من ''جوابات التحرير'' إلى ''ورد أسيوط'' : أوعى تبطل تضحك

''كلمتك هى سلاحك متفرتش فيها''.. آمنوا بذلك فكان بالنسبة لهم شعار مُوثَقْ حرصوا على إرساله في "جوابات" لكل من يريد المشاركة، ورأى في المساندة حق يمكن به "تحرير" قيود المكان، والظروف حتى ولو كانت المساندة معنوية، ليؤكدوا أن " بفعل بسيط ممكن ترسم ضحكة تطفش أي هم وغم" .
"جوابات التحرير".. فكرة قام بها مجموعة من الشباب، ودعوا لها من خلال صفحة على موقع "فيس بوك"؛ لم يكن الهدف منها سوى الدعم النفسي لكل من يدافع عن حق؛ حتى لا يستوحش الطريق، وذلك من خلال كتابة تعليقات؛ ليقوم القائمون على الصفحة بطباعتها، وتوزيعها في صورة "جوابات"

بدأت "جوابات التحرير" العام الماضي 2011 في أحداث "محمد محمود"؛ حيث أراد هؤلاء الشباب على حد قول "مريم" - أحد القائمين على الفكرة - أن " ننقل حقيقة ما يحدث هناك ونوصل دعم الناس في البيوت للمتظاهرين في ميدان التحرير، وفي نفس الوقت رفع معنويات الناس والمعتصمين في الشارع عن طريق الجوابات وإنها كمان تخليهم يثبتوا على مبادئهم" .
وتقول "مريم" أنه استمر توزيع " الجوابات" مع أحداث مجلس الوزراء مروراً بالقصف العنيف على غزة خاصة بعد " لما حسينا بتفاعل الناس على الصفحة مع المتظاهرين والمعتصمين وفي نفس الوقت ارتفاع معنويات كل أبطال الحرية في الشوارع لما بيقروا كلام الناس لهم ودعمهم".

"شباب مصريين مؤمنين بأهمية الدعم النفسي لكل واحد بيدافع عن حق مبدأ أو قضية، ومؤمنين بقوة تأثير الكلمة على قلوب الناس، وإن لازم يبقى في حلقة وصل بين المصريين تخليهم يحسوا بمشاكل بعض ويدعموا بعض ولو حتى دعم نفسي".. قالتها "مريم"، لذلك وجدوا في حادثة "قطار أسيوط" الوقت المناسب للعمل.

وخرجت الصفحة داعية كل من يريد كتابة شيء للأطفال المصابين ال" 15 وردة مفتحة" في مستشفى أسيوط جراء الحادث، وبلغ عدد التعليقات التي وصلت للصفحة إلى 61، ليأتي دور الشباب القائمين عليها في طباعتها في صورة "جوابات".

"حمد الله على سلامتك يا صغير، أوعي تبطل تضحك".. هكذا كتبت " تقى خالد" - إحدى المشاركات في" جوابات التحرير" - وحملت كثير من التعليقات الأخرى المعنى ذاته، فكانت كلمات "مصطفى السيد": "أنت يا بطل كمل حلمك الجميل اللى كنت بتحلمه وأحلم أكتر علشان أخواتك اللى فى الجنة.. نسيت أقول لك أوعى تفكر فى يوم أنك متضحكش أو أنك تخفى أجمل ابتسامة ورا سنانك يلا أضحك".

وكتب "حاتم محمد": " انتوا اللي هتبنوا البلد دي"، أما " أحمد" فحمل "جوابه" تلك الكلمات:" حصلكوا كده عشان ناس تانية تعرف أن فى حاجة غلط فى البلد ومش كل حاجة كويسة.. صاحبك اللى مات انت اللى هتجيب حقه وأحنا كمان، افتكره وادعيله حافظ على حقه متسبوش".
وقدمت "آلاء حسني" اعتذاراً لهم " أنا اسفة بالنيابة عن كل واحد مسئول في البلد صغير أو كبير كان سبب في انكوا تشوفوا حادثة زي دي بس اللي متأكدة منه أن كل واحد فيكوا لما يقوم بالسلامة هيبقى أقوى ومتقلقوش على صحابكوا لأنهم في مكان أحسن مننا بكتير ومبسوطين".

بينما قامت " سمر شريف" بإرسال " جواب" خاص إلى الطفلة "حبيبة" أحد المصابين في الحادث وكتبت : "حبيبة.. خليكي قوية وجريئة وواضحة واتعلمي واشتغلي عشان تاخدي حق أصحابك معانا وعشان محدش تاني يتعرض للي انتوا اتعرضتوله... خليكي مؤمنة بنفسك".