فى الوقت الذى يستعد فيه قادة دول وحكومات مجموعة العشرين مطلع يوليو المقبل لمناقشة العديد من القضايا التجارية خلال القمة التى تعقد فى هامبورج بألمانيا، لغى وزير التجارة الأمريكى ويلبور روس زيارته لبرلين فى اللحظة الأخيرة، حسبما أعلنت وزارة الاقتصاد الألمانية اليوم الثلاثاء. وبحسب بيانات الوزارة ألغى روس زيارته فى ساعة متأخرة من، مساء الإثنين، بسبب موعد مفاجئ مع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب. وقبل نحو أسبوع ونصف على عقد قمة مجموعة العشرين فى مدينة هامبورج الألمانية كان يعتزم روس لقاء وزيرة الاقتصاد الألمانية بريجيته تسيبريس لإجراء محادثات حول النزاع التجارى الدائر منذ شهور مع الولاياتالمتحدة، وتهديدات واشنطن بفرض إجراءات تقييدية لصادرات الصلب الأوروبية والألمانية. وكان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أمر فى مارس الماضى بالتحقيق فى محاولات البلدان المصدرة للصلب لإغراق أسواق الولاياتالمتحدة بالمنتجات الرخيصة. ومن المنتظر أن يصدر روس تقريرًا بحلول نهاية هذا الشهر حول ما إذا كانت واردات الصلب من الاتحاد الأوروبى تشكل خطرًا على الأمن القومى الأمريكى، وتنفى الحكومة الألمانية تلك الاتهامات. ويأتى النزاع على خلفية سياسة «أمريكا أولا» التى يتبعها الرئيس ترامب. وظهرت الخلافات واضحة بين ألمانياوالولاياتالمتحدة خلال اللقاء الأول الذى جمع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بالمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل فى البيت الأبيض فى مارس الماضى، بحسب قناة فرانس 24، وكان الاختلاف فى رؤية الطرفين لملفى الهجرة والتجارة الحرة هو الأوضح. ورغم ذلك أشار الزعيمان إلى أن اجتماعهما كان مثمرا. وقال ترامب «لست انعزاليا أنا مع التبادل الحر لكن، تبادلنا الحر أدى إلى كثير من الأمور السيئة»، فى ما بدا ردا على ميركل التى تحذر باستمرار من النزعة الحمائية. وشدد الرئيس الأمريكى على قناعته بأن واشنطن كانت الخاسر الكبير من الاتفاقات التجارية فى العقود الماضية، مؤكدا رغبته فى التفاوض على اتفاقات لا تؤدى إلى «غلق مصانع» فى الولاياتالمتحدة. ومع أن الانتقادات الأمريكية للفائض التجارى الألمانى ليست جديدة، فإن إدارة ترامب اعتمدت لهجة أكثر عدوانية من سابقاتها بهذا الصدد. وبعد أن أشار مازحا إلى أن «المفاوضين الألمان» قاموا لفترة طويلة ب«عمل أفضل» من نظرائهم الأمريكيين، أكد ترامب أن هذا العهد قد ولى. وأقرت ميركل بأنه من الأفضل التحادث مباشرة بدلا من التخاطب عبر وسائل الإعلام، لكنها لم تخف وجود العديد من نقاط الخلاف. ودعت إلى استئناف المفاوضات حول اتفاق التبادل الحر عبر الأطلسى التى كانت بدأت فى 2013، مؤكدة أنه ستكون له فائدة كبيرة للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى. وقالت «أعتقد أن العولمة يجب أن تصاغ بروح منفتحة» فى وقت يتمحور تحرك الإدارة الأمريكية الجديدة حول شعار «أمريكا أولا». وفى سياق متصل، دعا رئيس وزراء الصين، لى كه تشيانج، إلى التجارة الحرة «كشرط مسبق للتجارة العادلة» وأشاد بفوائد العولمة، وذلك قبيل قمة العشرين. وقال لى فى كلمته خلال افتتاح منتدى اقتصادى عالمى يعرف باسم «دافوس الصيفى» فى مدينة داليان شمالى الهند: «التجارة الحرة هى الشرط المسبق للتجارة العادلة.. تقييد التجارة الحرة سوف يجلب تجارة غير متساوية». وأعادت كلمة لى إلى الأذهان الدفاع الشديد الذى أبداه الرئيس الصينى شى جين بينج عن العولمة والتجارة الحرة فى منتدى دافوس الاقتصادى فى سويسرا فى كانون ثان/يناير الماضى، كما جاءت متناقضة مع التدابير الحمائية للرئيس الأمريكى دونالد ترامب ودعواته لعقد اتفاقيات مبنية على التجارة «العادلة». ورغم التأييد المعلن لقادة الصين للتجارة الحرة، فإن الدولة تواجه منذ فترة طويلة انتقادات بسبب تقييد دخول الشركات الأجنبية إلى السوق الصينية. وقالت شركات أوروبية الشهر الماضى إنها وجدت أن الأنشطة التجارية فى الصين أصبحت أكثر صعوبة وتشعر بترحيب أقل عن ذى قبل. ولكن لى قال إن الصين سوف تزيد من فتح سوقها وتوفر فرصا متساوية للشركات المحلية والأجنبية. كما قال إن الصين تسيطر على المخاطر المالية التى تواجهها وسط المخاوف الدولية من أن يزيد الدين المتزايد للدولة من تباطؤ اقتصادها. وأضاف لى أن نمو الاقتصاد الصينى يحتفظ بزخم منذ الربع الأول هذا العام عندما ارتفع الناتج المحلى الإجمالى بنسبة 9ر6% على أساس سنوى. وأضاف أن الدولة قادرة على تحقيق هدفها للنمو الاقتصادى، وهو 5ر6% خلال العام بالكامل. وأشار لى إلى أن «الصين قد أحجمت عن التحفيز الضخم» مضيفا أن الاقتصاد الصينى أقل اعتمادًا على الصادرات والاستثمارات وأكثر اعتمادًا على الاستهلاك. يذكر أن قمة مجموعة العشرين تعقد فى مدينة هامبورج بألمانيا فى 7 و8 يوليو المقبل.