"الشريفة" و"الفراشيح".. إفطار بدو السويس في رمضان

تختلف العادات المتبعة للإفطار في شهر رمضان، من مكان لآخر، ورغم اندماج التجمعات البدوية ذات الطبيعة القبلية، إلا أن ذلك لم يؤثر في عاداتهم الغذائية خلال شهر رمضان.
ويقول الشيخ محمد خضير شيخ قبيلة العمارين، التي تنتشر في قطاعات مختلفة في منطقة السخنة، إن بدو القبيلة رغم التمدن والتحضر واستبدال المنازل البسيطة بالسخنة بأخرى بالخرسانات المسلحة ومزودة بأحدث الأجهزة الترفيهية، إلا انهم لم يتخلوا عن عاداتهم في رمضان.
"التمر والقهوة العربي" يتحدث الشيخ خضير رئيس ائتلاف القبائل العربية في السيوس وجنوب سيناء، عن أول ما يتناوله أبناء القبيلة في رمضان، فالأسرة تجتمع حول المائدة جالسين على الأرض، وأمامهم طبق كبير مملوء بالبلح، ويتناولون معه القهوة العربي، وهي حبوب قهوة خضراء تحمصها السيدات على نار هادئة، مدة قليلة حتى لا تفقد مذاقها ثم يتم طحنها خفيفًا وإضافة الحبهان والزعفران عليها، وقبل دقائق من آذان المغرب توضح في أبريق نحاس على الفحم.
أما الطبق الرئيس على المادة هو "الشريفة والفراشيح" ويقول شيخ العمارين إن طبق الشريفة عبارة عن طبق مملوء بالأرز المطبوخ بجزء من شوربة لحم الغنم، ويوضح في صينية كبيرة تكفي 5 أشخاص، ثم يوضع عليها لحم الغنم.
أما الفراشيح فهو خبز رقيق تسويه النساء البدويات على صاج في أفران من الطوب، وبعد التسوية يوضع في الشوربة ثم يرفع على اللحم في الصينية، وهو آخر ما يوضح على طبق الشريفة، ويلفت خضير إلى أن ذلك ما يختلف بين الفتة المصري والطبق الأساسي لموائد البدو.
ويؤكد خضير إن البدوي لا يتناول الطعام بعد الإفطار مباشرة، وإنما ينتظر قرابة نصف ساعة بعد تناول التمر والقهوة العربي، لتستريح المعدة وتصبح مهيأة لوجبة الإفطار، ولذلك السبب يختلف أيضًا سحور البدو عن سحور أهل الحضر.
ويكتفي البدو بكوب من حليب الماعز، والجبن المصنوع من لبن الماعز، وهو خفيف عن الجبن القريش المصنوع من ألبان الابقار، وبجانب ذلك يتناول كشك عربي بالسمن المشيح.
ويصنع طبق الكشك من القمح المجروش والمُخمر في لبن رايب تعده السيدات من لبن الإبل، وتضع النساء الكشك في طبق على نار هادئة وعليه "سمن مُشيح"
واستطرد خضير أن السمن المُشيح هو سمن يٌعد من خليط من لبن الغنم ولبن الضأن، واثناء تجهيزه يوضع عليه شيح جبلي، وتساهم تلك العشبة في حفظ السمن مدة طويلة دون الحاجة إلى تبرده في ثلاجة، فضلًا عن أن الشيح يقي السمن من العفن، ويبقيه بعيدًا عن الحشرات.