في زيارة رسمية تاريخية، توجه العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، مساء اليوم، إلى العاصمة موسكو، تلبية لدعوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لتصبح أول زيارة لملك سعودي لروسيا منذ 90 عامًا. ومن المقرر أن يلتقي العاهل السعودي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لبحث قضايا المنطقة وعلى رأسها الأزمة السورية، كما أنه من المقرر أيضًا أن يعقد بالعاصمة الروسية منتدى استثماري مشترك لروسيا والسعودية في الخامس من أكتوبر، بالإضافة إلى إقامة "أسبوع الثقافة السعودية". كما يناقش الملك سمان مع بوتين أثناء الزيارة التعاون العسكري، الذي أكد بيان صادر عن "الكرملين" أهميته في أجندة اللقاء. وتشمل الزيارة تعاونًا اقتصاديًا بين البلدين، حيث تشهد توقيع على عدد من الاتفاقيات الاقتصادية المهمة. ووفقا لوكالة الأنباء السعودية "واس"، فإن الوفد الرسمي المرافق للملك يضم وزراء التجارة والخارجية والطاقة والبيئة والثقافة وعددا كبيرا من المسؤولين. ووفقاً لتقرير نشرته قناة "روسيا اليوم" على موقعها الإلكتروني، فإن الزيارات المتبادلة لمسؤولي البلدين أثمرت في تعزيز التعاون، وخاصة بعد زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في العام 2015 لروسيا، فقد أعطت دفعة قوية للعلاقات. وتمتد العلاقات "السعودية – الروسية" إلى الحقبة السوفيتية، حيث كان الاتحاد السوفيتي الدولة الأولى "غير العربية"، التي اعترفت في عام 1926 بالمملكة ك"دولة مستقلة"، واستمرت العلاقات بين البلدين منذ ذلك التاريخ، ولم تتغير بعد تفكك الاتحاد السوفيتي. أهمية الزيارة في حديثه حول أهداف الزيارة وأهميتها، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، إن موسكو تولي أهمية كبير لمواصلة تنسيق الجهود مع الرياض لتخفيض إنتاج النفط. اعتبر "لافروف" أن زيارة الملك سلمان لموسكو ستساهم في استقرار منطقة الشرق الأوسط، مؤكدًا أنها تشكل انعطافة حقيقية في علاقات البلدين، وتنقل التعاون إلى مستوى جديد، بحسب صحيفة "الشرق الأوسط". كما أشار إلى تواصل الحوار السياسي على أرفع المستويات بين المملكة وروسيا -بعيداً عن الأضواء- إذ يعمل الجانبان على تكثيف الجهود الرامية إلى تعزيز أواصر التعاون التجاري والروابط الإنسانية المشتركة، وفق تعبيره. وقال لافروف "أما بالنسبة إلى الأزمات الإقليمية الراهنة فيرى البلدان أنه لا بديل فعليًا عن الحلول المستدامة والدائمة من خلال فقط الوسائل السياسية والدبلوماسية عبر الحوار الوطني الشامل والقائم على أسس راسخة ومتينة من القانون الدولي". ومن جانبه، قال وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، الذي وصف الزيارة بال"تاريخية"، إن موسكووالرياض تعملان بشكل وثيق في مجال مكافحة الإرهاب، ولديهما موقف متشابه من المشاكل الإقليمية والدولية. وأكد الجبير أن السعودية وروسيا لديهما رؤية متشابهة للمشاكل والتحديات الموجودة في المنطقة والعالم، كما يؤيدان إنشاء دولة فلسطينية في حدود عام 1967 وعاصمتها القدسالشرقية. وأشار الجبير إلى أن البلدين يأملان أيضًا بتسوية الأزمة اليمنية على أساس قرار 2216، ويسعيان إلى تسوية سلمية للنزاع في سوريا على أساس بيان جنيف وقرار 2254 للأمم المتحدة. وفيما يتعلق بالتعاون الاقتصادي بين البلدين، قال ألكسندر نوفاك وزير الطاقة الروسي، إنه أثناء زيارة ملك السعودية لروسيا سيتم توقيع اتفاقيات استثمار تزيد قيمتها عن 3 مليارات دولار. وبحسب تصريحات وزير الطاقة، فإن الاتفاقيات ستتضمن صفقة بقيمة 1.1 مليار دولار تقوم شركة البتروكيماويات الروسية سيبور بموجبها ببناء مصنع في السعودية. وأضاف نوفاك، أن صندوق استثمار مشتركا بين البلدين سيستثمر 150 مليون دولار في شركة خدمات الحقول النفطية الخاصة الروسية يوراسيا دريلنج ليمتد. وأكدت صحيفة "سبق" السعودية، أن الصندوق الجديد سيتخصص في الاستثمار بمشاريع للطاقة، وتحديدا في الخدمات النفطية، كما أنه من المخطط أن تمنح شركة "أرامكو" الشركات الروسية في إطاره عقود خدمات وتوريد معدات. وكانت المملكة وروسيا أطلقتا بعد زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى روسيا في عام 2015، صندوقا استثماريا مشتركا بقيمة 10 مليارات دولار لتمويل مشاريع مختلفة في روسيا. وأثمرت هذه الشراكة، بحسب ما أعلنه كيريل دميترييف رئيس صندوق الاستثمارات المباشرة الروسي عن 9 صفقات استثمارية تبلغ قيمتها مليار دولار، سيعلن عنها خلال زيارة خادم الحرمين الشريفين.