حتى الآن لم يتوقف أدائه عن إضحاك مستمعيه ومشاهديه، تراه يضيق ذراعا ''بفشر'' صاحبه ''أبو لمعة''، ويخرج عن شعوره صارخا ''يا خواااااتي .. يالنافوخ بتاع ال أنا''، وظل طوال 20 عاما يؤدي دور ''الخواجة الأجنبي'' في مدرسة الضحك الراقي ''ساعة لقلبك''. ''فؤاد راتب'' المشهور بأداء شخصية ''الخواجة بيجو''، ولد ''محمد فؤاد أمين راتب'' بالزقازيق بمحافظة الشرقية في يناير عام 1927، وكان والده ''مديرا للتعليم'' بناحية الزقازيق، التحق بالمسرح المدرسي منذ صغره، وعشق التمثيل أداءاً و تقليداً، وبعد إتمامه دراسته عمل في أحد مصانع الصابون، ثم بوظيفة في اتحاد الصناعات المصرية، وترقى في السلك الوظيفي إلى أن أصبح ''مديرا'' بالمصنع، ثم موظفا بالهيئة ''الأفرو أسيوية'' للاقتصاد. على الرغم من ''الوظيفة الميري''، إلا أنه لم يتخل عن حلم التمثيل وسحر الإذاعة، وبالفعل تقدم للفرقة الوليدة وقتها ''ساعة لقلبك''، مدرسة الكوميديا الراقية التي تخرج فيها عمالقة الضحك في المسرح والسينما العربية، فكان زميلا ل''المهندس'' و''مدبولي'' و''يوسف عوف'' و ''الدكتور شديد'' و ''المعلم شَكَل''، إلا أن الثنائي الناجح والأشهر على الإطلاق كان مع ''أبو لمعة الأصلي'' أو الفنان محمد أحمد المصري. في تلك الفقرة كانت فرقة ''ساعة لقلبك'' تقدم إنتاجا إذاعيا ومسرحيا غزيرا، حل محل مسارح القطاع الخاص، وفي وقت قصير استطاعت منافسة الفرق العريقة مثل الريحاني وبديع وعادل خيري، وفرقة إسماعيل ياسين والإبياري، وانطلق نجوم ''ساعة لقلبك'' بسرعة الصاروخ، فتلقفتهم السينما في أدوار بنفس شخصياتهم في ''ساعة لقلبك''، وكان من ضمنهم ''الخواجة بيجو''. استمر لمدة عشرين عاما في ''برنيطة الخواجة''، حتى ظنه الجمهور بالفعل أجنبي، وقدم في السينما حوالي 15 فيلما منها ''شارع الحب، إسماعيل ياسين في مستشفى المجانين، عروس النيل، وحماتي ملاك''، وفي عام 1972، سافر للعمل بالتليفزيون الكويتي كعضو في لجان التليفزيون والمنوعات هناك، وقدم عدة مسلسلات، كان آخرها مسلسل ''الخواجة بيجو'' وكان يمثله وهو ''مشلولا''. عاد إلى مصر مطلع الثمانينيات، لكنه عانى انحسار الأضواء عنه وطواه النسيان، فأصابه الاكتئاب، ولم يتواصل معه سوى ''الاستاذ فؤاد المهندس''، و المؤلف ''يوسف معاطي''، والفنان ''محمد عوض''، إلى أن توفي ''الخواجة بيجو'' في 28 مارس 1986 إثر أزمة قلبية.