآن عن الزيادة والنقصان" وله مقالات في العديد من الصحف وفجر خلالها العديد من القضايا الدينية والفكرية.