شخصية اجتماعية.. بشوشة.. عاشقة لعملها ومعتزة به، والجميل أنها بقدر حبها لمهنتها كطبيبة تسعي باستمرار لمعرفة كل جديد في هذا المجال، منذ تخرجها في كلية الطب جامعة عين شمس ومنذ قررت التخصص في مجال علم الأشعة، إنها استشارية الأشعة في وزارة الصحة الدكتورة سهام السعدني. كونها طبيبة مولعة بالبحث، جعلها ذلك تجيد السباحة والغوص في كل ما له علاقة بالتطور والتقنيات الحديثة في الأشعة، التي تكشف سريعاً وبدقة التشخيص والإصابة لأي مرض. المثير أن الدكتورة سهام تعشق التنفس وسط أجهزة الرنين المغناطيسي والأفلام الحساسة، لدرجة أنها أصبحت تمتلك رؤية ثاقبة في التعرف علي مكامن وسحر عالم وعلم الأشعة، ما أهلها لتكون استشارية مميزة في مجالها. أعشق السفر وأمي أعز صديقاتي في بداية حديثها قالت إنها بدأت عشق علم وطب الأشعة بعد تخرجها في كلية الطب، ودفعها ذلك للحصول علي حزمة من الدرجات العلمية منها الماجستير في الأشعة ثم الزمالة والدكتوراه في الأشعة، بالإضافة إلي حصولها علي الماجستير في إدارة المستشفيات ودبلوم جودة من الجامعة الأمريكية، وتؤكد أنها كانت دائماً تستفيد من استشارة أساتذتها الكبار، وكيفية تطوير قدرتها في مجال علم وطب الأشعة، وتقول: "لا يمكن أن أنسي فضلهم مهما طال الزمن". تتابع: منذ بداياتي الأولي في هذا المجال كنت أري أنه رسالة عظيمة، وأن الطبيب يستطيع توصيلها دون أن يكتب كلمة أو سطراً، وهي تحتاج إلي شخص يحب المهنة ويضحي من أجلها لأنها مهنة جميلة وممتعة للغاية. تواصل: لا يوجد مستشفي يقدم خدمة طبية جيدة إلا بعد تطبيق معايير الجودة التي تبدأ منذ لحظة دخول المريض وعمل ملف طبي كامل له حتي لحظة خروجه، مشيرة إلي أن هناك العملية التي تسمي في المجال الطبي ب "دورة المريض" داخل قسم الأشعة، وتلك أيضاً لها معايير جودة يجب الالتزام بها، ويليها الشيء المهم في معايير الجودة وهو مرتبط بأجهزة الأشعة، لأنها الثروة الحقيقية لأي مستشفي، لأن أسعارها باهظة، ولذا يتطلب الأمر الحفاظ عليها، وإذا حدث أي عطل فيها لابد من الرجوع للشركة المختصة لعمل الإصلاح والصيانة اللازمة. تضيف: للأشعة دور رئيسي في تشخيص الأمراض والإصابة، وساعد في ذلك التطور التكنولوجي في أجهزة الأشعة، خاصة الألمانية والأمريكية، لافتة إلي وجود مشكلة يعاني منها الوسط الطبي، وهي عشوائية توزيع مراكز الأشعة والتحاليل، حيث نجد مثلا في محافظة بأكملها مركزا واحدا للتحاليل وآخر للأشعة، بينما قد يرجع وجود مركز أشعة واحد يغطي أماكن كثيرة، إلي أن جهاز أشعة الرنين المغناطيسي غالي الثمن، ولا يتوافر في أي مكان، مؤكدة أن توزيع مراكز الأشعة يجب أن يتم حسب الخريطة الجغرافية. وبالنسبة لقناعتها بالصداقة تقول إن إيجاد الصداقات من أصعب الأمور، فقد دخلنا في الزمن المادي الرديء، وهذه الماديات هي التي تقتل الجوانب الروحانية والرومانسية في الإنسان، فتبني العلاقات علي أساس المنفعة، لكنني أؤكد أن الصداقة ثروتي الأساسية في الحياة، لذا لا أفرِّط في أصدقائي مطلقاً، وأقرب أصدقائي إلي نفسي هي أمي وشقيقي وإعلامية اسمها صفاء البحار. ويحتل السفر جانباً كبيراً في حياة الدكتورة سهام، حيث تقول: يقال إن في السفر سبع فوائد، لكنني أري فيه مالا نهاية من الفوائد، فإلي جانب ما يتيحه السفر من اكتساب أصدقاء جدد، فإن العين التي تجدد ما تراه تؤدي إلي تجديد الروح، لذا السفر بالنسبة لي شيء في غاية الأهمية، خاصة أنني مولودة في ألمانيا حين كان والدي هناك للحصول علي درجة الدكتوراه. ولا تخفي الدكتورة سهام سعادتها بجلوسها بعد ممارستها لرياضة التنس وركوب الدراجات في نادي الشمس وأداء تمارين الرشاقة البدنية وسط أسرتها مع ابنها الذي يعمل مهندسا للبترول وابنتها الطالبة في المدرسة البريطانية، وهي أيضاً مبدعة وعاشقة للفن وتتمني أن تصبح مهندسة ديكور، هذا بالإضافة إلي ست الحبايب التي تجمعهم وتطلع علي أفكارهم وآرائهم وتتحاور معهم بشأن قضايا وموضوعات مجتمعية مختلفة. في نهاية حديثها، قالت سهام السعدني إنها تتمني في حياتها ألا يسقط سقف بيت الأماني علي من يعيشون تحته، مؤكدة أنها ستظل مؤمنة بالحكمة التي تقول "العمل مفتاح النجاح وأجمل شيء في الدنيا أن نعمل بإخلاص".