حلقة جديدة في مسلسل الإهمال الذي لا ينتهي، والضحية هذه المرة طفل في مقتبل حياته دفع ثمناً باهظاً لتراخ مزدوج ما بين مدرسته ومستشفى رشيد بالبحيرة كلفه فقد طحاله واستئصاله. لم يدرك أشرف السيد مندور، الطالب بالصف الأول الإعدادي، بمدرسة الموازنة، التابعة لمركز رشيد بالبحيرة، أن ذهابه إلى مدرسته التي يحبها، سيكون يوماً ما سبباً في تبدد سعادته وابتسامته البريئة التي يحملها دائماً في وجهه، ليحل محلها آلام ومرارة ربما تصاحبه طيلة حياته، حيث أدى غياب الرقابة داخل المدرسة إلى تعرضه لحادث سقوط مؤلم، تبعه إهمال في التعامل مع الحالة المصابة سواء من المدرسة أو المستشفى، لينتهي الأمر باستئصال طحال الطفل في هذه السن المبكرة من حياته. رواية الطالب تبدأ الواقعة بحسب رواية الطفل أشرف، بتواجده وعدد من زملائه بفناء المدرسة نظراً لعدم وجود معلمة بالفصل، وأثناء ذلك قرروا أن يمضوا وقتهم في لعب الكرة، وطلبوا من أشرف، الذهاب لمنزله لإحضار الكرة، فمنعه العامل من الخروج، وقال له لايمكن الخروج. وقال أشرف: '' قلت للعامل هنط وأجيب الكرة، فقال وأنا هصورك بالموبيل وأوري الصورة للمديرة وراح تضربك وتمدك في الطابور، ونطيت فوقعت على جنبي''. وأضاف أشرف: ''رحت للفصل فجاء العامل وخدني للمديرة شد وضرب، فقالت مايطلعش إلا لما حد ييجي ياخده، وفضلت من الساعة 9.30 لحد الساعة 11 مرمي على الأرض على البلاط، وقلت للمديرة بطني بتوجعني قالتلي تستاهل أكتر من كده، وضربتني بإيدها على دماغي''. رواية أهل الطالب وقال سعيد حجازي، خال الطفل أشرف: '' كنت جنب المدرسة وجالي واحد بلغني إن ابن أختي واقع في المدرسة، رحت جبته وأخدته على المستشفى العام، وفضلت ما لا يقل عن ساعة ونصف عشان أقطع تذكرة، وفضلنا تايهين بين سوء التشخيص وغياب المتخصصين، واضطريت أروح بيه على مستشفى خاص، طلبوا أشعة سونار عملناها وظهر إنه محتاج عملية استئصال رحم''. وقال السيد مندور، والد الطفل: '' لو ماكنتش لحقت إبني بره كان مات، المستشفى العام في رشيد في منتهى الإهمال وماحدش بيعبر حد، كان ممكن لو المدرسة اتصلت بالإسعاف ودخل المستشفى منها كان ممكن على الأقل اهتم حد بيه، إنما المديرة هملت في إبني و الفراش همل في إبني .. حسبنا الله ونعم الوكيل'' . ردود الأفعال الشعبية وقال وليد الكفراوي، المتحدث الإعلامي بإسم القوى الشعبية برشيد: ''إن إصابة الطفل فى هذه المدرسة ليست الحادثة الاولى، فمنذ شهر تقريبا ، تعرض طفل آخر لفتح فى الرأس، وتم عمل 8 غرز خياطة ، وقمت بالاتصال بالأستاذ ابراهيم التداوى وكيل وزارة التربية و التعليم بالبحيرة، وأرسل وكيل الادارة برشيد ، وذهبنا لزيارة الطفل ومصالحة أهله وبالفعل تنازل اهل الطفل عن الشكوى''. وطالب الكفراوي بعقاب كل من تسبب بأهماله وتقاعسه عن أداء عمله في تفاقم إصابة الطفل وتحمل مديرية التربية والتعليم لنفقات العملية التي أجريت نظراً لظروف الأسرة الاقتصادية واستدانتها لقيمة العملية. وقال: ''طلبت من التداوي الحضورالى مدينة رشيد لمتابعة العملية التعليمية بها و التى سقطت من أولوياته، بسبب انشغاله بالتواجد في جميع زيارات المحافظ، حتى وإن لم تكن تخص التربية والتعليم'' . رد مديرة المدرسة: في المقابل قالت أشواق عبد الجواد، مديرة مدرسة الموازنة: '' إن الطالب أشرف مندور، قام في أكثر من واقعة سابقة بالقفز من أعلى سور المدرسة وتم استدعاء ولي أمره قبل ذلك، وأخذ تعهد منه بعدم القفز من فوق السور''. وردا على عدم وجود معلم بفصل الطالب وتركه وزملائه بفناء المدرسة دون معلم أو مشرف قالت المديرة: '' المدرسة بها 4 فصول إعدادي، وفي يوم الواقعة لم يكن بالمدرسة، ثلاث مدرسين لظروف الغياب و الندب، والخطأ يقع على مشرف المدرسة الذي كان عليه التصرف بضم الفصل الخالي من المعلم إلى أحد الفصول الأخرى، وفي حالة عدم احتمال الفصل الواحد لكثافة الفصلين المدموجين يتم النزول بهما إلى الفناء بصحبة معلم''. ونفت عبد الجواد أن يكون الطفل قد ترك لمدة طويلة دون اتخاذ إجراء مع حالته وقالت: '' المدة التي ظل بها داخل المدرسة لا تتجاوز 10 دقائق وليست ساعة ونصف كما يقولون، حيث تم استدعاء أحد أقاربه لينقله بسيارة يمتلكها، ولم يتم الاتصال بالإسعاف حيث أن عربة الإسعاف كانت ستستغرق وقتاً طويلاً لحين قدومها من مدينة رشيد. وبين رواية الطفل وذويه، ورواية مديرة المستشفى تتضارب بعض المعلومات ولكن تتبقى حقيقة مؤكدة أن هناك طفلاً فقد طحاله بسبب إهمال جسيم حدث، يجب أن يحاسب المتسبب فيه ولا يمر الأمر مرور الكرام. لمشاهدة الفيديو.. اضغط هنا