بالصور- يربطون أحصنتهم ويحملونها فوق طاقتها ويستفزونها.. مسابقة غريبة "للعربجية" في الدقهلية

كمباراة كرة قدم في الساحات الشعبية، يتجمع حولها المئات لمشاهدتها أو مشاركة البعض بها، كان الحدث الأبرز اليوم الإثنين، بميدنة المنصورة، تدشين "العربجية" لمسابقة غريبة بين خيولهم، بساحة تعليم القيادة بنهاية شارع الجيش بالمدينة.
"عربة كارو مقيدة بالحبال يعتليها عدد من المواطنين لتبدأ المسابقة بضرب الحصان حتى يصل إلى درجة عالية من العصبية تمكنه من جرّها"... هكذا بدأت مسابقة "العربجية".
كان المشهد غريبًا على المارة في المنطقة والذي تجمعوا في الحدائق المقابلة للساحة، بهدف الاستمتاع بأجواء الربيع، وقضاء "شم النسيم" بين المتنزهات، ليجدوا عددًا كبيرًا من "العربجية" في الساحة المقابلة لهم، والتي تصل إلى أكثر من 10 أفدنة، استولوا عليها لتنظيم مسابقتهم الغريبة، ولا يمكن لأحد الدخول إلا بعربة يجرها حصان، ليبدأ الرهان على الحصان الأقوى.
"بنتجمع كل شم نسيم هنا وبنيجي من كل البلاد سواء في الدقهلية أو المحافظات المجاورة وبنعمل المسابقة".. كانت كلمات أحمد السعيد، صاحب عربة كارو، من منطقة سندوب التابعة لمدينة المنصورة، والذي أكد أن السباق معتاد كل عام، بتلك الساحة وصاحب الحصان الفائز يحصل على الرهان باعتباره الحصان الأقوى.
وأضاف "أحمد" أن المسابقة جمعت بين أصحاب العربات الكارو ممن يمتلكون الخيول في جرّها والمعروفين في عملهم ب"العربجية"، ويتجمعون في الساحة ويبدأ كل متسابق في جلب حصانه وربط العربة بالحبال من كافة الاتجاهات، ويعتلي بعض الأشخاص العربة، ويبدأ صاحبه في ضرب الحصان من القدم والبطن بواسطة "كرباج" من أجل إثارته، وإيصاله لدرجة كبيرة من العصبية، تجعله ذو عزم كبير يستطيع معه جر العربة وهي مربوطة بما عليها.
وأشار إلى أن السباق أشبه بما يُقام في الشرقية من سباق الهجن، والذي يتنافس فيه البدو، ولكن هذا السباق للفلاحين يأتي أصحاب العربات بأحصنتهم، ويتجمّع أبناءهم ونساءهم في الحدائق المجاورة للاستمتاع بالربيع وتناول الأطعمة فيما يتجمع الرجال في تلك الساحة لإجراء المسابقة.
في السياق ذاته نفى مصدر بحي غرب المنصورة، معرفته بالسباق الذي يجري، مشيرًا إلى أن قطعة الأرض ليست من أملاك الحي، ولم يحصل القائمين على تلك المسابقة على أي موافقات بشأن إقامتها.
وأضاف المصدر، الذي رفض نشر اسه، في تصريحات خاصة ل"مصراوي" أن المعروف أن العربجية يتجمعون كل عام في تلك القطعة، لركن عرباتهم الذين يأتون بها من كل ناحية، ويفترشون الحدائق العامة بطول شارع الجيش، لكن عن إقامتهم مسابقة غريبة كهذه فليس لدينا علم بذلك.