''عيد ميلادي قرب وسوف أدعو الأصدقاء.. لكنني صعلوك عابر سبيل، ابن الحارة المصرية، ليس لى صاحب، لذلك كما ظهرت فجأة سوف اختفى فجأة، فحاول تفتكرني''.. ''جلال عامر'' . عاش محاربا ساخرا، ومات مهموما خائفا على المصريين، اليوم عيد ميلاده ال60 ورغم غيابه إلا أن كلماته حاضرة دائما في المواقف. ولد ''أمير الساخرين'' مع سنة ''ثورة يوليو'' في 25 سبتمبر بمنطقة ''بحري'' بحي الجمرك بالإسكندرية، ودرس القانون والفلسفة، والتحق بالجيش ليخوض عدة حروب منها ''انتصار أكتوبر''، وعاش بعدها ليرى ويصف أعوام ''ظهر فيها الدش والمحمول والانترنت واختفى الوطن'' . بدأ ''عم جلال'' عمله الصحفي مشرفا على صفحة ''مراسيل ومكاتيب للقراء'' بجريدة ''القاهرة'' الصادرة عن وزارة الثقافة، ثم أصبح له مقالات تنشر بعدة صحف مصرية، وكان عموده اليومي المتميز ''تخاريف'' المنشور بجريدة ''المصري اليوم''؛ نافذة يطل عليها بنقده السياسي والمجتمعي الساخر على المواطن العربي من المحيط للخليج، وكان يصف نفسه ويقول: ''أنا مجرد كاتب يرفض أن يتحول ل''قهوجي'' عند القراء أو ''سفرجي'' عند الحكومة''. كتب ''جلال عامر'' القصة القصيرة والشعر، وامتاز أسلوبه ''بالتورية'' والسخرية التي تشد انتباه القارئ لنهاية المقال أو الموقف. من أهم أعماله ''استقالة رئيس عربي، قصر الكلام''، ويعد كتابه ''مصر على كف عفريت'' الصادر عام 2009 أهم و أشهر كتاباته، ويقول في افتتاحيته: ''الكتاب محاولة لبحث حالة وطن كان يملك غطاء ذهب فأصبح من دون غطاء بلاعة. لماذا وكيف؟ فقد بدأت مصر ''بحفظ الموتى، وانتهت بحفظ الأناشيد، لأن كل مسؤول يتولى منصبه يقسم بأنّه سوف يسهر على راحة الشعب، من دون أن يحدد أين سيسهر وللساعة كام؟ في مصر لا يمشي الحاكم بأمر الدستور، بل بأمر الدكتور، ولم يعد أحد في مصر يستحق أن نحمله على أكتافنا إلا أنبوبة البوتاجاز، فهل مصر في يد أمينة أم في إصبع أميركا أم على كف عفريت؟ '' توقف قلب عامر ''العامر'' يوم 12 فبراير 2012 في مظاهرة بالإسكندرية مناهضة لحكم العسكر، بعد اعتداء من البلطجية على المتظاهرين، توفي وهو يردد ''المصريين بيموتوا بعض''... كل سنة وأنت في قلوبنا يا ''عم جلال يا عامر'' .