وجهت جميلة إسماعيل، الناشطة السياسية وعضو حزب الدستور، كلمة إلى جون كيري، وزير الخارجية الأمريكي، خلال لقاءها به السبت، قائلةً: ''توقفوا عن دعم الاستبداد والفاشية واتركونا لاستكمال ثورتنا وتحقيق أحلامنا التي لن تقف عند تصوراتكم المتواضعة لنا ولمستقبلنا''. وقالت ''إسماعيل'' في نص كلمتها التي ألقتها بصفة شخصية وليس بصفة حزبية في لقاء ''كيري'' والوفد المصاحب له، والسفيرة الأمريكية ''آن باترسون''، والتي نشرتها الصفحة الرسمية لحزب الدستور على موقع ''فيسبوك''، مساء السبت، ''السيد وزير الخارجية.. رأيت اليوم وبعد تفكير تلبية الدعوة التي وصلتني بصفتي الشخصية لحضور هذا اللقاء وحديثي موجه للوفد المصاحب لك من صناع المستقبل وجزء منه لك، وأنا هنا لا أمثل حزب الدستور لأن له رئيس كان ينبغي دعوته بشكل لائق وهو ما لم يحدث''. وأضافت عضو حزب الدستور: ''أنت اليوم هنا يا سيد كيري وبصحبتك كما جاء في التقارير الصحفية فريق كبير من الذين سيتحملون مسئولية السياسة الخارجية في المستقبل، أتكلم عن المستقبل الذي ندفع أثمان غالية من أجله اليوم، ولهذا جزء من الكلام لك يا سيد كيري والجزء الأكبر لفريقك، أنتم الآن في مصر في لحظة معقدة جدا، لحظة نعيش فيها الألم والأمل، الحلم والكابوس، الثورة والاستبداد، وسألخص لكم ما أريدكم أن ترونه معنا''. وأكدت ''إسماعيل'' أن مصر لا تحتاج من أمريكا معونات جديدة، وأن مصر تحتاج بناء علاقة على أسس جديدة لا على الأسس التي بنيت عليها منذ زيارة نيكسون 74. وتابعت: '' بلدنا ليست حقل تجارب، دعمتم نظام شبه عسكري فيما مضي والآن تدعمون نظام شبه ديني، وكل ذلك من أجل أن يلعب كل نظام في مصر، الدور المطلوب منه، دعمتم مبارك حتي آخر نفس، ووقفتم ضد أحلام شعب بالخروج من سراديب الديكتاتورية، يمكن أن تتعاملوا مع ثورتنا علي أنها – انتفاضة - كما تقول بياناتكم، لكنها بالنسبة لنا – ثورة - مازالت مستمرة، دفع كرماء منا أرواحهم لنبني دولة نشعر فيها بالحرية و العدالة والكرامة، لم نقم بثورة لنعيد طلاء قصر الرئاسة أو ليغير مسئول البروتوكول في سفارتكم أجندة تليفوناته''. وأردفت ''إسماعيل''، قائلةً: ''لو كان لينكولن الذي تحتفل بلادكم به اكتفي بشراء ملابس جديدة للعبيد وحافظ علي نظام العبودية لما كانت أمريكا اليوم تفخر بحريتها أو بأنها دولة قوية بديمقراطيتها، نحن يا سيد كيري نريد أن تصبح بلدنا أيضا دولة كبرى، ولدينا أسس حضارية، وقوة حيوية، تجعلنا نحقق هذه الأحلام، لسنا في – انتفاضة - نحن في ثورة مازالت مستمرة لبناء علاقة جديدة بين الحاكم والشعب''. واستطردت عضو ''الدستور''، قائلةً: ''يبدو أنكم في إدارتكم تريدون أن تفصلوا لنا ديمقراطية علي مقاس صغير، ولا تدركوا أن أحلامنا أكبر من المقاس الذي يجعلكم تنظرون إلينا كأننا لا نستحق سوي هذه الديمقراطية''. وأضافت: ''كنتم تصفون مبارك ونظامه بأنه ديمقراطي وشرعي ومنتخب ومازلتم تصفون النظام الحالي بأنه كذلك وبأنه شرعي رغم أنه يقتل المتظاهرين السلميين ويخطف ويعذب شباب النشطاء، هذا وحده يضع شرعية النظام علي المحك، إن لم يكن قد أضاعها تماما''. وتابعت ''إسماعيل'': ''هذه ثورة ستعلم العالم كما قال أوباما رئيسكم ونحن نريد أن نعلم العالم ونريد أن نكون نموذج وسنكون غير الذي ترونه، تري تقارير سفارتكم هنا أننا لا نستحق سوي هذا القدر من الديمقراطية، وأن هذا القدر كافي، وأن النظام الحالي نظام منتخب وديمقراطي ويمكن التفاهم معه، وأن المعارضة في مصر صعبة وصعب التفاهم معها وتدمن المقاطعة، لكننا نري أن من ستجلس أنت معه غدا هو رأس نظام يقتلنا في الشوارع والميادين''. وقالت في كلمتها: ''أنتم أحرار في وصف ثورتنا - انتفاضة - أو يمكن التعامل مع الثورة في مصر كما تعاملتم مع ثورات شرق أوروبا يمكن ادماجها في رعايتكم، ولكن نحن نري أن ثورتنا مختلفة ونحن أحرار في وصف ما تفعلونه علي أنه دعم لنظام يقمع ويستبد ويعذب و يعتقل بل يعذب الثوار في طبعه جديدة وأنكم تحالفتم مع قوي صاحبة مصلحه في توقيف هذه الثورة، أنتم تساهمون الآن في بناء النسخة المصرية من دولة الفقيه الإيراني وربما لا يهمكم أن نكون إيران أخري، لكن هذا هو مصيرنا ومستقبل أولادنا الذين لا نريدهم أن يعيشوا في بلد تحكمها فاشيه دينية أو عسكرية''. وأضافت ''إسماعيل'': ''وكما قلت من قبل، أنتم تروننا حقل تجارب، لكن هذه بلدنا، مكان أحلامنا التي أضاعها من يوقظنا كل يوم علي كوابيس أولادنا الذين تفرمهم مدرعات و تخنقهم غازاتكم التي ترسلونها الي أصدقاؤكم في القاهرة، تتصورون أنكم قوى كبرى ممكن تصنع من (الفسيخ شربات) كما تقول حكمتنا الشعبية ومن الفرعون والمتسلط رئيسا ديمقراطيا لأنه يحقق الدور المطلوب منه، لكننا أيها الوزير لم نعد نقبل علي حفلات تنكريه ونراه نظاما (تسلط ووصاية) وأنتم تدعمونه لأنه فقط ينفذ مصالحكم وهذا ما نرفضه من أجل مستقبل نحقق فيه السعادة''. واختتمت كلمتها لوزير الخارجية الأمريكي قائلةً: ''هذه رسالتنا إليكم وإلى من سيصنعون المستقبل، وأخيرا نطالبكم بأن تفعلوا لنا (لا شيء) فقط تتوقفوا عن فعل أي شيء في بلادنا وتتوقفوا عن دعم الاستبداد والفاشية وتتركونا لاستكمال ثورتنا وتحقيق أحلامنا التي لن تقف عند تصوراتكم المتواضعة لنا ولمستقبلنا''.