بينما يتشوق آلاف المزارعين لموسم " كسر القصب" في الأقصر لجني المكاسب المادية وحصد ثمرة مجهودهم، يضع المواطنين أياديهم علي قلوبهم عندما يحل توقيته حيث تحصد الجرارات الزراعية المحملة بمحاصيل القصب والتي لا يعرف قائديها أبسط قواعد المرور، عشرات الأرواح سنويا في غيبة تامة للسلطات المحلية وإدارة المرور. الجرارات الزراعية المحملة بمحاصيل القصب ستجدها في كل الطرق السياحية السريعة "قنا- الأقصر" و"الأقصر- أسوان " تسير بشكل عشوائي يمينا ويسارا بلا إضاءة أو إشارات أو حتي مرآه حيث يتم نقل محاصيل القصب من قري الأقصر المختلفة إلي مصنعي سكر قوص وأرمنت ويجر الجرار الزراعي مقطورتان في الغالب واحيانا ثلاث مقطورات تبلغ حمولة المقطورة الواحدة نحو 40 طنا . موسم كسر القصب في محافظة الأقصر الذي يمتد ل 6 أشهر كل عام بداية من نهاية شهر ديسمبر وحتي مايو تزداد فيه حوادث الطرق لتترك خلفها "شلالات من الدماء" تسيل علي الأسفلت. ولقي 5 أشخاص مصرعهم خلال شهر مارس الماضي في حادث تصادم بين سيارة ملاكي وجرار زراعي محمل بالقصب بقرية الكيمان التابعة لمركز إسنا جنوبالأقصر. أحمد السمان أحد المواطنين يقول ل"مصراوي" :" إذا قادك حظك العثر للسير ليلا في طريق ( الأقصر - قنا ) وعدت إلى منزلك بسلام فقد كتب الله لك عمرا جديدا فمقطورات القصب التي تقف ليلا علي الطريق بدون أي علامات ارشادية حيث يترك بعض المزارعين المقطورات المحملة بالقصب علي الطريق لمدة يوم أو يومين وأحيانا أسبوع لحين توريد المحصول إلي المصنع تنذر بكارثة محققة" . بينما يطالب رمضان مسعود مواطن آخر بتشديد الرقابة علي هذه المقطورات والجرارات والتأكد من كفاءتها وسلامتها الفنية ومنعها من السير ليلا من أجل الحد من الحوادث خاصة وأن غالبيتها لا توجد بها إضاءة خلفية أو إشارات أو حتي عواكس للإضاءة.