''يمكن لأي إنسان مسافر إلى أي بلد من بلاد المهجر أن يجد كنيسة يصلى فيها وهو مستريح''.. عبارة قالها البابا الراحل، شنودة الثالث، بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية المصرية، في حوار مع صحفية ''النهار اللبنانية في أكتوبر 2010، وهي تعكس حرص البابا علي فتح فروع للكنيسة المصرية بالخارج تناهز المائة فرع. فالبابا الراحل لم تنقطع رحلاته الرعوية للمسيحيين التابعين للكنيسة القبطية ''المصرية'' في الخارج طوال 41 عاما قضاها في منصبه.
وكنائس المهجر التي يتبعها ألاف الأقباط المصريين بالخارج (وأقباط كلمة دالة على المصريين ولكن شاع استخدامها للمسيحيين منهم)، تتبع كاتدرائية العباسية في القاهرة، وتأتي الولاياتالمتحدة في المرتبة الأولى من حيث عدد الكنائس التي تضمها وتتبع الكنيسة المصرية ب 34 كنيسة، ثم كندا ب 23 كنيسة، ثم أستراليا ب 18 كنيسة، تليهم أوروبا ب 17 كنيسة - بحسب وكالة أنباء الآناضول.
ويقول البابا في حواره: "لدينا نحو 260 كاهنا في أميركا وكندا، و60 في أستراليا، ولنا كنائس كثيرة في أوروبا، ففي فرنسا، لدينا أسقف وكهنة كثر، وفى إيطاليا أسقفان، الأول في روما والآخر في ميلانو، و لدينا أسقف ونحو 9 كنائس في ألمانيا وكنيسة في كل من سويسرا وهولندا ورومانيا وبلجيكا، ولنا في النمسا أسقف، كما أنه لدينا شعب "مسيحيون" في بلاد الخليج وأبو ظبى ودبى والشارقة والكويت، ولدينا مطران في القدس. ولدينا كنيسة جديدة في لبنان". كذلك يتبع الكنيسة المصرية دير السيدة العذراء والأنبا موسى الأسود بولاية تكساس، ودير الأنبا أنطونيوس بولاية كاليفورنيا، علاوة علي المقر البابوي بسيدر جروف الأمريكية، والذي كان يتابع منه البابا أحوال الكنيسة دقيقة بدقيقة عند سفره للولايات المتحدة، وعندما كان يتلقى العلاج بمستشفى كليفلاند بولاية أوهايو، إضافة إلي 23 كنيسة في كندا وحدها. وتأتي أستراليا في المركز الثالث ب 18 كنيسة، فيما تحل أوروبا في المركز الرابع؛ حيث يوجد بها 17 كنيسة، علاوة علي 3 أديرة، هي: دير الأنبا أثناسيوس بإنجلترا، و دير العذراء والقديس موريشيوس ودير الأنباء أنطونيوس بألمانيا. كما يتبع الكنيسة الأرثوذكسية 13 أسقفا خارج مصر.
ومن جانبه قال الباحث في الشئون المسيحية، هاني لبيب، إن البطريرك المقبل سيولي اهتماما كبير بالأبرشيات التابعة للكنيسة، بعد حالة التمدد التي وصلت إليه الكنيسة بالخارج.
وأضاف لبيب في تصريحات ل"الأناضول" أن البابا المقبل رغم تركيزه المتوقع على الداخل لإعادة ترتيب أمور الكنيسة إلا أنه لن يتجاهل الدور الحيوي للأسقفيات بالخارج، خصوصا وأنها تدر علي المقر البابوي بالقاهرة تبرعات كبيرة سنويا.
وأشار إلى أن كنائس المهجر كان لها دور سياسي خلال عهد البابا شنودة، وقسم كبير من جماعات أقباط المهجر خرجوا من رحم الكنائس بالخارج، لكن بعضهم خرج عن إطار الكنيسة بالكامل.
وتجري حاليا عملية اختيار البابا الجديد، رقم 118، للكنيسة الأرثوذكسية المصرية؛ حيث أسفرت انتخابات الكنيسة أمس الاثنين عن صعود ثلاثة مرشحين إلى جولة الحسم لاختيار أحدهم الأحد المقبل بواسطة القرعة، وهم: الأنبا رافائيل أسقف كنائس وسط القاهرة، والأنبا تواضروس، والقمص رافائيل أفامينا