فقدت مصر اليوم واحدا من أعظم رواد الكتابة الساخرة فى تاريخها وهو الراحل جلال عامر الذي وافته المنية صباح اليوم على إثر اصابتة بنوبة قلبية وقد نعى رامى إبن الراحل العظيم والده علي صفحتة فى موقع التواصل الإجتماعى "فيسبوك" مؤكدا ان جلال عامر لم يمت فكيف تموت الفكرة " وكان الراحل قد أجريت له عملية جراحية في القلب يوم الجمعة الماضي ، بعد إصابته بجلطة فى القلب، وأكد الأطباء أن حالته ستكون مستقرة خلال 48 ساعة. وتتقدم مؤسسة المشهد للصحافة والنشر بخالص العزاء إلى الشعب المصرى فى الراحل العظيم تغمدة الله بواسع رحمته وألهم مصر واحبابه الصبر والسلوان
مسيرة العطاء تخرج الراحل في الكلية الحربية وكان أحد ضباط حرب أكتوبر, قائداً لسرية في الفرقة 18 بقيادة اللواء فؤاد عزيز غالى.. شارك مع فرقته في تحرير مدينة القنطرة شرق.. درس القانون في كليه الحقوق والفلسفة في كليه الآدابيكتب القصة القصيرة والشعر وله أعمال منشورة، يعمل كاتبا صحفيا وتنشر مقالاته في عدة صحف، ينشر له عمود يومى تحت عنوان "تخاريف" في جريدة المصري اليوم، ويكتب في جريدة الأهالي الصادرة عن حزب التجمع ويشرف كذلك على صفحة مراسيل في جريدة القاهرة التي تصدر عن وزارة الثقافة المصرية.
آخر كتبه "مصر على كف عفريت" يقول عنه الراحل هو محاولة لبحث حالة وطن كان يملك غطاء ذهب فأصبح من دون غطاء بلاعة. لماذا وكيف؟ فقد بدأت مصر «بحفظ الموتى، وانتهت بحفظ الأناشيد، لأن كل مسؤول يتولى منصبه يقسم بأنّه سوف يسهر على راحة الشعب، من دون أن يحدد أين سيسهر وللساعة كام؟ في مصر لا يمشي الحاكم بأمر الدستور، بل بأمر الدكتور، ولم يعد أحد في مصر يستحق أن نحمله على أكتافنا إلا أنبوبة البوتاجاز، فهل مصر في يد أمينة أم في إصبع أمريكا أم على كف عفريت صفحات الكتاب محاولة للإجابة عن هذا السؤال الذي يفجر الضحكات على واقعنا المر. نكتشف في الكتاب أنّ المؤلف كان ضابطا في الجيش، خاض ثلاث حروب ضد إسرائيل. لكنّه يخوض الآن حرب الثلاث وجبات إذ يخرج المواطن لشراء الخبز وقد يعود أو لا يعود بعد معركة الطوابير ثقافة المؤلف واضحة طوال صفحات الكتاب، عبر الإشارة إلى أفلام عالمية وروايات يقارن بينها وبين أوضاعنا. إذا كان كازنتزاكيس كتب روايته المسيح يصلب من جديد، فإن مصر تكتب روايتها المصري يغرق من جديد في إشارة إلى حادث غرق 1030 مصريا في البحر الأحمر في مركب أحد رجال الأعمال ويكتب جلال عامر أيضا عن زيارة السيد الرئيس مبارك إلى قبري جمال عبد الناصر وأنور السادات. وهي الزيارة السنوية التي يحرص عليها، متخيلاً ما الذي يمكن أن يقوله أمام قبر كل منهما. هكذا، سيقول أمام قبر عبد الناصر طبعا إنتَ عارف أنا لا عايز أزورك ولا أشوفك بس هي تحكمات السياسة اللعينة. حد يا راجل يعادي أمريكا ويحارب المستثمرين. على العموم إرتاح. أنا بعت كل المصانع إلي انت عملتها، والعمال إللي انت مصدعنا بيهم أهم متلقحين على القهاوي وأمام قبر السادات، سيقرأ الفاتحة ثم يمسح وجهه وينصرف. هذه الحكاية تلخّص فعلاً ما أصاب مصر من تحولات، وتجيب عن سؤال: كيف تحولت من أم البلاد إلى أم الفساد