»ابني شهيد.. احتسبك عند الله ياحبيبي.. ولن اترك حقك يضيع«.. كلمات لاتفارق قلب و لسان الام المكلومة .. في دقائق بسيطة.. فقدت الام ملاكها الصغير الذي لم يعرف في حياته القصيرة سوي طاعته واضفاء السعادة علي حياتها.. وكل هذا بسبب إهمال وتعالي إدارة مدرسته التي كان يفترض ان تكون بيته الثاني التي تحميه وتعلمه وتسلمه لأهله وبلده طفلا متعلما نافعا فاذا بها هي القاضية عليه .."الأخبار" انتقلت الي بيت الطفل محمد والتقت بأفراد أسرته.. القران الكريم يملأ ارجاء المنزل .. والمعزون والاقارب لاينقطعون عن المنزل للمواساة .. الجميع مذهولون من الحادث الأليم .. بدأت الأم رشا في استرجاع الذكريات .. قالت: انجبت ابني محمد منذ 8 سنوات ..كان جميل الطلعة.. ودائما هادئ ومطيع .. اردت له حياه متميزة .. فقررت التقديم له في مدرسة خاصة لغات لضمان حياة افضل ..وتحملت مصاريف اعلي من اجل راحته هو واخته .. او بالاصح هذا ما كنت اتمناه له.. ففي ظهر يوم الاربعاء الماضي تحديدا.. بعد ان ودعته هو واخته الكبيرة فاتيما لآخر مرة..خلال رحلته الاخيرة الي المدرسة.. وفي منتصف اليوم خلال حصة اللغة العربية.. شعر محمد بالعطش فطلب الاذن هو وزميله للتوجه الي الفناء وهو المكان الوحيد المتوافر به دورات المياه وصنبور المياه!!. وهنا تختلف الروايات من شهود العيان والمدرسة.. ماذا حدث تحديداً.. المدرسة تدعي انه كان يلعب في الفناء وان ماحدث خطأ بسيط .. بينما تؤكد الأم و زملاؤه شهود العيان انه لم يكن يلعب ولكن كان متجهاً الي الفصل مرة اخري وفاجأه الاتوبيس المرتد للخلف.. ولكن الثابت في النهاية ان الأتوبيس تسبب في مقتل محمد.. ليسرع بعدها أحد المدرسين بنقله بسيارته الي مستشفي خاص قريب من المدرسة لمحاولة اسعافه ولكن كان عمره قد انقضي .. لتقوم إدارة المدرسة بالاتصال بي وتخبرني " ابنك حصلت له حادث، صدمه الأتوبيس ". وتتابع الام: صدمت بشدة وخفت علي محمد ولكن لم يخطر بذهني ابدا خطورة الحادث.. فجريت سريعا بصحبة والده.. وفي المستشفي لم اجد بجوار محمد سوي الممرضات فقد تركته المدرسة ولم تكن المديرة المسئولة عن الاطفال بجواره !!.. اخبروني انه توفي ولم يحتمل جسده اثار الجرح ..اصبت بحالة انهيار شديدة لمدة 3 أيام.. حاول خلالها زوجي الذي كان عائدا من ايطاليا من 20 يوما فقط ان يقويني فقد ألهمه الله الثبات. تسابقها الدموع وتقول: الحمد الله علي كل حال هذا عمره ولكني لن اترك حقه يضيع .. فالتحقيقات اثبتت اهمال المدرسة. فقد قام المالك بتحويل الفناء الي جراج خاص ووضع فيه اكثر من 25 اتوبيسا بالاضافة الي سيارته الخاصة هو وبناته بلا ادني مسئولية .. حرم الاطفال من الفناء.. وعرضهم للخطر.. مما تسبب في قتل طفل برئ!!.. تصرخ عيون الأم وتقول: اطالب بالقصاص العادل لابني.. اطالب بتوقيع اقصي عقوبة.. !!. فقد ثبت ان السائق شاب صغير في العشرينيات ولديه رخصة درجة ثالثة ومع ذلك ترك اولادنا معه!! وتقول الأم: اتصل بنا د.أحمد زكي بدر وزير التربية والتعليم يوم الجمعة وعزانا واكد اهتمامه وعدنا برد حق محمد واستقبل والده بعد ذلك في الوزارة ومنح أخته الكبري فاتيما تأشيرة لنقل من المدرسة فهي لا تستطيع البقاء.