طموحها لا يتوقف، تمتزج الرؤية السديدة مع الفكرة الجديدة بأسلوب علمي قانوني، لتخرج بنظريات مميزة.. إنها المحامية جهاد محمد السعيد التي حصلت علي ليسانس الحقوق "إنجليزي" بتقدير جيد جدا، وكان هذا دافعا لتفوقها وحصولها علي دبلومة من جامعة فوردهام الأمريكية في نظام الأنجلوسكسوني ثم درجة الماجستير بتقدير امتياز من جامعة لندن الملكية واستمرت تكسب أرضا علي حساب تميزها بعد اختيارها للعمل باحثة قانونية في محكمتي العدل الدولية ثم الجنائية في لاهاي بهولندا بالإضافة لسلك التدريس بالجامعة البريطانية في مصر، وها هي تعمل أيضا في كبري مكاتب المحاماة الأجنبية في مصر، لتؤكد الدور المهم للمحامي وحاجة المجتمع للثقافة القانونية، وأن باستطاعة المرأة إنجاز كل ما يؤكد جدارتها وقدرتها علي تحقيق المزيد من النجاح. الطموح والأمل ركيزتان أساسيتان لأي نجاحات وخلق روح إبداعية فيه وفي هذا الإطار تقول جهاد السعيد إن التميز أو الإبداع روح حين تسود المكان تبرز فيه خلقا جديدا قادرا علي التغير والتجدد، وتتواصل جهاد في هذا السياق وتقول إنها مؤمنة منذ الصغر بأن المثقف الحقيقي هو الذي يلامس أوجاع أمته ويسعي جاهدا لإزالتها وأن يكون بوصلة توجه الرأي العام، ولذا اختارت دخول كلية الحقوق رغم حصولها علي الثانوية العامة بمجموع 79٪ وهزمت الكثيرين بتقوفها حتي حصلت علي ليسانس الحقوق بتقدير جيد جدا عام 9002 ولا تنسي أنه كان من شواهد تفوقها برأي الجميع حولها قيامها بتأسيس مشروع اسمه "نموذج المحاكاة للأمم المتحدة" وهي في السنة الثالثة.. وكانت تشغل فيه منصب الأمين العام للمشروع الذي كان مختصا بمناقشة قضايا دولية مطروحة علي الساحة.. وهذا كان دافعا لحصولها بعد تخرجها علي دبلومة في القانون من جامعة عين شمس. وكانت جهاد تنتقل بين كل مرحلة وأخري في مسيرتها بفضل توجيهات والدها رجل الأعمال والأديب المبدع محمد محمود السعيد الذي مازال يؤكد لها أن مرحلة الابتكار في العمل هي التطور الطبيعي لمرحلة التميز التي يعيشها مجتمعنا ولهذا أشارت جهاد إلي أنها لم تتوقف عن العدو في طريق النجاحات حتي حصلت علي درجة الماجستير في القانون الدولي العام من جامعة لندن الملكية بتقدير امتياز، برسالة عنوانها "تعريف الإرهاب في الدراسات المعاصرة ووضع داعش وفقا للقانون الدولي"، وبعدها جاءت الثمار باختيارها للعمل باحثة قانونية في محكمتي العدل الدولية والجنائية في لاهاي بهولندا.. وكذلك حققت تميزا آخر بحصولها علي دبلومة في القانون في نظام الأنجلوسكسوني من جامعة "فوردهام" الأمريكية. وتضيف جهاد أنها بعد عودتها لمصر اختارها المختصون لكفاءتها للعمل في مكتب كبير للمحاماة بعد أن رصدوا تميزها خلال فترة عملها بالمجال القانوني بالبنك التجاري الدولي، ونفس الأمر تكرر وتم اختيارها للعمل ضمن هيئة التدريس في الجامعة البريطانية بالشروق، بجانب قيامها بتدريس مادة المهارات القانونية للمحامين في نقابة المحامين الأمريكية.. ويذكر أيضا أن شخصية جهاد المتميزة ونجاحاتها كانت سببا في إعجاب زميلها المحامي بالمكتب محمد عبدالدايم بها وتم زواجهما في نوفمبر 5102 في حفل بهيج جمع نخبة من المثقفين والأدباء والقانونيين والفنانين. وعن علاقة المجتمع اليوم بالقوانين تقول جهاد إن المجتمعات تعيش حالة من التصادم نتيجة الأزمات والتباينات في المصالح والأفكار لذا كان لابد من وجود معايير ومبادئ لتنظيم السلوك الاجتماعي والحفاظ علي الحقوق المشروعة لكل فرد بهدف إقامة العدل والاستقرار.. هنا تكمن أهمية القانون في تنظيم المجتمعات والحفاظ علي حرياتها وعدم الإضرار بحقوق جميع الأطراف.. ومن الضروري الجمع بين سن القوانين وغرس القيم الأخلاقية والتربوية للأفراد، لأن القانون وضع أساسا لخدمة الفرد وتنظيم حياته المعيشية، وليس لإيذائه أو التضييق عليه، لكن المشكلة تكمن في جهل الكثيرين بالقانون وعدم معرفتهم بأبسط حقوقهم مما قد يعرضهم إلي مشكلات تؤدي إلي ضياع حقوقهم.. وتكمل جهاد وتقول إن جميع القضايا مهمة بالنسبة لها فالمحامي يقدم الخدمة القانونية لموكليه في جميع القضايا.. ولكن كل قضية تحتاج إلي جهد خاص حسب ظروفها وملابساتها. وتشير جهاد إلي أنها سعيدة في حياتها الزوجية القائمة علي الاحترام المتبادل والتفاهم كما أنها تهتم بأدق التفاصيل التي تخص مظهرها الخارجي عبر متابعة خطوط الموضة والأناقة وعالم الأزياء.. وهذه الأمور تشكل جزءاً لا يتجزأ من تكوينها، ومن الطبيعي أن تهتم باختيار ملابسها خاصة أن لها ستايلها الخاص الذي يمثل شخصيتها.. ويندرج فيه عشقها للملابس الكلاسيكية بألوانها الأسود والكحلي والبيج.. وتفضل أن تكون موضات ملابسها مميزة جدا وتختارها من كل الدول التي تسافر إليها.. كما أنها لا تميل لاستخدام الماكياج إلا في حالات الضرورة لكنها تفضل أن يكون جمالها أقرب للطبيعة. وتؤكد جهاد أنها عاشقة للمطبخ وعمل كل الأكلات بمهارة، كما تعشق القراءة بشكل عام وبشكل خاص كتب جلال الدين الرومي وعبدالقادر الجيلاني ومحمد رمضان البوطي والروائي البرازيلي العالمي باولو كويهلو.. وتختتم حديثها بأن حكمتها في الحياة "الكلمة الطيبة صدقة" وابتسامتك في وجوه الناس صدقة.. وكل معروف صدقة.