قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن مجموعة العشرين المنعقدة في هامبورج ستدعو إلى تجارة "حرة ونزيهة "، في تحرك يستهدف استيعاب مطالب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن التجارة. وقالت ميركل التي تترأس قمة هامبورج لمجموعة العشرين، إن أغلب القادة الحاضرين يعتقدون أننا بحاجة إلى تجارة حرة ونزيهة أيضا. يذكر أن ترامب جعل الدعوة إلى تجارة "حرة ونزيهة" جزءا أساسيا من حملته الانتخابية ورئاسته للولايات المتحدة حيث يرى أن بعض عناصر التجارة العالمية تترك الكثير جدا من الناس دون الحصول على الفائدة المناسبة منها. لكن اللغة التي يستخدمها الرئيس الأمريكي تزعج مؤيدي التجارة الحرة الذين لا يحبون التلميحات بأن تحركهم نحو فتح الأسواق هو بشكل ما تحرك غير نزيه. كما أن هناك مخاوف من أن يكون أي تحرك أقل من التحرير الكامل للتجارة العالمية سيكون شفرة ذكية لغلق بعض الأسواق. من ناحيته دعا الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الجمعة، مجموعة الدول العشرين الكبرى "جي20" إلى معارضة "القيود التجارية والمالية غير القانونية والمتحيزة سياسيا"، وذلك على هامش قمة المجموعة التي انطلقت فعالياتها اليوم في مدينة هامبورج الألمانية. وتواجه روسيا منذ ثلاث سنوات عقوبات فرضتها عليها القوى الغربية ومن بينها الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة وذلك في أعقاب ضم روسيا جزءا من أوكرانيا المجاورة. ولم يشر بوتين إلى العقوبات بشكل مباشر أثناء حديثه بشكل عام عن مشكلة الرقابة على التجارة. وقال بوتين، في اجتماع مع زعماء ما يعرف بمجموعة القوى الاقتصادية الصاعدة "بريكس" (البرازيلوروسيا والهند والصين وجنوب افريقيا): "إننا نعارض الحمائية التي تنتشر في العالم". وأضاف بوتين، وفقا لنص نشر على موقع الكرملين على الانترنت: "يجب ان تحافظ مجموعة العشرين بقوة على مبادئ التجارة متعددة الأطراف المفتوحة والمتكافئة ذات المنفعة المتبادلة على النحو المنصوص عليه في القواعد العالمية لمنظمة التجارة العالمية". وقال بيان مشترك لمجموعة البريكس إن قادة المجموعة يؤيدون هذا الشعور من أجل إقامة "نظام تجاري متعدد الأطراف يتسم بالانفتاح والشمول"، بشكل أكبر. من ناحية أخرى ، أعرب الاتحاد الأوروبي عن قلقه إزاء محاولات فرض قيود على التجارة، دون أن يذكر الولاياتالمتحدة بالاسم. وحذر رئيس المفوضية الأوروبية جان-كلود يونكر في وقت سابق اليوم الجمعة، من إمكانية نشوب حرب تجارية مع الولاياتالمتحدة حال إغلاق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أسواق بلاده أمام شركات الصلب الأوروبية. وقال يونكر:"نحن أمام موقف معاد على نحو متزايد ". واستطرد: "أريد أن أخبرهم بأننا سنتخذ إجراءات مضادة في غضون أيام قليلة. الحمائية طريق غير سليم على الإطلاق". كان ترامب قد أصدر أمرًا في أبريل الماضي بالتحقيق في محاولات البلدان المصدرة للصلب لإغراق أسواق الولاياتالمتحدة بالمنتجات الرخيصة، وما إذا كانت واردات الصلب من الاتحاد الأوروبي تشكل خطرا على الأمن القومي الأمريكي. ويأتي النزاع على خلفية سياسة "أمريكا أولا" التي يتبعها ترامب. وتعرض هذه السياسة القائمة على الانعزال الاقتصادي التوافق بين الدول الاقتصادية الكبرى للخطر.