آلاء عبدالرافع، أسماء حجاجي : في السنوات الأربع الأخيرة انتشرت بكثرة "جروبات" على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" للبيع والشراء في مختلف السلع والمنتجات المصرية والمستوردة، مثل منتجات العناية بالبشرة، والملابس الجاهزة، والتى يديرها في أغلب الأوقات نساء، ومع كثرة وانتشار هذه المجموعات ازدادت الشكاوى من وجود عيوب ببعض المنتجات أو عدم وصول السلع بالمواصفات المطلوبة. وتقول شيماء إسماعيل، طالبة بالصف الثالث الثانوي "تعرضت للنصب والاحتيال عن طريق الجروبات... حجزت بعض الملابس ودفعت عربون 200 جنيه من أصل 450 لمسؤولة الجروب بعد مقابلتها، وبعد ذلك اكتشفت غلق الجروب ولم أستطيع الوصول إليها مرة أخرة". وتقول زينات محمد، ربة منزل "لا أثق إطلاقًا في عملية الشراء عن طريق الإنترنت، اشتريت منهم أكثر من مرة وتصل البضاعة مختلفه تمامًا عما رأيته سواء من حيث الخامة أو الأسعار، ولكن على المستوى العام هى فكرة جيدة نظرًا فتستفيد الفتيات ويستثمرن أوقاتهن في عمل مفيد". ومن جانب آخر، تقول أمينة محمد، طالبه جامعية "دائما أتعامل مع جروبات الفيسبوك، نظراً لثقتى بمعظمهم وهم من أصدقائي، وأيضا لأن أسعارهم مناسبة وليست غالية والسلعة لديهم متنوعة، فدائما أجد لديهم كل ما هو جديد ومختلف وخاصة بالميكب والملابس". وتضيف سارة محمود، طالبة جامعية "لا أتعامل إلا مع جروبات بيع مستحضرات التجميل والعناية بالبشرة والشعر، وعن تجربة منتجاتهم جيدة ومستوردة ولم تؤذيني، بالإضافة إلى تنوع منتجاتهم وسهولة استلام البضاعة منهم كل ذلك حببنى بالشراء عن طريق الإنترنت". فيما تقول إسراء حسن، حاصلة على ليسانس آداب، ومسؤولة جروب للبيع والشراء "بدأت الفكرة لمجرد التسلية وملء الفراغ وسرعان ما تحول الجروب لمشروع ربحي بعدما أقبل الناس على الشراء... تبدأ عملية البيع عن طريق منشور يتضمن مميزات السلعة المعروضة وطريقة استخدامها وصورة لها، ثم استقبال طلبات الراغبات في الشراء لحصر الكميات المطلوبة، وطلب البضاعة من تجار الجملة على أساس هذه الكميات". وتتابع "في البداية ساعدني الأصدقاء والأقارب في الترويج للمنتجات، حتى نشأت الثقة بيني وبين الزبائن، خاصة أن المنتجات التي أبيعها أصلية ومستوردة من دول الخليج والمغرب العربي، ومع ذلك لم أرفع أسعار المنتجات كثيرًا"، لافتة إلى أن هناك عدة مشكلات قابلتها منها طلب إحدى السيدات منتجات معينة ثم تراجعت عن الشراء ما أدى لبقاء المنتجات فترة طويلة حتى تم بيعها مرة أخرى. وترى سالي محمد، حاصلة على ليسانس حقوق، ومسؤولة جروب للبيع والشراء، أن زيادة عدد هذه الجروبات يرجع لارتفاع نسبة البطالة وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي. ويرجع الدكتور جمال إبراهيم، أستاذ الاقتصاد بكلية التجارة بقنا، لجوء الشباب والفتيات لهذه الجروبات إلى قلة الوظائف الحكومية حاليًا، وكونها وسيلة جيدة لترويج مختلف المنتجات دون تكلفة، حيث لا يستلزم الأمر وجود محل تجاري أو دفع ضرائب. ويضيف "هذه المجموعات موجودة منذ فترة طويلة، حيث تستخدم كوسيلة للعرض والاتجار وتحقيق دخول جيدة للأفراد، فضلًا عن أن استلام العميل لطلباته تتم بسهولة مطلقة عن طريق اللقاء المباشر أو البريد". ويتابع "هذه التجارة تعود بالنفع على اقتصاد الدولة عن طريق تنشيط الطلب على المنتجات بالأسواق من خلال شراء السلع والخدمات، بالإضافة لتحسين المستوى المعيشي للأفراد، وبالتالي تبادل حركة البيع والشراء أو وضع التجار لأموالهم بالبنوك عن طريق الودائع أو شراء الأسهم". ويتوقع إبراهيم زيادة هذه المجموعات لكونها وسيلة مربحة ومريحة، خاصة أن الشباب أصبح لا يحب التقيد بالوظائف الحكومية الروتينية، وأن هذه التجارة تكفل له خلق ظروف العمل أفضل.