فى الوقت الذى تتصاعد فيه حدة المخاوف من نشوب حرب تجارية عالمية بسبب سياسات واشنطن الجديدة المعروفة ب "أمريكا أولا"، التقى وزراء مالية مجموعة العشرين ومحافظو البنوك المركزية بألمانيا فى اجتماعات تستمر ليومين لمناقشة عدد من القضايا الاقتصادية والتأكيد على تأييدها لمبدأ التجارة الحرة والأسواق المفتوحة. ومن المتوقع أن تتصدر نقاشات وزراء مالية ومحافظى البنوك المركزية لاقتصاديات الدول الأكبر فى العالم، سياسة “أمريكا أولا” التى تتبناها إدارة الرئيس الأمريكى الجديد دونالد ترامب، التى تشمل فرض ضرائب عقابية على الشركات متعددة الجنسيات التى تتخذ مصانع لها خارج الأراضى الأمريكية. وسيسعى الحاضرون المجتمعون فى منتجع بادن - بادن غربى ألمانيا، لاستيضاح السياسات الجديدة من وزير الخزانة الأمريكى ستيفن منوشين، الذى يظهر على المسرح الدولى للمرة الأولي، حول ما إذا كانت واشنطن قد تخلت أخيرا عن تأييدها الطويل لسياسات السوق الحرة. وكانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الصينى شى جين بينج قد استبقا قمة بادن - بادن، وأصدرا تعهدا مشتركا أكدا خلاله أنهما سيحاربان معا من أجل التجارة الحرة والأسواق المفتوحة.وقال رئيس الوزراء الصينى لى كيه تشيانج فى تحذير منفصل للولايات المتحدة “نحن لا نريد أن نرى حربا تجارية تندلع بين البلدين، فهذا لن يجعلنا تجارتنا أكثر عدلا”. ويساعد اجتماع بادن - بادن فى وضع الأساس لقمة زعماء المجموعة، التى ستترأسها هذا العام المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل بهامبورج فى يوليو المقبل. ويسعى البيان الختامى للتأكيد بوضوح على العقيدة الليبرالية لمجموعة العشرين، لكن الولاياتالمتحدة ترفض اتخاذ موقف معاد للحمائية.وكان كبار مساعدى وزراء مالية المجموعة قد اجتمعوا يومى الأربعاء والخميس الماضيين لإزالة أكبر قدر ممكن من العقبات، لكن مصدرا قريبا من المفاوضات أكد أن “الأمر ليس سهلا”. يأتى ذلك فى الوقت الذى استقبل فيه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل فى البيت الأبيض أمس حيث عقدا عددا من المباحثات لتحديد شكل العلاقة بين دول حلف شمال الأطلنطي”الناتو” والولاياتالمتحدة فى الفترة المقبلة. وتتباين آراء ميركل وترامب حول عدد من القضايا، لكن الزعيمين حرصا على تقليص احتمالات نشوب خلاف بينهما، فيما يسعيان للتعرف على بعضهما البعض.كما ذكر مسئولون بالبيت الأبيض أنه من المتوقع أن يوجه ترامب دعوته للحلفاء الأوروبيين للاضطلاع بدور أكبر فى حلف الناتو، ويطلب مشورة ميركل بشأن التعامل مع روسيا. ومن المقرر أن يعقد ترامب وميركل مؤتمرا صحفيا مشتركا فى الساعات القليلة القادمة لاستعراض أهم النتائج التى توصلا إليهما.كما سيقومان باستضافة مائدة مستديرة حول التدريب المهنى مع كبار رجال الأعمال الأمريكيين والألمان.