قد يبدو الأمر ضرباً من الخيال؛ غير أن الخط الفاصل بين الحقيقة والخيال صار واهياً، فالبشر صاروا على قيد خطوة من تحقيق حلم لطالما انتظروه طويلاً؛ الزراعة خارج كوكب الأرض. قبل عدة أيام، أعلنت وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" عن نيتها القيام بمجموعة من التجارب الرائدة المتمثلة في زراعة عدد من النباتات داخل أسطوانات صغيرة من الألومينيوم على سطح القمر مطلع العام 2015، وقالت الوكالة إن عمليات الزراعة ستتطلب مساعدة الكاميرات المتخصصة وفريق مكون من آلاف الروبوتات، وأكد العلماء أن نجاح تلك العمليات سيساهم بشكل كبير في تحسين فهمنا للأحياء وطريقة نموها علاوة على فتح أفاق جديدة للحياة على كواكب أخرى. النباتات المزمع استنباتها على سطح القمر تشمل زهور عباد الشمس ونبات الريحان وجذور اللفت علاوة على نبات الأربيديسيوس، وسيتم زرعها داخل أسطوانات "عالية التقنية" مزودة بمستشعرات تمكن الفريق من استقبال صور للنباتات وهى تنمو، علاوة على تمكنهم من تغيير درجة الحرارة وكمية المياه والطاقة حتى تتحمل تلك النباتات البيئة القسرية والمناخ القمري القاسي. المشروع الذى سيتكلف مليونين من الدولارات فقط "حوالى 14 مليون جنيه مصرياً" سيساهم فيه "طلبة المدارس" جنباً إلى جنب مع العلماء في "ناسا" في مزيج رائع من الإبداع والتدبير، فسيقوم التلاميذ من المدراس الأمريكية بزراعة تلك النباتات في بيئتها الأصلية وعمل مقارنات بين عمليات النمو لتلك النباتات الأرضية مع مثيلاتها في القمر، وهو الأمر الذى سيوفر على الوكالة أموال طائلة كانت ستستخدمها "ناسا" في عملية أنبات تلك المحاصيل على سطح الأرض علاوة على تعيين فرق لدراسة عمليات النمو عن كثب. ووفقا للدكتور "كريس مكاى"، عالم الكواكب الشهير، فإن "ناسا" انتظرت سنوات طويلة للبدء في ذلك المشروع وذلك بسبب التكاليف الطائلة التي كان ستكبدها المشروع قبل عقدين من الزمان "قبل 20 عاماً مضت، كانت عمليات الزراعة ستتكلف أكثر من 300 مليون دولار، الآن التكلفة بسيطة والعائد هائل". "نيل أرمسترونج النباتات" يقول "مكاى" تعقيباً على التجربة، مؤكداً أن تلك الخطوة تسعي إلى دعم وتطوير أنظمة الحياة البيولوجية في عوالم أخري، مشيراً إلى أن الاختبار يهدف إلى قياس مدى احتمالية بقاء وازدهار النباتات فى جو ملئ بالإشعاع حيث الجاذبية منخفضة وظروف الحياة صعبة. بيت وردين، مدير مركز ابحاث "أميس" التابع لوكالة الفضاء الأمريكية، يوضح بحماس أن استنبات كائنات حية فى الفضاء الخارجي سيتسبب في تغيير جذري لمفهومنا الثقافي وتصورنا عن الحياة، مؤكداً أن الصور الأولى للنباتات التي تنمو "سوف تعيش للأبد في العقول والأذهان". لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا